الشيوعى والتغيير : جبهة للديمقراطيّة وتحرير الوطن ! ليس هذا الحديث من باب " شكّارتها ، دلّاكتها " وهى مقولة سودانيّة صرفة ، يُقصد بها (المُباهاة )، ولمصلحة الأجيال الجديدة من القارءات ، والقُرّاء ، نُفسّرأو نُيسّر- دون أن نتذرّع - بعبارة ( شرح الشعر يُفسده ) ، فنقول : (الشكّارة ) هى (المادحة ) وقد وردت العبارة فى المثل السودانى الصميم ، فى" وصف المرأة، التى تذكر محاسن العروس، وهى نفس المرأة التى تقوم بإجراءات ( تدليكها) " و ( تدليلها ) .وهو مثل يُطلق فى مقام (الشهادة المجروحة) التى تأتى من صاحب المصلحة.عموماً ، نستطيع أن نقول : يمتلك الحزب الشيوعى السودانى، تُراثاً عظيماً ، تقاليد راسخة فى مُمارسة وتقبُّل (النقد والنقد الذاتى)، تُكفى عضويته ومناصريه ومُحبّيه والجماهير عموماً ، وغيرهم ، بما فى ذلك المُختلفين معه ، شرور ومخاطر " التشكير ". ما أودّ التعرُّض له ، ببعض المُلاحظات ، وأود إشراك القُرّاء والقارءات فيه ، هو البيان الجماهيرى، الصادرعن إجتماع اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعى ، بتاريخ 8 نوفمبر 2013 ، لكونه يشكّل نقلةً نوعيّةً جديدةً فى الخطاب الإعلامى الجماهيرى للحزب الشيوعى ، من حيث الوضوح النظرى والفكرى والسياسى. فقد شخّص الإجتماع / البيان مكامن الداء والدواء فى الواقع السودانى وفى التعامل معه ... وحدّد بلغة بائنة ، لا لبس فيها ، أهداف وغايات الحزب الشيوعى ، و" إستراتيجيته " و " تكتيكاته " فى المرحلة القادمة ، لإنجاز المهمّة الرئيسيّة وهى (إسقاط النظام )، وأوضح أداته و وسيلته للتغيير،عبر إستنهاض طاقات الشعب فى (النضال المدنى السلمى الجماهيرى ) ، كما حسم أمر ( تحالفاته ) وأجملها فى تكوين وبناء ( أوسع جبهة لإسقاط النظام )..فعل الحزب الشيوعى هذا، واتّخذ موقفه ، دون أن يبخس للآخرين بُضاعتهم وأشيائهم. وفتح " نفّاجاً " للحوار مع الآخر والمُختلف على أُسس واضحة .. وهذا مطلوب بشدّة فى هذا الوقت العصيب من تاريخ شعبنا ومُستقبل وطننا، الذى تُهدّده الحُروب والنزاعات ،ويحتاج للسلام والديمقراطيّة والإستقرار وإحترام وتعزيز حقوق الإنسان ، والمفتاح لجعل كُل هذا مُمكناً - فى تقديرى - ، كما فى تقدير الحزب الشيوعى هو إسقاط النظام ، وما عدا ذلك ،لا يعدو أن يكون مُجرّد ترقيع وإعادة إنتاج و " لعب على الدقون " ، فيما المطلوب هو " تغيير " و " تحرير " الوطن جذريّاً ، من دكتاتوريّة وشموليّة الإنقاذ ،وتركتها المُثقلة فى كُل مناحى الحياة .ويبدأ ذلك ، بالشروع الفورى فى تأسيس وتكوين جبهة للديمقراطيّة وتغييروتحرير الوطن .أعتقد أنّ ما طرحه الحزب الشيوعى، يستحق التحاور معه ، بصورة جادّة ، وتحديد نقاط التلاقى والإختلاف ، ومواصلة الحوار ماطرحه الحزب الشيوعى ، صحيح وصائب وسليم ، وأتّفق مع كُل ما جاء فيه ، جُملة وتفصيلا ، وأزيد ، ما طرحه الحزب الشيوعى ، يفرض عليه - فى الجبهة الإعلامية - على أقل تقدير- بذل المزيد من الجهد النظرى والعملى ، فى تطوير وتجديد وتحديث أدواته وآلته الإعلاميّة ، بحيث تصبح أكثر قُدرة وفاعليّة فى التعامل والتفاعل مع كُل أشكال (التواصل الجماهيرى ) عبر الميديا الجديدة والبديلة ، بأنواعها المُختلفة ، بما فى ذلك تطوير صحيفته التقليديّة (الميدان )، بجعلها صحيفة إليكترونيّة " تفاعليّة "، جديدة ومُتجدّدة وفاعلة ، مع التركيز على فتح مسارات و" نفّاجات " جديدة للتواصل مع الجمهور، عبر الميديا الإجتماعيّة ، بحيث تُساهم فى إيصال أفكار و آراء ومقترحات الحزب .. ولا بُدّ - هُنا - من إستنهاض وإستيعاب طاقات المبدعين الشيوعيين والديمقراطيين فى جبهات الفنون والآداب والصحافة والصحافة الجديدة والبديلة ( التشكيل،الأدب،المسرح ،الغناء والفنون الاُخرى كافّة...إلخ )، و" التوسُّل " فى كُل ذلك ، بإجادة إستخدام الصحافة الجديدة والبديلة والإلكترونيّة ، ( المجلّة ،النشرة ، الإصدارة ، البيان ، الصحيفة ، البوستر ...إلخ ) وعبر فهم عميق ومُدرك لمنافع ثورة التكنلوجيا والتعامل الأفضل معها ، بما فى ذلك، ضرورة واهميّة إمتلاك ( الموقع الإلكترونى الشامل ) ،المُزوّد بأشكال الميديا الجديدة والإجتماعيّة ، ( الفيس بوك ، والتغريد ، واليو تيوب ....إلخ ) ولن أقفز على " الذاتى " فى الحزب الشيوعى، فأقول أو اُطالب بإمتلاك ( القناة الفضائيّة ) فى المدى القريب ، ولكنّها ضرورة موضوعيّة ، لا بُدّ من وضعها فى الحسبان ، فى المُستقبل القريب أو المُتوسّط . نجاح الحزب الشيوعى فى تنفيذ وتحقيق وإنجاز برنامجه للمرحلة القادمة ، والصادر فى بيان 8 نوفمبر ، يتطلّب المزيد من الجهد والعمل و( المال) فى الجبهة الإعلاميّة ، دون التقليل من أهميّة النضال فى الجبهات الاُخرى .. وبما أنّ المثل السودانى يقول : (العين بصيرة ، والإيد قصيرة )، يستطيع الحزب الشيوعى ، تحقيق ذلك، عبر شعاره وشعار صحيفته الأثير " نحن أغنياء بشعبنا " ...إذن ، ما العمل ؟!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة