|
القصة ما قصة خارطة طريق
|
كلام الناس نورالدين مدني [email protected]
*دواعي الحوارالسوداني الجامع معلومة، وإن لم يعترف حزب المؤتمر الوطني بحاجته إليها، يكفي أنه أدرك ضرورته لمعالجة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية التي إستوجبت الدعوة إليه. *باركنا مبادرة الحوار السوداني الذي تنادى إليه كبار قادة الأحزاب السياسية في خواتيم يناير الماضي، وباركنا الحرص على إشراك الاخرين الذين تحفظوا على المشاركة في ظل المناخ القائم، كما باركنا القرارات التي أتحذت لإبداء حسن النية تجاه الحوار وإستصحاب كل الاخرين. *حدثت بعد ذلك كما هو معلوم للجميع أخطاء قاتلة من داخل بيت المؤتمر الوطني، الأمر الذي دفع بعض المتحمسين للحوار يقفون في الجانب الاخر مع المتحفظين عليه في ظل المناخ السائد الذي فاقمته أكثرالأخطاء السياسية الظاهرة،إن لم نقل المتعمدة لعرقلته. *لم يكن أي طرف ينتظر من الحوار "قلب" طاولة الحكم، وإنما كان المطلوب هو الوصول إلى إتفاق قومي حول سبل معالجة الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية، يدفع خطوات الإصلاح والتغييرالسلمي المنشود. *يبدوا أن أهل الحكم لم يتعظوا من التجارب السابقة التي دفعت السودانيين في جنوب البلاد للإنحياز لخيار الإنفصال، وإلى إستمرار النزاعات المسلحة في السودان الباقي، وإلى تفاقم الأزمة الإقتصادية بكل تداعياتها الكارثية على حياة المواطنين. *ما زلنا نطمح في أن يتجه الحوار المتعثر - بلا عجلة - نحو إستصحاب الاخرينأ خاصة الذين تحفظوا منذ البدء، لأن لهم رؤى سياسية وإقتصادية مختلفة، نري ضرورة الإستفادة منها في بناء دولة المواطنة والهوية السودانية الجامعة والتوافق الوطني الشامل دون إستثناء أحد. *لذلك فإننا لانرى ضرورة لإستعجال الانتخابات قبل الوصول إلى الإتفاق القومي ، لأن إستعجال الإنتخابات في ظل المناخ السياسي القائم، يعني إستمرار الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية التي من أجل معالجتها جاءت مبادرة المؤتمر الوطني للحوار الجامع. *لذلك نقولها بصريح العبارة إن الالية التي تم الإعلان عنها عقب إجتماع اللجة السداسية لن تجدي في إحياء الحوار الذي "عرقل" مع سبق الإصرار والترصد، قبل إزالة العقبات الموضوعة في طريقه، وتأمين الضمانات اللازمة لتهيئة مناخ الحوار وتقوية الثقة تجاهه. *لتهيئة أجواء الحوار لابد من إجراء حزمة معالجات لتأمين الحريات السياسية والصحفية، والعفو عن المحكوم عليهم سياسياً، وعدم إستعجال إجراء الإنتخابات، إلا بعد تحقيق الإتفاق القومي. *رمضان كريم
|
|
|
|
|
|