|
"أنا ما بجيب سيرة الإمام" بقلم نور الدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*أحياناً ينتاب الكاتب إحساس قابض للأسف، كأنه ينفخ في "قربة مقدودة"،لكنه مع ذلك لايستطيع الإنسحاب والإستسلام لمشاعر الإحباط واليأس، ويستمر في حمل "قلمه" ويواصل مسعاه في إضاءة شمعة بدلاً من لعن الظلام. لا أدري لماذا تذكرت نصيحة صديقي المعارض القديم - لي - عندما كنت أكتب في صحف الإنقاذ،خاصة في صحيفة "القوات المسلحة" مقالات مازلت أعتز بها، قبل التدخل"الخارجي"لإبعادي، وبالتالي وقف كتاباتي فيها!!. *قال لي صديقي المعارض انذاك أن ماأكتبه يسهم في إطالة عمر الإنقاذ،لأن هذه الكتابة "تنفس"من غضب الشعب وتوهمه بأن هناك مساحة للرأي الاخر، وقد طال عمر الإنقاذ بالفعل، لكن لا أزعم بأن لي فضل في ذلك. *جرت مياه كثيرة تحت حكم الإنقاذ لعل أهمها اتفاقية نيفاشا - المغضوب عليها - بعد أن وقع الفأس على الرأس،وتسببت في إنفصال جنوب السودان، وفتحت شهية حملة السلاح على ما تبقى من كيكة السلطة والثروة، وعاد حزب الامة القومي للمعارضة من الداخل ثم جاء التجمع الديمقراطي من بعده عقب التوقيع على إتفاق القاهرة. *مع هذه المياه التي جرت تحت حكم الإنقاذ حدثت متغيرات إيجابية على الصعيدين السياسي والإعلامي،إبتداء من مرحلة "التوالي"إحدى إبتداعات الشيخ الدكتور حسن الترابي في الساحة السياسية، وحتي الإعتراف المشروط بالتعددية الحزبية، وإبتداء من التصديق لبعض الصحف غير حكومية -إذا صح التعبير - ،وحتى إمتلأت الساحةالصحفية بأشكال وألوان من الصحف. *معلوم أن الحوار بدأ منذ سنوات الإنقاذ الأولى لكنه كان أشبه بالمونولوج الداخلي رغم مشاركة بعض الاخرين في مؤتمراته، وقبل أشهر بدأ يتشكل حلم في الساحة السياسية نحو حوار سوداني جامع،عقب المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني في خطابه بقاعة الصداقة في خواتيم يناير الماضي. *بدأ الحراك السياسي ينشط من جديد، حتى وسط المتحفظين على الحوار في ظل المناخ السائد، لكن للأسف حدث تحرك مضاد بدأ بملاحقة بعض مظاهرالتعبيرو الإحتجاج المشروع، و ضد النشاط السياسي السلمي، قبل أن يصدر رئيس الجمهورية قراراته المتعلقة بالعمل السياسي الحزبي، في اللقاء التشاوري التمهيدي للإعداد لمؤتمر الحوار السوداني الجامع!!. *بدأت أيضاً سلسلة من الأخطاء القاتلة في أكثر من جهة، في محاولة لتغطية بعض "العورات" التي تعرضت للضوء،مثل ماأثير من حالات فساد، وكارثة شحنة المخدرات،ورفض تسجيل الحزب الجمهوري، والحكم بردة مريم التي قالت انها مسيحية من أم اثيوبية ... و"أنا ما بجيب سيرة الإمام الصادق المهدي"
|
|
|
|
|
|