|
غزوات نيويورك والطرحة وأُم الغزوات! بقلم فيصل الباقر
|
غزوات نيويورك والطرحة وأُم الغزوات! سنترك أمرالجدل التفاخرى المُخطّط له أن يدور- هذه الأيّام - حول دواعى ومآرب وخوض إحماء وطيس " غزوة نيويورك "- وأعنى بها هنا مسألة دخول أوعدم دخول البشيرلأمريكا على ذمّة وكفالة " الكفيل" الأُمم المتحدة،وهى فى تقديرى معركة مُصطنعة وفى غير مُعترك، و" ثعلبة " و" دغمسة " إنقاذيّة "حصريّة " ، لمحاولات لتحويل الإنتباه من القضايا الإستراتيجيّة و" المركزيّة " المُلحّة ، إلى قضايا ومسائل تكتيكيّة وإجرائيّة و " هامشيّة " ، يُحاول مثيروها " حشرها ،حشراً " تحت أجندة السيادة الوطنيّة المُفترى عليها!. وأدخل مباشرة لموضوع (غزوات أُخرى)، تتم جهاراً نهاراً فى الخرطوم ، ومن أخطر تجلّياتها إمتلاك شرطى - مُنفّذ قانون - الحق و " التمكين " فى قهر النساء فى السودان ، والحُكم على وضع وطول وعرض ولون" طرح البنات " ،(( قضيّة طرحة أميرة عثمان حامد - نموذجاً ))، وتقديمهن للمحاكمات الظالمة ، تحت " قانون النظام العام " والمادّة 152 من "القانون الجنائى لعام 1991"،أومساومتهن فى أداء فروض وشروط " المُخارجة " من " الوصمة الإجتماعيّة " وتقنين الإذلال والقهروالجلد والسجن ، بأحكام " قضائيّة " يتولّى المُحاكمة تحتها " قضاة " (( تنكّروا لمهنة القضاء ، وهم "غير مؤهّلين فنيّاً وضعفوا أخلاقيّاً ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذيّة ، التى" تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ،وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكّرين وإذلال المعارضين السياسيين " )) ، كما قال شهيد الفكر الأُستاذ محمود محمّد طه أمام محكمة المهلاوى ، فى أوج أيّام عنف وسطوت وجبروت وهوس قوانين سبتمبر1983. ومن أخطر تجلّيات تلك (الغزوات الأُخرى)، قيام جماعة ( تكفير) أُطلق عليها إعلاميّاً (متطرّفة / متشدّدة )،وهى فى الحقيقة ( ظلاميّة ) وفى حضور كامل لدولة بوليسيّة ،قمعيّة " كاملة الدسم "، تقوم بإقتاحم ما تُسمّيه وتعتبره (أوكاراً للجريمة والرزيلة ) بغرض تحطيم وتدمير( أدوات صناعة الخمور البلدية ) ومُعاقبة ( الصانع والبائع والموزّع والشارب ) بالجلد والطعن بالأسلحة البيضاء - فى هذه المرحلة ، وحتّى إشعار آخر - ، وبذلك ، تسمح هذه (الجماعات ) لنفسها بتأديب المجتمع أو شرائح منه عبرالتغيير بآليّة (اليد) وليس (اللسان)، ويصل الأمر للقتل،وهو ما حدث - بالضبط- فى واحد من أحياء الخرطوم الطرفيّة بسوبا ، ويستحق أن نُطلق عليه إسم ( غزوة سوبا شرق) حيث جرت مُداهمة وضرب ، نتج عنها قتل شخص ( قتل خارج القانون ) ، تلى ذلك ، " إنسحاب " تكتيكى "، لتنظيم هجمات أُخرى قادمة ، وينتهى الحدث بذات " الدغمسة البائنة " بعبارة وتتولّى الشرطة ، " الشروع " فى البحث عن الجناة ، ليُسجّل البلاغ فى نهاية المطاف ضد مجهول!. كُل هذه الغزوات وتلك ، تتم فى إستمرار (أُم الغزوات ) "، بمواصلة قصف وتقتيل المدنيين فى منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان وتنافى إستمرار محرقة (غزوة دارفور) ، بصورة مُمنهجة ، يمكن إختصار تسميتها فى (غزوة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة).. يقينى أنّ كُل هذه الغزوات تستحق أن نوليها الإهتمام المُجتمعى المتساوى،وأن لا تغيب- أبداً- من أجندة الميديا القديمة والجديدة والإجتماعيّة.وأن نبحث فى أسبابها ونتائجها ،وفى المخرج السليم والصحيح من ويلاتها.ومن هنا نبدأ .
|
|
|
|
|
|