|
الحق أبلج : الأكاذيب الأمنيّة ، وصحافة " خلّوها مستورة " !. /فيصل الباقر
|
أهلنا البسطاء وبسجيتهم يكرهون الكذب ، ويقولون أنّ " حبله قصير " ، وهو كذلك ، فالكذب فى عصر الفضاءات المفتوحة ، لم يعد ممكناً ، وبالطبع ، لم يكن فى كُلّ الأزمنة / مُستساغاً .. وقد درجنا فى ( الميدان ) فضح الكذب ، ومنذ سنوات مضت ، ظلّت الميدان ، فى مقدّمة الصُحف التى ترصد الكذب ، للدرجة التى خصّصت له باباً مقرؤءاً – فى علنيتها وسريّتها - إسمه ( الكذّابون ) وكان أُستاذنا الراحل المقيم ، رئيس التحرير ، الأُستاذ التجانى الطيّب ، كثير الإعتناء والإهتمام ، بما يرد فى هذا الباب ، يُمحّص الكذبة ، ويستقصى بقدرة فائقة ، مظّانّها ومنابعها ، ومصادرها ، ويستوثق من كُل تفاصيلها ، قبل أن يسمح لنا بنشر الخبر ، حتّى يُفرّق بينه ، وبين (الشائعة)، والتى تعنى فى بعض القواميس " إنتشار الأمر وذيوعه بين الناس ، دون أن يستند إلى دليل ، أو يُعرف له مصدر " ..ولمن أراد البحث عن معنى الإشاعة ، عليه ، بالموسوعة الحُرّة ( ويكيبيديا ) ، فهى له - ولنا – مُيسّرٍ مُستنير ... وقد تعلّمنا من أُستاذنا التجانى - من بين ما تعلّمنا - تحرّى الدقّة والأمانة والموضوعيّة ، فى التعامل مع كُل ما يصل للميدان ، من ( أخبار ) ، و ( معلومات ) حتّى نُفرّق بين الخبر ، والشائعة ، والكذبة البلغاء،وهذا ما نجّا ( الميدان ) من المشاركة ، فى نشر الشائعات ، بالإستيثاق ، والتأكُّد ، قبل الوقع فى حبال الشائعات ... فياله من مُعلّم عظيم ، ومُؤدّبٍ رحيم . وفى تقديرى ، ليس كافياً ، أن نحرص على عدم نشر الأكاذيب والشائعات ، أو الوقوع ( ضحايا ) لها ولمروّجيها ، وصانعى الأكاذيب ، والشائعات ، إنّما هناك واجب مُقدّم ، على صحافة الحقيقة والتنوير ، هو فضح الأكاذيب ، وتبيان الحقيقة للقُرّاء ، وهذا – بإختصار - ما تقوم به ( الميدان) ) ، ونأمل أن تقوم به كُل الصُحف التى تحترم نفسها ، وتحترم عقُول قرّائها . درج جهاز الأمن ، على صناعة الكذب و بث الشائعات ، بصورة مُخجلة ، ومُنفّرة ، وغبيّة ، وقد ظلّ يبعث بها – بصورة مستديمة - إلى مؤسساته " الصحفيّة " ، يُغذّى بها – أحياناً - تلك ( الصُحف) ، بالتعامل المُباشر ، وأحايين أُخرى ، عبر ( وسيط ) " أجر المُناولة" و فى مُقدّمة هذه المؤسسات ( ذلك المركز الأمنى الكذوب )، الذى ، سُرق إسمه ، من إسم مركز كانت تنوى الحركة الشعبيّة ، تأسيسه ، فى سنوات إتفاقيّة السلام الشامل ، ( راجع الميدان السريّة ) . وفى الآونة الأخيرة ، رصدنا أكاذيب كثيرة ، نُشارك القُرّاء هنا ، ما رصدناه فى ( الميدان ) فى شهر أغسطس المُنصرم .. وقد تصدّت له ( الميدان ) بكل مهنيّة وإقتدار ، نامل ان تحذو حذوها ، تلك الصُحف " الحُرّة " ، و " المستقلّة " ، حتّى تنفرز " الكيمان " .. وفى تقدير كاتب هذه الأسطر، ليس من العدل والإنصاف والمهنيّة والإحترافيّة الصحفيّة ، أن تكتفى بعض الصُحف ، بإلقاء الأخبار الأمنيّة فى سلّة المُهملات ، ورفض نشرها ، وكفى ، وإنذما المطلوب ، فضحها ، حتّى يرعوى أصحابها ، وينكشف أمرهم ، أمام جمهور القُرّاء . أقول هذا ، وأعلم - تماماً- مُقاومة أعدد مُقدّرة من الصحفيين الشُرفاء ، فى كثيرٍ من الصُحف ، برفضهم المُشاركة فى جريمة نشر الأخبار الأمنيّة المدسوسة ، ورفضهم بإباء وشمم ومهنيّة عالية ، التعامل مع الأكاذيب والشائعات الأمنيّة ، وقد تعرّض بعضهم ، لمواجهات مشهودة ، مع ناشرى صُحفهم ، و قد وصل الأمر فى بعض الحالات ، إلى الإستغناء عن خدمتهم ، أو إجبارهم على الإستقالة ، وقد ترك بعضهم العمل فى تلك " المؤسسات " ، بل والمهنة ، فى سبيل المُحافظة على شرف المهنة ، وإحترام النفس والقُرّاء . فى أغسطس الماضى ، وتحديداً فى ( 20 أغسطس 2014 ) وزّع ( الكذّابون ) خبراً على الصُحف ، نشرته بعضها ، مفاده ، " أن هناك إجتماع للحزب الشيوعى ، تمّ بأحد مفره ، وكان من بين حضور ( ذلكم الإجتماع المزعوم ) عدد من أعضاء المكتب السياسى ، وقد وصف الإجتماع (( إعلان باريس )) الموقع بين السيد الصادق المهدى ،وقادة الجبهة الثوريّة ، بأنّه محدود الأثر ، وابدى خيبة أمله فيه ، وتوقّع فشله " / " كما إنتقد الإرجاء غير المُبرّر لحسم قضيّة علاقة الدين بالدولة ، واوصى بإصدار بيان حول قضايا الوضع الراهن ، بعد التشاور مع السكؤتير (( العام )) و مؤسسات الحزب .....إلخ وقد تصدّت ( الميدان ) للخبر الكذوب ، ضعيف الفبركة ، بخبر بعناون (تكذيب من الناطق الرسمى ) . ومن حقّنا و حق القُرّاء التساؤل المشروع : لماذل لم تتّصل الصُحف ، التى نشرت الخبر ، بمصادرها فى الحزب الشيوعى ، قبل النشر ، أو لماذا لم تنشر النفى ، بعد صدور نفى الحزب الشيوعى ؟؟!!. أمّا الخبر الثانى ، فهو نشر بعض الصُحف ، خبراً أمنيّاً ( عابراً للحدود ) مفاده ، " حُدوث إشتباك بالإيدى ، بين ( ممثل ) الحزب الشيوعى ، و (ممثل ) الجبهة الثوريّة ، فى ندوة للتحالف بالعاصمة البريطانيّة " ... إلخ . وقد ردّ تحالف القوى السياسيّة بالمملكة المتحدة ببيان ، فنّد فيه (الكذب والتلفيق والفبركة الأمنيّة ) .. ومع ذلك - وللأسف الشديد - تعمّدت ، بعض الصُحف التى نشرت الخبر الأمنى ، إغفال بيان الرد .. وقد قامت ( الميدان ) بواجبها المهنى ، بنشر الرد على الأكاذيب الأمنيّة ، وهذا قليل من كثير ، فإلى متى ، يستمر ويتواصل هذا ( التواطوء الصحفى ) البغيض.. نأمل أن لا تكون بعض الصُحف السودانية ، قد آثرت " أن تسد أُذنيه"ا بطينة وعجينة "، وهذا سيُصنّفها ضمن ( صحافة التقية ) ، وصحافة " خلُّوها مسترة " مُراعاة لمصلحة الناشرين والمموّلين . وفى هذا إثم عظيم , وتنكُّر للمهنيّة والإحترافيّة ، والإستقلاليّة التى يتمشدق بها كثيرون ، من أهل وسدنة صحافة الإنقاذ !. ويبقى الحق أبلج ، والباطل لجلج .
|
|
|
|
|
|