|
فيم يكيد بعضكم لبعض بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني mailto:[email protected]@msn.com
*لست من الذين يتسرعون في الحكم على المواقف والأحداث قبل التعرف على مضمونها وتفاصيلها، ولي موقف معلن من الإتفاقات الجزئية والثنائية، خاصة تلك التي تتم مع الحركات المسلحة لإقتسام السلطة والثروة. *لذلك عندما تم اتفاقية نيفاشا عام 2005م مع الحركة الشعبية قلنا لابد من إستكمالها سياسياً وجغرافياً، وظللنا نرحب بكل خطوة إيجابية نحو تحقيق الحل السياسي القومي، وهذا ما جعلنا نبارك مبادرة الحوار السوداني الشامل التي طرحها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في يناير الماضي، وما زلنا ننتظر بقلق بالغ ثمارها وسط ركام المواقف المتضاربة. *إطلعت على ما نشر في المواقع الإسفيرية عن "نداء السودان" الذي وقع عليه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ومني أركو مناوي مساعد رئيس الجمهورية السابق عضو وفد التفاوض في الحركة الشعبيةحالياً عن "الجبهة الثورية الشعبية" وفاروق أبوعيسى رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني ود. أمين مكي مدني عن مبادرة المجتمع المدني السوداني. *قرأتها فلم أجد فيها كثير إختلاف بينها وبين ما ظلت تطرحه المعارضة السياسية في الداخل، ولا تختلف كثيراً عن ما تم من إتفاقات بين الحكومة والأحزاب والقوى السياسية المعارضة، في نيفاشا والقاهرة وأبوجا وأسمرا والدوحة وأديس التي مازلنا نتطلع إلى ما يجري فيها من مفاوضات بقلق مشوب بالحزن لخطواتها المتعثرة. *إن الحديث عن تفكيك دولة الحزب لصالح دولة والوطن والمواطنة المتساوية، وإنهاء الحروب والنزاعات وبناء السلام الشامل والديمقراطية التعددية ومعالجة الضائقة المعيشية المتفاقمة والحل السياسي الشامل، ظل مطروحاً على صفحات الرأي في الصحافة السودانية بالداخل، فلماذا كل هذه الهجمة المضادة التي تربك الحراك السياسي الإيجابي الداخلي ولا تخدم لأي طرف سوداني قضية. *نعلم أن من حق الحكومة أن تتفاوض مع الحركات المسلحة، وأنها الان تتفاوض مع ياسر عرمان المحكوم عليه بالإعدام و مع مني أركو مناوي، لكن لانعلم ما هو المنطق الذي يمنع الاخرين من أهل السودان الإتفاق مع هذه الحركات المسلحة لإستصحابهم والاحزاب المتحفظة إلى مائدة الحوار السوداني الشامل. *إن التوافق السياسي السوداني لايمكن أن يتم في ظل إستمرار الإعتقالات والإجراءات الإستثنائية والتضييق على الحريات، وإنما على العكس تماماً فإن السبيل لهذا التوافق المنشود يستوجب درجة أكبر من سعة الصدر والمصداقية في الحوار والجدية نحو إستصحاب الاخرين، وإكمال الخطوات التي تزامنت مع إنطلاقة مبادرة الحوار السوداني الشامل، بتعزيز الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومد جسور الثقة مع كل الأطراف السودانية. *هناك شبه إتفاق وسط الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية في الحكومة والمعارضة على ضرورة الإنتقال بالسودان إلى مرحلة جديدة بمشاركة إيجابية من كل أبنائه، فلماذا كل هذه الضجة السياسية المربكة. *رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي عبر خير تعبير عن حالنا الراهن عندما قال : إلام الخلف بينكم إلاما .. وهذه الضجة الكبرى علاما وفيم يكيد بعضكم لبعض .. وتبدون العداوة والخصاما.
|
|
|
|
|
|