|
غياب المُفاجئة فى المُفاجأة ...فى إنتظار خطاب الوداع ! /فيصل الباقر
|
كفتنى الأحزاب والحركات السودانية (مؤيّدة ورافضة ) و ( متوالية ومعارضة) و(مُقاطعة ومفاوضة ) و( حاضرة وغائبة ) و( فاجرة وتائبة ) مغبّة الإسراف فى التعليق على خطاب السيد رئيس الجمهوريّة ، المعروف إعلاميّاً بإسم (( الوثبة الوطنيّة )) والذى سبقته - للإسف - حملة تهيئة وتعبئة ،إعلانيّة، إعلاميّة ودعائيّة ( بروباقاندا) مُكثّفة ، بإعتباره سيكون (مُفاجئة كُبرى )،وللأسف كانت المُفاجأة هى (عدم المُفاجأة )!.. وشكراً للميديا الإجتماعيّة وصحافة المواطن التى أثبتت تفاعلها وحُضورها و وذكاءها الفطرى السليم ، فى مُجمل صولاتها وجولاتها مع الخطاب - قبل وبعد - إستقراءاً وتعليقاً ومدحاً وقدحاً وشرحاً و " تهكُّماّ " مشروعاً ، وبهذا تكون الميديا الإجتماعيّة وصحافة المواطن قد سبقت الصحافة التقليديّة ، و وضعتها أمام إمتحان عسير، جعلها فى مطب، يصعُب الخروج منه ، بسهولةٍ ويسر، كما تخرج الشعرة من العجين !. ها قد تمخّض جبل رفع سقف التوقُّعات، ليلد فأر جدل الخطاب المُفاجىء، سراباً بليد ..وهاهى التسريبات تعدنا - مرّة أُخرى - بخطاب ( تصحيحى ) جديد، رُبّما سيُتلى على مسامعنا يوم الثلاثاء المقبل ، بإعتبار أنّ الخطاب القديم (الأصل )، قد تمّ (الإنقلاب ) عليه ، وجرى إستبداله بآخر ، فى إطار الصراع و(التمكين) بين عسكر الإنقاذ ومدنييها وأمنها ، أو القُدامى والجُدد، أو كما قال !!. وهنا نتساءل : وما أدرانا بأنّ الخطاب (التصحيحى ) الموعود، سينجو من مصير سابقه الموءود ؟؟!!.. أمّا الخطاب القديم (المغبور)، فقد إنتهى بمن حضروه ، بأن كوّن له الشعبى لجنة لدراسته، سبقها الترابى بأطلاق رأيه على الهواء، وقال المهدى وحزبه أنّهم سيدرسون الخطاب ، وسيعودن لنا ، فيما " تمتم " غازى صلاح الدين ، بكلمات " غير تامّات " يدعو عبرها للمزيد من (الإصلاح) ، أمّا الميرغنى،والذى كان حاضراً عبر نجله ، فلعلّ نصيحته المُجرّبة كانت ، هى الناى بالنفس عن المهالك (الساخنة ) ، وإيثار إنتظار " فتّة الخطاب " حتّى " تبرد "، قبل غمس الأصابع فيها !...وعموماً ، يُمكن لمن أراد الحصول على آراء الأحزاب والحركات ، من مواقعها الإلكترونيّة ، أوتصريحات قادتها فى الصحف السيّارة وغير السيّارة !. كُل الذى قيل وما سيُقال عن الخطاب الرئاسى ( كوم )، ولكن، هناك ( كوم آخر ) يتمثّل فى ما خطّه بنان وكتبه قلم و نقره ( كى بورد ) زميلنا الصحفى اللمّاح هاشم كرّار ، إذ إنتبه هاشم كرّار لمسألة فى غاية الأهميّة والحساسيّة الصحفيّة ،غابت على الكثيرين ، وهى المسألة المرتبطة بكتابة الخطابات الرئاسيّة . فشكراً لزميلنا على هذه التنبيه ، لأنّ نقد خطاب البشير، يجب أن يبدأ بنقد الذهنيّة التى أنتجته ، وتقريع ذلكم العبقرى الذى صاغه ، ونقد من راجعه ومن صادق عليه ، أو أيّده ، أو باركه ، وأخيراً من تحمّل وزر تلاوته على الجمهور !. الثابت عالميّاً ، أنّ الخطابات الرئاسيّة ، لها أساليب وأُسس ومناهج ومعايير وعلوم وفنون ، وهناك مسائل مُتعلّقة بالمهارات والتدريب فى عمليّة كتابة الخطابات ، وها نحن نُعيد الكُرة إلى عوالم المعرفة التى أصبحت مُتاحة للجميع فى عصر الفضاءات المفتوحة ، لنقرأ معاً : وفق ويكيبيديا " الموسوعة الحُرّة " فإنّ " كاتب الخطابات هو الشخص الذي يوظّف لتحضير وكتابة خطابات سيلقيها شخص آخر. يتم توظيف كاتبي الخطابات من قبل العديد من كبار المسؤولين المنتخبين والمدراء التنفيذين في القطاعين الحكومي والخاص " . نقول لعباقرة الإنقاذ هذا ، ونؤكّد هُنا ، أنّنا لسنا من هُواة الإكتفاء بالمظهر، أو الإحتفاء به ، ولا- ولن - نُطالبكم ، بمُجرّد الإهتمام فى الخطابات الرئاسيّة بسلامة اللغة (إعراباً وبلاغة وفصاحة وسلاسة ) فقط ، إنّما يهمّنا - مع شعبنا - فى المقام الأوّل والأخير الجوهر والمُحتوى والمضمون ، وهو، من باب التذكير ، أنّ شعبنا لن يرضى، بإسقاط النظام بديلاً، ولن يرضى بغير البديل الديمقراطى ، لتأسيس وطن حُر يسع الجميع .. شعبنا ينتظرمنكم - يا هؤلاء – بإختصار شديد (خطاب الوداع ) ، فهل فيكم من سيكتُب لسيادة الرئيس ( الخطاب الأخير) بلغة واضحة ، بلا (دغمسة ) أو (خج )، أو حذف أو تبديل أو تغيير ،وبلا أىّ لف أو دوران ، حتّى لا يأتى الخطاب القادم ، مُجرّد ( كلام طير فى باقير)!...وحتماً، سيذهب الزبد " الإنقاذى"، جفاء ، ويبقى فى أرض السودان ، ما ينفع الناس ! .
|
|
|
|
|
|