|
التشكيل الوزارى : حمدو فى بطنو ، ولكنّه ، يتنفّس تحت الماء/فيصل الباقر
|
التشكيل الوزارى : حمدو فى بطنو ، ولكنّه ، يتنفّس تحت الماء ! . كعادتها ، لم تخذل الإنقاذ مُعارضيها ، ولا المراقبين المحليين، ولا الدوليين ، للشأن السودانى عموماً ، والإنقاذى المُلتبس والعويص ، بشكلٍ خاص ، إذ جاء ( التعديل ) أو ( التشكيل ) الوزارى" المُرتقب " ، للملعب بأسماء من ( بيت الكلاوى ) الإنقاذى ، وترك تفسير الإجراء وشرحه ، لأهل ( الحل والعقد ) ، على طريقة ( حمدو فى بطنو)، إذ حاول ( المُدرّب ) الدفع بلاعبين أسماهم ( جُدد )، وترك آخرين فى مقاعد و" خانة" (الإحتياطى ) بوضعهم فى حالة إستعداد ( تخزينهم )، ليوم (كريهة ) آخر، لا شك هو قادم " شراءاً للوقت "، أو ما يُعرف إنقاذيّاً بالعبارة التمكينيّة المُراوغة ( إستراحة مُحارب )!.وعموماً، فقد وُلد هذا التعديل، ميّتاً، وكفى !. هذا التعديل " الشكلانى " ، الذى شمل المظهر ، والمظهر وحده ، وفشل عن مُخاطبة الجوهر، لن يُغيّر الواقع ، ولن يستطيع أن يجعل من ( الفسيخ شربات )، لأنّ رائحة الفساد ، ما زالت - وستظل- تُزكم الأُنوف، و( فلسفة التمكين )، بكُل ما تحمل من قُبح ، وظُلم ، مازلت هى ( الفيصل ) فى كُل حركات النظام وسكناته . والدولة البوليسيّة الأمنيّة ، مازالت تتمتّع رموزها بالغلبة ، والحلول العسكريّة ،بدل السياسيّة ، مازالت هى (المركز) ، وما عداها ، من " تكتيك " ليس سوى ( الهامش) ، ولهذا لن ينصلح حال البلاد ، ولا العباد ، وستتوالى الأزمات ، حتّى تنهار الدولة تماماً ، بفعل الحُروب والأزمات الظاهرة والمُستترة، فى طول وعرض البلاد ، شرقها ، بعد غربها ، وجنوبها الجديد !. التعديل الوزارى الذى جاء بصورته (المُستفزّة ) هذه ، يضع المُعارضة الجادّة ، أمام مسئوليات جديدة ، فهى مُطالبة ، بواحدٍ من إثنين ، إمّا تصعيد النضال ، ومُنازلة النظام ، بإختيار الزمان والمكان والآليّات ، وأخذ زمام المُبادرة ، وتحديد شكل ونوع وهدف المعرك القادمة ، فى طريق إنجاز النصر المُبين ، فى المعركة الفاصلة ، أو بالإستكانة ، والخوار، وتغليب إستمراء مواصلة لُعبة ( الكلام الساكت ) و مُعارضة ( طق الحنك ) و " مضيعة الوقت " و" تزجية الفراغ " عبر " بولوتيكا " مُتعة حل ( الكلمات المتقاطعة ) ، فيما يواصل النظام تجبُّره وعنفه ، وقمعه للشعب ، بذات السياسات والأساليب المعروفة ، فى حزمة التقتيل والتشريد و وأد الحُريّات ، بما في ذلك ، حريّة الصحافة والتعبير والتنظيم ، وإفقارالبلاد من كُل النواحى . هذا التعديل ، بل ، وحتّى الذى الذى سيليه ، يؤكّد أنّ الإنقاذ ، ما عاد عندها ( جديد تُقدّمه ) ، لحل أزمة الحُكم فى السودان ، والخروج من نفق الأزمة المُستفحلة ، سياسيّاً وإقتصاديّاً وإجتماعيّاً ، ويُظهر بجلاء و وضوح ، أنّ الحل والمخرج الوحيد ، هو إسقاط النظام ، بعيداً عن التفكير الفطير، المُتمثّل فى الدخول فى مُغامرت ، أو مُساومات ، أو ( صفقات سياسيّة ) ، مهما كانت المُبرّرات والتبريرات ...بإختصار شديد ، هذا التشكيل الوزارى ، يكشف عن نفسه بوضوح ، وينطبق عليه ، شكلاً وموضوعاً ، ما عبّر عنه شاعرنا الفذ ، محمد طه القدّال، واصفاً " شملة كنيزة " بأنّها ( ثُلاثيّة ،،، لكن ، قدّها رُباعى ) وبيت الشعر الخالد ، للشاعر الكبير الراحل نزار قبانى ، إذ يقول : " إنّى أتنفّس تحت الماء...إنّى أغرق " !...وليذكر المُتوهّمون ، أنّ الخيار الوحيد ، العملى والمُتبقّى والناجع،هو شعار( الشعب يُريد إسقاط النظام )...وفى هذا ، فليتنافس المُتنافسون !.
|
|
|
|
|
|