|
لإنجاز السلام والتسوية السياسية بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس mailto:[email protected]@msn.com
*لايمكن إنجاح أية مفاوضات بين طرفين يتمسك كل منهما بموقفه المسبق، وإنما لابد من مرونة مهمة كي يصلا معاً إلى نقطة إنطلاق إلى مربع جديد يدخلانه وهما يخطوان على طريق السلام والتسوية السياسية وبناء المستقبل معاً. * لم نفاجأ بتباين المواقف بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية الشمالية في المفاوضات الجارية بينهما في أديس أببا تحت مظلة الالية الافريقية رفيعة المستوى، لكننا تفاءلنا بما تم من قبل في أديس أببا من توقيع على مذكرة التفاهم التي وقعت عليها مجموعة"7+7" الممثلة لأحزاب الحوار الوطني في الخرطوم، وبالحراك الإيجابي الذي قام به رئيس الالية الأفريقية ثامبو امبيكي للتقريب بين وجهتي نظر الحكومة والعارضة قبل عقد هذه الجولة من المفاوضات. *إطلعنا على مانشر من الورقة التوافقية التي قدمتها لجنة الوساطة، التي إعتمدت علىإتفاق أديس أببا الإطاري الموقع بين طرفي الصراع ف28 يونيو2011، ومذكرة التفاهم الموقعة في أديس مع مجموعة"7+7" التي باركتها الحكومة، وقرار مجلس السلم والامن الافريقي في 12 سبتمبر 2014. *ما الذي يمنع الحكومة التي أكدت إلتزامها الثابت بالسلام كقيمة إنسانية وبالتفاوض كوسيلة للتسوية السلمية من قبول الورقة التوافقية التي طرحتها لجنة الوساطة، والإعتراف بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم456 الداعي لقيام مؤتمر تمهيدي للأحزاب السودانية في أديس قبل الدخول في الحوار السوداني الشامل بالخرطوم، للخروج من دوامة الخلاف بين الطرفين المتفاوضين، بدلاً من إنهاء هذه الجولة دون نتيجة تذكر. * المؤتمر التمهيدي للأحزاب السودانية لايعني إستصحاب"زفة الأحزاب" المصطنعة، كما تعلم الحكومة نفسها، وإنما يمكن أن تلتئم بعدد أقل من العدد الحالي للمتفاوضين حالياً في أديس، تكون أجندنها محصورة في القضايا العاجلة المطروحة الان، لكن في منبر تفاوضي واحد .. بدلاً من المنابر المتعددة والحلول الثنائية والجزئية التي فشلت من قبل في تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي. *ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف في الحكومة والمعارضة ترك الأوضاع في السودان كما هي عليه الان، تركها تتفاقم، وتعطل كل مساعي الإصلاح في الداخل وإعمار علاقات السودان مع العالم المحيط، وترك معاناة المواطنين تزداد بلا طائل أو حتى بصيص أمل. *لذلك فإننا ندعم التوجه الإيجابي الداعي للإلتزام بالسلام كقيمة إنسانية وبالتفاوض كوسيلة للتسوية السياسية الشاملة، ودفع إستحقاقات السلام والحوار مهما كان الثمن "الحزبي" الذي يستحقه سلام السودان واستفراره وتوافق أهله على بناء مستقبله.
|
|
|
|
|
|