|
حريّة الصحافة : الذى يُقوّيك /فيصل الباقر
|
حريّة الصحافة : الذى يُقوّيك !. مضى عام وانقضى ، وهانحن نستشرف عاماً جديداً ، وحال الحريات فى بلادنا ،" يُغنى عن السؤال " كما يقولون ، وبخاصّة أوضاع حرية الصحافة والتعبير، وقلبها النابض بالحياة ، الحق فى الحصول والوصول للمعلومات..إذ مازالت الصحافة (رسالة وصناعة ومهنة ) والمُجتمع الصحفى (جماعة وفئة ) ، يرزحون فى أوضاع إستثنائيّة سيّئة للغاية ، يُعانون الإستهداف الأمنى بصورة كبيرة وخطيرة ومُستفزّة ، ومع ذلك، فإنّ الأمل مازال يحدونا فى أن نتغلّب على الصعاب الذاتى منها والموضوعى ، لنحقّق لشعبنا تطلّعاته المشروعة فى الحريّة والإنعتاق ، وهو أمر يتطلّب بذل الجهد الجماعى ومراكمة النضال، لتحقيق النصر العزيز المُبين ، وفى البال المثل الحكيم : (ماضاع حق وراءه مُطالب ) . الواجب يُحتّم على المجتمع الصحفى ، صناعة الأجندة ، وبلورة الأفكار وتجميع الجهود وتوحيدها ، ومُراعاة ضرورة مُراكمة النضال وتصعيد المعارك وخوضها جماعيّاً ، وإدارتها بطريقة منهجيّة وعلميّة، دون أن نترك الأمور للصدفة و ردود الأفعال ، ومن المهم ،بل والاهم ، إشراك المُجتمع ومُشاركته فيها ، وإقامة شراكة إستراتيجيّة مع الفئات المُجتمعيّة الأُخرى ، ذات المصلحة الحقيقيّة فى حرية الصحافة والتعبير والحريات العامّة بصورة أشمل ، لأنّ حرية الصحافة ، تهم الجميع ، وليست حكراً على المجتمع الصحفى وحده . صحيح أنّ الدولة البوليسيّة وأجهزتها القمعيّة ، صرفت أموالاً وعتاداً وجهداً كبيراً فى تحقيق إنتصاراتها الآنيّة ، ولكنّنا نجحنا فى البقاء والإستمرار ، وأكّدنا صحّة القول البسيط (( الذى لا يقتلك ، يُقوّيك )) وأبقينا على جذوة المقاومة وشرارتها مُتّقدة ، وأصبح من المعلوم بالتجربة أنّ الصحافة السودانيّة (عصيّة الإنكسار ) وهذا مكسب ليس بالسهل ، والمطلوب البناء على الدروس المُستقاة من تجارب الماضى ، والسير بقضيّة حريّة الصحافة وإستقلاليتها عن سيطرة الدولة للأمام . نحن نحتاج لجرد حساب ، نتعرّف عبره على مواطن القُوّة والضعف فى الذاتى ، ونستوعب جدل الموضوعى ، ونحتاج للعمل الجماعى، وبصورة يوميّة ، نُطوّر من خلاله قدراتنا الذاتيّة ونبنى تحالفاتنا ونوسّعها ونثمتّنها ، لتحقيق النصر لمهنتنا ، وهو أمر يُمكن تحقيقه، بالصبر والمُثابرة وفهم الواقع ، وعدم الإكتفاء بتفسير العالم ، بل السعى لتغييره ، نحو الأجمل والأحسن والأروع ...ومن هُنا نبدأ ، وكُل عام ومهنتنا ومُجتمعنا الصحفى وشعبنا بألف خير .
|
|
|
|
|
|