|
كلام الناس نورالدين مدني إعادة طرح السؤال القديم .. لماذا ؟!!
|
*التحذير الرئاسي للصحف وأجهزة الإعلام أعاد إلى ذاكرتي واقعة مصادرة صحيفة (السوداني الدولي)وإغلاقها بقرار رئاسي عام 1994م، حينها كنت أعمل بمكتب صحيفة "الخليج" الإماراتية بالخرطوم ، وكنت أحد كتاب السوداني الدولي. *استضاف منبر الخارجية الإعلامي وزير الإعلام والثقافة في ذلك الوقت الاستاذ عبد الباسط سبدرات، إنتهزت فرصة وجوده في المنبر وسألته : لماذا يصدر الرئيس قراراً بإغلاق صحيفة متجاوزاًبذلك المؤسسات المعنية بأمر الصحافة والإعلام ؟!!. *لم يجب الاستاذ سبدرات على سؤالي وإنما شن هجوما عنيفاًعلى شخصي،وبدأ في إصدار أحكام لاعلاقة لها بسؤالي مثل قوله: نورالدين أحد كتاب السوداني الدولي،ويكتب فيها "الحوار مع قرنق لايكفي" .. مع من يريدنا نورالدين أن تحاور ؟..نورالدين يكتب "المواطن مغلوب على أمره"،كيف يكون المواطن مغلوب على أمره وهو يدفع بأبنائه للإستشهاد في الجنوب. *لذلك لم أندهش عندما تم إستدعائي من مكتب الخليج بعمارة الفيحاء في اليوم التالي للمنبر ، ووضعي رهن الاعتقال لمدة اسبوعين، بعدها أفرج عني دون أن أجد إجابة على سؤالي المهني. *جرت مياه كثيرة في الساحتين السياسية والصحفية،وبدأت بوادر إنفراج سياسي وصحفي ،خاصة بعد خطاب السيد رئيس الجمهورية في خواتيم يناير الماضي الذي جدد فيه الدعوة ل"الجميع" بمن فيهم حملة السلاح للحوار السوداني الجامع. *باركنا هذا التوجه الحميد نحو الاخر، وأيدنا الحرص المقدر على إشراك الذين لديهم تحفظات تجاه الحوار لإقناعهم للحاق به والمشاركة فيه،وبدأت المشاورات، وبدأت بودر مرونة مبشرة. *تزامن ذلك مع حدوث إنفراج صحفي، وبدأت الصحف تتناول بعض قضايا الفسادإلى أن أوصلتها لساحة القضاء، وحدوث حراك سياسي لم يحتمله أعداء الحوار والسلام والتحول الديمقراطي، وشرعوا في تسميم المناخ السياسي في أكثر من جبهة. *لم نكن نتوقع بعد كل هذا الحراك الايجابي ان يسعى البعض للعودة بنا إلى مربع "الإنقاذ"الأول،وأن يضطروننا لإعادة طرح السؤال القديم، لكن بصيغة مختلفةلاختلاف موضوع القرار ونقول : لماذا التحذير الرئاسي وأين المؤسسية والمؤسسات المعنية بأمر الصحافة والإعلام ؟!!.
|
|
|
|
|
|