|
الموغابيّة : من شرور التمكين إلى بؤس التوريث ! بقلم فيصل الباقر
|
على شرف حملة الستة عشر يوماً ، للقضاء على العنف ضد المرأة ( 25 نوفمبر - 10 ديسمبر )، نزجى بالتحيّة والإحترام لنساء العالم أجمع ، ونخص بالثناء والتقدير ، نساء وطننا السودان ، المُكافحات بصلابة ، والمناضلات بقوّة ومبدئيّة ، ضد العنف الواقع على النساء ، من الرجال ، وكذلك العنف الواقع عليهن من النساء ، وبخاصّة من " كيد " بعض نساء الطبقات الحاكمة ، فكيد بعض النساء بإخواتهن، لا شكّ ، عظيم، و يقع - حتماً - ضمن أشكال العنف ضد النساء ، المطلوب مكافحته ، وتسليط الضوء عليه ، ورفع الصوت ضدّه عالياً . أكتب- اليوم - من العاصمة الزامبيّة ، لوساكا ، والتى بدأت تتهيّا وتستعد وتنشط - بحماسةٍ عالية - هذه الأيّام للإنتخابات الرئاسيّة المقبلة فى يناير ( 2015 ) ، لسد " فرقة " رئيسها ، ميشيل ساتا ، المتوفى عن ( 77 عاماً ) فى أكتوبر 2014 ، بإحدى مُستشفيات لندن...وقد سعت ( أرملته ) خوض إنتخابات رئاسة الحزب ، والتى تؤهّل من يكسبها ، ليصبح مرشّح الحزب فى الإنتخابات الرئاسيّة المقبلة فى يناير 2015 ، إلّا أنّ الديمقراطيّة الزامبيّة ، قطعت الطريق أمامها ، للترشيح لرئاسة البلاد.. وفى هذا درس بليغ لمن يفقهون !. وأحاول أن أُركّز – اليوم – فى عجائب الشان الزمبابوى ، وهى الجارة والشقيقة لزامبيا ،لأشرك قرّاء وقارءات ( مدارات ) فى واحدةٍ من عجائب زمبابوى ورئيسها ( الجد ) روبرت موغابى البالغ من العمر عتيّا (90 ) " خريفاً " ! ،و الذى يُمنّى نفسه " الأمّارة بالسوء "، ليحكم البلاد والعباد لدورة رئاسية قادمة ، ستُقام الإنتخابات لها فى 1918 ، " إذا أمدّ الله فى الآجال " على حد تعبير زميلنا الصحفى ، أحمد الطيب البلّال !. بعد أن ظلّ الرئيس الأوحد للبلاد منذ الإستقلال فى العام 1980 . ما سبق هو المبتدأ ، أمّا الخبر، فهو قصّة ( السيّدة الأولى ) ( قرينته )، و( حرمه المصون ودُرّته المكنون ) ، السيدة قريس موقابى ، وهى تصغره أو يكبرها بحوالى ( نصف قرن ) إلّا قليلا ، والتى دخلت عالم السياسة قبل عامٍ ونيف ، بعد أن كانت سكرتيرته - قبل زواجهما الميمون - ليتم تعزيز وضعها فى الحزب - مؤخّراً – لتصبح ( رئيسة ) للجناح النسائى فى الحزب الحاكم " زانو ".. وهاهى الأنباء تترى من هناك ، بدأت معركتها الشرسة - قبل أشهر ثلاث - ضد نائبة رئيس الجمهورية السيدة جويس موقورو ( 59 سنة ) ، وقد نجحت قريس فى حسم المعركة لصالحها ، قبل أيّام قليلة ، حيث أعلن الرئيس موقابى عزل نائبته – نائبة رئيس الجمهوريّة - من منصبها بتهمة الفساد والتخطيط لإغتياله ، كما طال ( الرفت ) من الوظيفة سبعة وزراء آخرين ، بدعوى مُشاركتهم فى المؤامرة المزعومة ، للتخلُّص من رئيس البلاد !. وقد أنكرت السيدة ( المعزولة ) جويس التُهم كافّة ، وأكّدت أنّها - مازالت - على ذات ( الولاء والطاعة ) للرئيس ، وهى التى عملت بجانبه ، وخاضت معه أشرس المعارك منذ ( سبعينات ) القرن الماضى ، ومع ذلك ، لم تشفع لها (بداياتها ) و ( مُجاهداتها ) السابقة ، من الوصول لسناريو هذه ( النهايات ) المُحزنة والمُربكة !. كُل التحيليلات والقراءات والتفسيرات الموضوعيّة ، تمضى وتسير ، فى إتجاه ، شرح ( الما جرى ) و ( يدور ) فى دوائر السياسة فى زمبابوى ، على أنّه مُجرّد ، نتيجة حتميّة لإستمرار ( هوس التمكين ) ، الذى إذا ما أستشرى فى أجساد الأوطان ، سينتقل - حتماً - بها من ( شهوة تمكين ) بقاء ( الحزب ) و ( القوى الأمين ) فى سُدّة الحكم ، إلى داء ( التوريث ) !. اللهم - نسألك - يا الله ، أن تحمى بلادنا - وبقيّة الدول الإفريقيّة - من داء ( الموغابيّة ) ، ومن شرور ( التمكين ) وبؤس ( التوريث ) وفى البال إنتخابات ( الخج الإنتخابى ) ، المُزمع قيامها فى السودان ، فى عام 2015 ، كما نتمنّى - ونأمل - أن يُوفّق وينجح الشعب الزمبابوى ، فى إمتحان عبور الجسر المؤدّى إلى ( التوريث ) ، إلى رحاب الديمقراطيّة وإحترام وتعزيز حقوق الإنسان ، و مُناهضة العنف ضد النساء ، سواء أتى من الرجال أو من النساء !.
|
|
|
|
|
|