|
يوناميد : السلام الحقيقى هو المخرج الوحيد ! بقلم فيصل الباقر
|
للّذين يُحاولون إيهام البسطاء من الناس ، بأنّ قرار " طرد " القوات الأُمميّة المعروفة بالإسم المُختصر ( يوناميد ) ، من الأراضى السودانيّة ، و" ترحيلها " ( قسراً ) ، من بعض أو كُل وهاد وهضاب دارفور ، بقرارٍ آحادى الجانب ، هو أمر " سيادى " محض ، تستطيع الخرطوم ، إتّخاذه ، بجرّة قلم ، لتُنفّذه السلطة الإقليميّة ، أو السادة الوُلاة فى دارفور، على عجل ، نقول: ماهكذا تؤتى الأشياء ، وما هكذا تؤتى السياسة يا هؤلاء !!.. وذلك ببساطة ، لأنّ بعثة ( اليوناميد ) لم تدخل البلاد بتأشيرة ( سياحيّة ) ، حتّى تُقرّر السلطات السودانيّة - وحدها - بشأن بقائها أو ترحيلها ، بسهولةٍ ويُسر، كما درجت الأجهزة الأمنيّة ، على ترحيل السثيّاح ، وتسليم طالبى اللجوء من بعض دول الجُوار " قسراً " ، لحكومات بلدانهم " أمنيّاً " ، وذلك ، مُخالفة واضحة ومفضوحة ، لكل الأعراف الدوليّة فى التعامل مع على اللاجئين ، أو ما تقوم به الأجهزة الأمنيّة من تعسّف مفضوح ، كإغلاق المراكز الوطنية " أمنيّاً " بجريمة نشر الوعى ، و العمل على إحترام و تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ، أو مُصادرة الصُحف ، وإغلاق دورها بالضبّة والمفتاح الأمنى البغيض ، أو إغلاق المراكز الثقافيّة الأجنبيّة ، أو كما يُطلب من الدبلوماسيين مُغادرة البلاد ، بإعتبارهم " شخصيات غير مرغوب فيها " ...إلخ . قوات اليوناميد ، كما يعرف رُعاة الضأن فى خلاء دارفور ، جاءت للبلاد بقرارات أُمميّة معروفة للجميع ، ولا يستطيع إخراجها أو إلغاء (ولايتها ) ، أىّ من كان ، إلّا الجهة التى فرضت دخولها للسودان ، وهذا من المعروف ، فى السياسة الدوليّة بالضرورة ، فكفانا يا هؤلاء " عنتريّات " و " إستكرات " و" لعب على الذقون " !. هذه القوات ستُغادر البلاد ، حينما يقتنع أصحاب القرار ، أنّ الوضع فى دارفور ، قد أصبح مُلائماً لخروجها ، وبعبارةٍ أُخرى ، حينما يعم السلام بمعناه الحقيقى إقليم دارفور والسودان بأكمله ، ولهذا من الأفضل ، أن تعمل الدولة بصدق ، لإحلال السلام الحقيقى فى دارفور ، ومن الأفيد ، عدم إضاعة الوقت والجهد ، فى مواصلة ( مشروع ) الحل و " الحسم " الأمنى والعسكرى ، بدلاً عن البحث الجاد عن الحلول السياسيّة المطلوبة ، فقد سئمنا ، هذه التصريحات ، و( شبع ) أهل دارفور من تكرار تصريحات مجّانيّة من شاكلة " حسم التمرّد " ، و " تجفيف " بؤره ، وقد ملّ الناس - أجمعين – لعبة إطالة أمد جولات التفاوض " غير الخلّاق " وسياحة نقل ملفّات قضيّة دارفور ، بين مُختلف ( الموائد ) و العواصم والبلدان ،على مدى سنوات طوال !. الحل سادتى ، هو التفاوض الصادق ، والبحث الجاد عن السلام الحقيقى والذى لا يستثى أحد .. ويومها ، ستُغادر بعثة الوناميد ، بإنتهاء التكليف... فمتى يفهم هؤلاء ، أنّ سلام دارفور ليس نُزهة ، وأنّ هناك مطلوبات لتحقيق السلام العادل ، يتوجّب توفيرها ، ومن بينها المُساءلة على الجرائم المُرتكبة ضد المدنيين ، والإنصاف والعدالة والتعويضات وإعادة البناء ، و بإختصار ، فإنّ المطلوب هو الذى يُراعى مصالح أهل المصلحة الحقيقيين ، وليس إجراء الصفقات والتسويات المرحليّة !.
|
|
|
|
|
|