|
المعاشيون يستحقُّون الإنصاف والإعتذار و رد الإعتبار ! /فيصل الباقر
|
بعد تسيير ( غزوة ) ( إستكرات المغتربين ) (( راجع/ى مقالى بعنوان : مؤتمرات غش المغتربين )) ، جاء الدور على إخوتهم ( المعاشيين )، لإسترضائهم وكسب وُدّهم ، ببضع كُليمات و ( وُعود ) و ( بشائر وبشريات ) بإعتبارهم فى ( فقه ) " الجماعة " ( فئة ضالّة ) و( إضينات ) ، " حلال " فيهم ( الإعتذار لهم ) بعد ( دقّهم ) كما فى المثل القديم ، وفى هذا ظلم و ( إستغفال ) و ( إستحمار)، لا يجوز و لا يليق بشريحة من المواطنين ، ممّن أفنوا أعمارهم فى البذل والعطاء ، لمهنهم بإخلاصٍ وتفانٍ ، يشهد لهم وعلي أدائهم المُتميّز ، كُل أهل السودان ، إلّا من أبى!. هاهى أمطار وسيول ( العطف ) و ( الحِنيّة ) على المعاشيين ، وإظهار ( التعاطف ) معهم و مع عذاباتهم ، تهطل فجأة وبمُعدّلات ، فاقت كُل الغزوات السابقة ، وكأنّ تلك ( السياسات المُتوحّشة ) التى أدّت لتشريدهم ومعاناتهم، وأهانتهم وأذلّتهم، و قصمت ظهورهم ، جاءت من ( العدم ) أو من ( وراء الحدود ) ، وليست - هى - من صُنع (الإنقاذ) وكيدها بالمعاشيين فطوبى للمعذّبين ، وطوبى لضحايا و (مظاليم ) ( عصر الإنقاذ ) هذا النبت الشيطانى الرجيم !. الآن ، عاد إلى ( الواجهة ) من جديد ، وسيتواصل - إلى حين ، وحتّى إشعار آخر - مُسلسل ( حُمّى المؤتمرات ) عبر الترويج لها ، بذات أساليب ومناهج " الخُطب الحماسيّة " و "الضجّة فى الرادى " كما قال شاعر الشعب محجوب شريف ، وهانحن نشهد حالة ( هُبوط إضطرارى ) " إنقاذى " وإنعطافة سريعة نحو( شريحة المعاشيين) و نسمع ( أحاديث ) عن ( دورهم ) فى ( الحوار الإجتماعى ) و الذى يُطلق عليه - فى ذات الوقت - ( الحوار المجتمعى ) للمزيد من الإرباك ، والدغمسة اللغوية ، رغم أهميّة ضبط المُصطلح !. وسيعقبه ( مؤتمر ال"......." الإقتصادى ) و سيليه مؤتمر ( طرد الإستثمار )، و ستخرج من كُل هذه المؤتمرات ، توصيات ، تلحق بسابقاتها، ليُنتقى منها ما يخدم (المشروع )، و أهله ، ويُعيد إنتاج سياسات ( التمكين ) ، والقصد من كُل هذا وذاك ، إضاعة الوقت ، و" تشتيت " إنتباه وأنظار الناس عن قضايا وملفات الفساد ، التى تجرى محاولات (لملمتها ) ، بعد أن إنفجرت بالوعاتها ، فأزكمت الأُنوف ، وتتم – الآن – محاولات قفل (بوفاتهتا ) بعيداً عن الشفافية المؤديّة للكشف عن الجرائم والمُحاسبة ، والعدالة !. المعاشيون فى سودان الإنقاذ – كما المغتربين – هُم أيضاً – " كيمان " و " خشُم بيوت " ، نذكُر هنا منهم ( معاشيي ) جرائم ( الصالح العام ) و أيضاً ( معاشيى ) جرائم ( الخصخصة ) و تحطيم ( القطاع العام ) ، للصالح ( الخاص ) ... وللطائفتين ، قصص و ذكريات ، محفورة فى عقل كُل ذى وجدان سليم إذ ( قُصف ) بهم للمعاش ( الإجبارى ) وهم فى قمّة العطاء، ضمن جرائم قوائم ( الإبدال والإحلال السياسى ) والمجازر التى حدثت على مدى سنوات طوال ، فى الخدمة المدنيّة و- أيضاً - العسكريّة ، على أيّام موجات ( جهاد) ولوثات حُميّات ( التمكين ) وهؤلاء وأولئك يستحقُّون فى البدء - وقبل كُل شىء - ( الإعتذار ) والإعتذار المطلوب والمقصود - هُنا - هو الإعتذار ( العلنى ) على جريمة إقصائهم من الحياة العامّة ، والإساءة لهم والتشهير بهم ، بصورة ليس لها مثيل فى تأريخ السودان الحديث ، وهناك – حتماً – فئة المعاشيين العاديين ، وهم من ( الناجين ) من مقاصل الصالح العام والخصخصة ، و الإساءة والتجريح ونكران الجميل ، إذ قدّر الله ولطف بهم ، حتّى وصلوا للمعاش عبر بلوغهم سن المعاش القانونيّة ، ومع ذلك ، ظلّوا لأعوام عجاف ، يُطاردون مؤسسات الدولة ، لأخذ حقوقهم المسلوبة ، بمعاناة كبيرة ، يعرفها كُل من ورد هذا الطريق الشاق !. تكريم وتقدير وإحترام المعاشيين الحقيقى و بخاصّة معاشيي لوثات ( الصالح العام ) و مؤامرات ( الخصخصة ) ، يأتى أوّلاً بالإعتذار العلنى لهم ، وبإنصافهم ، وبرد الإعتبارلهم ، وبالإعتراف أنّ ( جريمة ) التخلُّص منهم ، وقعت ضمن سياسات (التمكين) أى تمكين ( أهل الولاء )، الولاء السياسى - طبعاً - على حساب ( الكفاءة المهنيّة ) و ( العطاء ) ، وهذا هو المطلوب ، وما عداه ، سيبقى مُجرّد لعب على ( الذقون )، و ( طبطبة ) على ( الجراح ) ، وهذا ما لانرضاه لمعاشيى وطننا المكلوم !. بقى أن نؤكّد أنّ كُل ما ورد فى هذا المقال بصيغة " المُذكّر " حول وعن ( المعاشيين ) ، فإنّه ينطبق بذات الدرجة - بل وأكثر - على " المؤنّث " ( الشقائق ) أى ( المعاشيات )، فإستهداف المشروع الحضارى ، للنساء ، و " قهرهن " بائن ومعروف ، فالتحيّة للمعاشيات ، فقد واجهن إستهداف ظلم وتنكيل وإضهاد ( الإنقاذ ) للنساء وبخاصّة ( العاملات ) ، بمزيدٍ من المقاومة واالصمود ، والبذل والعطاء ، والتحدّى والشمم والإباء ،..فطوبى للنساء الصامدات .
|
|
|
|
|
|