|
كارثة الأمطار والسيول بين ملحمة وملخمة ! فيصل الباقر
|
فى خريف العام المنصرم ( 2013 ) ، إنطلقت مُبادرة ( نفير) الشبابية فى الثانى من أغسطس ، لمواجهة آثار كارثة الأمطار والسيول التى حلّت بالبلاد ، بما فى ذلك عاصمتها الخرطوم ، وقد جسّدت ( نفير)- يومها- معانى وقيم العمل الطوعى الإنسانى السودانى الخالص، الذى يأتى صادقاً ، فأستحقّت رضاء وشكر المتضرّرين ، وثناء الشعب ، وإشادة وتقدير حقيقيين ، من كُل صاحب وصاحبة ضمير حى، وفطرة و وجدان سليمين ، لكونها مُبادرة شعبيّة شبابيّة خالصة ، من كُل زيف ، أو أجندة ضيّقة ( حزبيّة )، تسعى لتحقيق ( كسب) لاحق ، من أفعالها وأقوالها ، حتّى وإن جاء هذا الكسب ، محمولاً ، على ظهر الإستثمار فى آهات وعذابات المتضرّرين ، وهو الأمر الذى ظهر واضحاً للعيان ، خلال كارثة الأمطار والسيول ، التى حلّت بالبلاد هذا العام 2014 ، والتى فضحت زيف وأكاذيب الدولة (الرسالية) ومؤسساتها الرسمية ، وربيباتها الأُخرى الشعبيّة الدعوية ( نسائيّة ، شبابيّة ...إلخ ) (( الكرتونيّة )) ، حول الإستعدادات المُبكّرة للخريف ، وحول قيم ومفاهيم العمل الطوعى ، إذ تكشّف بوضوح مسعى الدولة الإنقاذيّة ، لإستغلال الكارثة الإنسانيّة ، وجهود مواجهتها ، فى ( نُصرة ) برنامجها السياسى، بما فى ذلك ، تجهيز الساحة ، وتهيئتها و ( تعبئتها ) عبر " كتائب " ( الإنتشار السريع ) ، لمعركة الإنتخابات المزعومة ، القادمة ، بحيث ، تلتصق بذاكرة ( الجهات المُستهدفة ) ، من المتضرّرين ، وبخاصّة ، من الشرائح الضعيفة فى المجتمع ، ملامح وصور وأسماء وشعارات ( جهات ) و ( منظمات ) و (شخصلات ) مُحدّدة ، (هبّت ) وسعت لمساعدتها و ( نُصرتها ) ، بتقديم ( الإغاثة ) فى شكل " أكياس " و" كراتين "، لها يوم محنة السيول والأمطار !...فياله من خُبثٍ ولؤمٍ وكيدٍ كؤُود!. عبر حملةٍ منظّمة ، وطرق إعلامى مُستمر، كرّست الدولة هذا العام ، قُدرات ماكيناتها الإعلاميّة الضخمة ( المقروء والمسموع والمرئى) لإيصال فكرة و رسالة إعلاميّة مركزيّة مُحدّدة ، مفادها أنّ الدولة لم تُقصّر قط ، أى " نفضت يدها بالكامل " من " غُبار " أىّ مسئوليّة ، ماديّة أو معنويّة ، فى الكارثة ، حتّى ولو " أخلاقيّة " ، إذ سعت بخبثٍ مدروس ، لتحميل الضحايا المسئوليّة الكاملة ، تجاه ماحدث ، بحيث تكثّف الطرق الإعلامى اللئيم على " نغمة " ( رمى النفايا فى المصارف ) و ( بناء البيوت فى مهاوى السيول )، ناسية أو مُتناسية – عن عمد – أنّ ذلك " الجهل المجتمعى "، وإن حدث ، فهو - من قبل ومن بعد - مسئوليّة الدولة ، يكشف ويفضح – فى المقام الاوّل ، تقصيرها ، وقصور إعلامها، فى عمليّة نشر الوعى " مُبكّراً " ، وليس الإكتفاء بمجرّد التباكى على اللبن المسكوب ، بعد الحدث !. وفى وبين كُل هذا وذاك ، إنهمرت ( أمطار و سيول الوعود ) برفع المُعاناة وجبر الضرر، وعين القائلين بهذه الوعود الكاذبة ، على معركة الإنتخابات المزعومة ،و التى ستكون ( معركة فى غير معترك ) ، لكونها معركة داخليّة بين تيارات ومراكز قوى أهل البيت الإنقاذى ومن والاهم ، وهى إنتخابات نتائجها " مضروبة ومخجوجة " ، معروف سلفاً ، هدفها ومبتغاها ، فطوبى للمُباركين و المُشاركين والواقفين على أرصفة الإنتظار،و سائقى وراكبى قطار الإنقاذ و" الترلّات " !. بإختصار ، أرادت الدولة الإنقاذيّة – كعادتها - الإستثمار فى عذابات الناس وآلامهم ومُعاناتهم ، وحشدت وجلبت لذلك ، الأرقام والإحصاءات من التاريخ القريب والبعيد ، و نشطت فى ( توزيع ) كراتين وأكياس الوعود ، وعينها على الإنتخابات المُنتظرة ، وأسمت حملتها لإستغلال كارثة الأمطار والسيول ( ملحمة ) ، بينما هى هى فى الأصل ( ملخمة ) ، إذا ما قُورنت بالجهد الصادق والشفيف ، الذى قامت به حملة ( نفير ) التى جسّدت بحقٍّ وحقيقة ( ملحمة ) شبابيّة وشعبيّة فى العام المنصرم ، فى الداخل والخارج ، وقد شهد لها العالم أجمع ، بتطابق الفعل مع القول ، فيما حاولت حملة هذا العام ، إظهار " أولى الأمر " ( الولاة ) و( المعتمدين ) والمسئولين كافّة ، بإعتبارهم ( ملائكة رحمة ) و ( مُخلّصين ) و ( فاعلى خير ) و ( رُسل إنسانيّة ) بينما هُم بسياساتهم ومُمارساتهم أُس البلاء ! . تبقّى أن نضيف ، ومع كُل ذلك ، مازالت الدولة مُطالبة ، بتقديم كشف حساب حقيقى ، يتضمّن جميع أوجه الصرف ، عن حملتها، وعندها سيتّضح أكثر، كُل شىء ، وستبين الحقائق عارية ، بعيداً عن " كسوة " الإعلام و" بروباقاندا " التجهيل . شعبنا يا هؤلاء أذكى من أن تمر عليه ، مثل هذه الأحابيل ، ويفهم ويعى تماماً قيمة الجهد الشعبى والرسمى النظيف والعفيف ، ويُدرك علوم وفنون إجراء المُقارنات ، ولسان حاله يقول لكم : " على من يا هامان " ؟!.
|
|
|
|
|
|