|
أبيى : بين إستفتائين مُجتمعيين و نفّاج غائب ! /فيصل الباقر
|
أبيى : بين إستفتائين مُجتمعيين و نفّاج غائب ! أبيى وإستفتائها وقضيتها الشائكة والمُربكة، لكُلّ الأطراف المُتنازعة حولها ، ليست مُجرّد حادث مرورى " حركة " عارض أوطارىء، حدث أو "وقع " صُدفة ، فأربك حركة السير والمرور...إنّها - بحق- قضيّة ذات أبعاد مُعقّدة وشائكة فى الماضى والحاضر والمُستقبل القريب والبعيد للمنطقة ، وستظل تحتفظ بحُضور دائم فى الذاكرة الإنسانيّة... ولكلّ هذا ولغيره ، من أسباب " وجيهة " ، إهتمّت بها ، (طيّبة الذكر) إتفاقيّة السلام الشامل( 2005)، وخصّصت أو لنقل " جنّبت " لها بروتوكولاً " حدّادى مدّادى، يحمل " إسمها و"رسمها "، وردت فيه " مفاتيح ومغاليق" الحلول المُمكنة والمُستحيلة، ولكل هذه الأسباب ولغيرها - أيضاً- سارت بقضيتها الركبان ، حتّى حطّت عصى ترحالها فى " بوادى " لاهاى ، وطافت قضيتها عبر الأزمنة والأمكنة ،بما فى ذلك ، المحافل الإقليميّة والدوليّة .. ومازالت أزمة أبيى تُراوح مكانها، ومازال مصير أبيى وإستقرارها وأمنها وأمانها وسلامها،بل وسلام المنطقة بأسرها ، فى" كف عفريت " !. فى أُكتوبر المُنصرم ، حسمت قبيلة الدينكا نقوك أمرها ، وقرّرت إجراء إستفتاء من طرف واحد " أُحادى الجانب " ، لم تكن نتيجته مُفاجئة ، لكل ذى عقلٍ وبصر وبصيرة ، بعد أن نفذ صبرها ، فى إنتظار ( جودو) رمال المُفاوضات المُتحرّكة ، بين الطرفين والبلدين. ومازالت قبيلة المسيريّة ، فى الجانب الآخر، من النهر، تدرس خياراتها ، وتحسب تحرُّكاتها، إذ علت هناك أصوات مسيريّة تُنادى، بتنظيم إستفتاء مُقابل " أُحادى الجانب "، على طريقة " مافيش حد أحسن من حد " و " الرهيفة التنقد "،وفى المُقابل هناك أصوات أُخرى، تُفكّر فى طرح حلول وخيارات أُخرى ، بعضها موضوعى ، وبعضها " إنتحارى "، لا شكّ سيؤدّى لإستكمال سيناريو الحريق المُتوقّع !. ظللنا نُكرّر ونُعيد التذكير والتحذير، على مدى سنوات طِوال ، أنّ إستفتاء أبيى ، مسألة فى غاية الأهميّة، وأنّ إستمرار مُسلسل اللعب بنار ابيى ، سيُحيلها إلى كشمير ( السودان ) ثُمّ (السودانين) لاحقاً ، وقُلنا أنّ وإنّ تجارب الماضى (المُجتمعيّة ) فى فض النزاعات والتعايش السلمى والإخاء المُشترك وتبادل المنافع والخيرات ، تُؤيّد نجاعة الفكرة الصائبة والراجحة، المُتمثّلة فى أنّ حلّ مُشكلة أبيى، يكمُن - فقط - فى إعمال (مسارات) العقل والحكمة ، التى أطلقنا عليها وسمّيناها بجلاء تام " دينكسيريّة "، ومازلنا نُصر على أنّ أىّ مُحاولات لإستخدام أبيى ، فى لعبة كسرعظم وشوكة الآخر والمُختلف ، هى نظرة طفوليّة مُدمّرة، ومُغامرة طائشة ، ولعب بالنار، التى ستحرق - بلا شك - المنطقة بأكملها...وهُنا تكمُن الخطورة والتحدّيات . تُرى أما من مخرجٍ ( دينكسيرى) يجعل من أبيى - الأرض والبشر والأنعام ، والخيرات - " باطنها وسطحها وسماءها " - نعمة ، وليس نقمة ، على الناس أجمعين ، ويفتح الأبواب المُغلقة أو المُواربة ، لإستقرار وسلام مُستدامين ، فى أبيى والمنطقة بأكملها ، والبلدين على وجه التخصيص، ويُمهّد لإستفتاء يحظى بقبول كُل الأطراف ، وإعتراف العالم أجمع، و يُحقّق السلام والإستقرار والعدل والمُساواة فى الحُقوق والواجبات للجميع ؟ّ..نأمل أن لا يطول إنتظار زمان الحكمة والحُلول التى تحترم مبدأ حق تقرير المصير، وتُعزّز قيم السلام وإحترام حقوق الإنسان !. نقول كُل هذا ، دون أن ننسى أو نتناسى السؤال الهام : من المسئول عن نقض العُهود وتعطيل مسارات الترتيبات اللازمة ، لإجراء إستفتاء أبيى فى مواعيده ؟..وسيأتى - حتماً - وقت الحساب والمُحاسبة .. ولكن، الأوضاع - الآن - على الأرض لا تحتمل التأجيل، ولا المزيد من التعطيل ، فلنبعد شبح الحرب ، ولنفتح ( نفّاج ) يُحقّق إستفتاء أبيى لتعزيزالتعايش والسلام ..ولنسأل أنفسنا جميعاً: إلى أين يثمكن أن تتّجه بالجميع أزمة إستفتاء أبيى ؟!.
|
|
|
|
|
|