|
دولة الإدارة بالنظر !/فيصل الباقر
|
دولة الإدارة بالنظر ! . الوطن - الآن - تحت إمرة و رحمة حكومة ، يُمكن وصفها بإختصار فى العبارة التالية : ( أمنيّة التفكير ، عسكريّة التدبير ) ، وهذا يعنى أنّها ستمضى بما تبقّى من وطن ( السودان الفضل ) هرولة نحو هاوية التشظّى والتكسير والإندثار. حكومة يستنتج الناظر إليها بعمق ، بأنّها صارت " مؤسّسة " عائليّة ، يتم الإختيار فيها ، على مبدأ الطاعة العمياء ، والولاء الشخصى للرئيس ، ومن عجبٍ ، أنّ التشكيل الوزارى ، الذى أفصح عن أسماء بعض منسوبيها ، كشف عن منهج إختيار " القوى الأمين " وقد بُنى هذه المرّة ، على وشائج القُربى والمُصاهرة وعلاقة الدم و" النسب " بين المسئولين ،بصورة لا يُمكن النظر إليها ، بدون إستدعاء فكرة ذاكرة العائلة المالكة الجديدة فى السودان الفضل !. حكومة مثل هذه ،وبهذا التكوين ، كيف لها أن تواجه ، قضايا كُبرى ومشاكل مُستعصية ، وأوضاع مُتأزّمة ، بل مُنفجرة تماماً فى ( المركز والهامش ) سياسيّاً وإقتصاديّاً وإجتماعيّاً وثقافيّاً وعسكريّاً وامنيّاً ؟!. وللأسف ، لا يُنتظر منها سوى جلب المزيد من الحطب للنار المُشتعلة أصلاً ، ليصبح الوضع فى أحسن حالاته ،ومآلاته مزيد من (( ضغثٍ على إبالة )) ، أولنقل بلغةً أخف وطأة على السامعين (( زيادة الطين بلّة )) !. لننظر إلى الوضع فى دارفور ، وهى على مرمى حجر، من قلب الأزمة الطاحنة والمُلتهبة والمُتمدّدة - حتّى إشعارٍ آخر - فى جمهورية إفريقيا الوسطى ، حيث طلائع " الغُرباء " يصلون دارفور ، بعتادهم الحربى، وتعقيدات وأزمتهم و وجودهم وتواجدهم ، فى الجوار الجديد !. وهُناك ، تجلّيّات معارك (جبل عامر) ،حيث تركت إدارة معارك البحث عن الذهب،مأساة إنسانيّة كُبرى ، تستحق أن يتم فيها تحقيق دولى/أُممى مُستقل ، يحصى الخسائر، ويدفع بمُنتهكى حقوق الإنسان هناك ، للعدالة والمُسائلة ، ويفتح الطريق – واسعاً - نحو معرفة ( الحقيقة ) فالمصالحة وإبراء الجراح ، وطى صفحة الماضى الأليم !. وهُناك إرث النزاعات القبليّة المُستفحلة ، وطرائق تعامل الدولة والحكومة ( فى المركز والهامش /الإقليم ) معها ، وهو تعامل - للأسف - يفتقر - تماماً - إلى أىّ حساسيّة مرتبطة بالفطنة والكياسة ، وبُعد النظر ، وكأنّه مؤسّس على نظريّة ( الدفاع بالنظر ) التى تعود براءة إختراعها وملكيتها - حصريّاً - إلى سعادة وزير الدفاع " العجيب " عبدالرحيم محمد حسين ، والذى يصدق فيه وصف أحد الأصدقاء النابهين، حين سُئل عن وضعه فى " الإعراب " فى التشكيل الوزارى الجديد ، فقال : " كان شالو ، ما بنشال ، وكان خلّو ، سكن الدار "! وبهذا يُمكن أن ننتقل ، للإشارة - والإشارة فقط - للوضع ( المُتبركن ) فى الشرق ، وهذا إشتقاق " نجرته للتو" فى وصف ( البركان ) المُلتهب فى شرق السُودان ، و الذى تُصر " زرقاء يمامة الحكومة " على رؤيته ، " بنفسجيّاً " ، دون أن تعبأ بالأشجار المُتحرّكة ، وهى فى الواقع ( جبال مُتحرّكة ) ، ولكن ماذا نعمل مع حكومة المُصاهرة والنسب ، التى لا ترى فى الأزمات ، خارج " حيشان " الأُسر والعوائل المُتصاهرة ، مُهدّداً للوطن وأمنه وإستقراره ، بل وبقائه على خارطة المعمورة ؟!.إنّنا - الآن - فى عصر حكومة إدارة البلاد والأزمات بالنظر !. والعُتبى على النظر !.
|
|
|
|
|
|