|
انتباهة تربوية للمتنفسات الصحية/نور الدين مدني
|
كلام الناس السبت
* كنت أود أن أرتاح اليوم من الكتابة لأني كتبت أمس موضوعا أقرب لموضوعات "كلام الناس السبت"، غير أن رسالة إلكترونية وصلتني من صديقي الكاتب الصحفي الصوفي الوجدان، علي يس الكنزي المقيم حاليا في جنيف حفزتني للكتابة. * قال علي الكنزي في رسالته: إن مقالي عن الطفل قبل يومين تحت عنوان "لأنهم كل الأمل في غد أفضل" كان في الصميم، لكن أطفال المدن للأسف "لحسو" ميادينهم، وأصبحوا لا يجدون متنفسا صحيا للعب فإما أن يلعبوا في الشارع أو أن يحبسوا في المنازل. * هذه الانتباهة التربوية أكدت لنا حقيقة مهمة لا بد أن تجد الاهتمام اللازم من المسؤولين عن التخطيط العمراني، لأن اختفاء ميادين اللعب في كثير من الأحياء في المدن يحرم الأولاد من اللعب الجماعي خاصة كرة القدم في ساحات معلومة وظاهرة بدلا من تركهم للعب في الشوارع و"الزقاقات" الضيقة بعيدا عن الأنظار الأمر الذي يعرضهم إلى الكثير من المهددات والمخاطر.
* إن الظواهر الغريبة التي بدأت تطفح على سطح مجتمعنا من انحراف وعنف لا تبرر حبس أولادنا في المنازل، فهذا يجعلهم أكثر ضعفا وسلبية في مواجهة رفاقهم من أندادهم في العمر وغيرهم في حياتهم المدرسية ومستقبل أيامهم.
* إن الميادين والساحات العامة ضرورة صحية وتربوية ليس فقط لإتاحة المجال للأولاد للعب الجماعي المنظم في الهواء الطلق وأمام أنظار الجميع وإنما لحماية صحة البيئة والمواطنين في آن واحد خاصة الميادين الخضراء.
* ليس هذا فحسب فقد افتقدنا الأندية الاجتماعية والرياضية في كثير من الأحياء فحرمنا الشباب من مؤسسات اجتماعية صحية يمكن بحسن استغلالها إحياء المناشط الرياضية والثقافية وسط الأحياء وحماية الحراك الشبابي من الانحراف بعيدا عن أنظار الكبار والمجتمع المحيط.
* إننا ندرك المخاطر التي باتت تهدد الأطفال والكبار من أولادنا وبناتنا، لكننا ندرك أن غلق الأبواب عليهم وحرمانهم من الترويح البريء اللازم لتمام صحتهم البدنية والنفسية والاجنتماعية في بيئة اجتماعية صحية معافاة يمكن متابعتهم فيها اجتماعيا ومحاصرة مخاطر الانحراف والعنف وسطهم.
|
|
|
|
|
|