|
جبهة وطنية لمحاصرة نيران الفرقعات "النيرونية"/نور الدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*كلنا يعلم ان هناك تيار متنفذ في حزب المؤتمر الوطني يعمل كل ما في وسعه كي يعرقل مسار الحوار السوداني،حتى وإن استدعى الأمر العودة للمربع الاول لحكم الإنقاذ الذي أدخل الوطن والمواطنين في اختناقات سياسية واقتصادية وأمنية، وتسبب في إنحياز"أهل"الجنوب لخيار الانفصال، وفي إستمرار النزاعات المسلحة، وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الدرامية، التي مازالت تلقي بظلالها السالبة على حياة المواطنين اليومية، وتثقل كاهلهم الذي لم يعد يحتمل المزيد من الأعباء. *لكن يبدو أن التيار المعادي للسلام والتراضي الوطني والتحول الديمقراطي ما زال قادرا على اتخاذ خطوات مربكة وفرقعات"مشوشة"على مناخ الإنفراج السياسي الذي بدأ يمشي - وإن ببطء - على قدمين في الساحة السياسية الداخلية عقب مبادرة السيد رئيس الجمهورية في خواتيم يناير الماضي. *لا أحد يعلم لمصلحة من تحدث هذه الفرقعات العمياء التي تضر أهل الحكم قبل أن تضر المعارضين وأهل السودان كافة، مثل الذي حدث للطبيبة مريم التي قالت أنها مسيحية،ورغم ذلك حوكمت تحت المواد(126)الردة والمادة (146)الزنا، من القانون الجنائي، رغم عدم إتساقهما مع الدستور ومع احكام الاسلام الذي لايكره الناس على ان يكونوا مسلمين. *الفرقعة الثانية جاءت برفض مسجل الاحزاب تسجيل الحزب الجمهوري رغم إكمال أوراقه وشروط التسجيل،بعد الهجمةالشرسة التي جاءت من بعض الجماعات التي لها أحكام مسبقة ضد الجمهوريين، ونرى انه ليس من حق أي فرد أو جماعة التحريض على حظر نشاط أي حزب سياسي بسبب الخلاف مع طرحه السياسي والفكري،لأن ذلك يتعارض مع المادة40(1) التي تكفل للجميع حق التنظيم والتجمع. *الفرقعة الثالثة حدثت مساء السبت أمس بإعتقال الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي،وتم حبسه في سجن كوبر، الإمام الصادق المهدي الذي ظل رافعا راية الجهاد المدني وعدم الاستنصار بالجنبي، و من ابرز المتحمسين للحوار السوداني الجامع والتحول الديمقراطي!!. *ليس هدفنا هنا إثارة قضايا فقهية وقانونية، لكننا فقط قصدنا التنبيه إلى مخاطر تنامي تيار أعداء السلام والإتفاق الوطني والتحول الديمقراطي في حزب المؤتمر الوطني، ونرى ان الواجب الوطني يتطلب التنادي لبناء جبهة وطنيةعريضة من كل الأحزاب السياسية في الحكومة والمعارضة،من أجل حماية الحريات العامة ،خاصة حرية الصحافة والنشر والتعبير، والتنظيم السياسي، وتعزيزها والتكاتف "معا" من أجل إطفاء نيران الفرقعات "النيرونية".
|
|
|
|
|
|