|
إفتقاد الحصافة فى تعميم مجلس الصحافة ! /فيصل الباقر
|
طلب مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية على لسان وخاتم أمينه العام السفير العبيد مروّح ، من الصحف فى " تعميم " مجلسى ، إطلاق توصيف " شهيد " بدلاً عن عبارات " مصرع / مقتل / إغتيال"، التى درجت الصحافة على إستخدامها ، فى توصف قتلى الشرطة والقوات النظاميّة الأخرى الذين " يُقتلون فى العمليات والمواجهات العسكريّة ". وإمعاناً فى الرهافة التى تفتقد - فى تقديرى - الحصافة ، قال العبيد أنّ تعميمه ، مُجرّد " إلتماس " ، وليس " إلزاميّاً " فيما سكت التعميم - حتّى إشعار آخر - عن الجانب الآخر من الصورة ، وهى توصيف من يُقتلون على أيدى ذات الشرطة والقُوّات النظاميّة الأُخرى ، وهناك على سبيل المثال ، لا الحصر طالب جامعة الخرطوم على أبّكر، ومواطنة حى ديوم الخرطوم عوضية عجبنا ، وهناك أكثر من مائتى وعشرين مواطن ومواطنة ، فقدتهم أُسرهم وفقدهم وطنهم ، فى أحداث سبتمبر 2013،التى وصفتها (الصحافة ) المُشتراة ، يومها فى مانشيت شهير بعبارة " تبّت يدا المُخرّبين " ، ولم نسمع أو نقرأ - يومها - عن رأى مجلس الصحافة ، أو تعميماته ، فى توصيف ما حدث !. تعميم السفير العبيد ، يأتى كمُقدّمة " فتح خشُم " ويُعيد للأذهان اللغة الصحفيّة ، أيّام وسنوات صحافة الإنقاذ الأولى يوم أن كانت (التعميمات المجلسيّة) تُعبّر بوضوح أكثر جُرأة عن ( التعليمات الأمنيّة )، بأن يُطلق فى الصحافة والإعلام الإنقاذى على د. جون قرنق " الخارج " ، و بدون التوصيف العلمى الذى يُشير على حمل الرجل لشهادة " الدكتوراة "، وعلى المُنتمين للحركة الشعبيّة لتحرير السودان وصف "الخوارج " وعلى المعارضين الفكريين والسياسيين فى الداخل " العملاء" و " الطابورالخامس " وكذلك وصف " الخونة " و " المارقين " ، كما يُعيد للأذهان لغة وصورة برنامج " ساحات الفداء " التى تعف وتعجز لغة الصحافة المهنيّة عن توصيف لغتها ، فى الإساءة للآخر والمُختلف !. ولغة الرائد- وقتها - اللواء الركن - لاحقاً - يونس محمود، فى وصف الملوك والرؤساء العرب وغيرهم من المعارضين ، من مايكرفون الإذاعة السودانية ، لست سنوات ، قبل إسكاته فى مرحلة لاحقة ، عن " الحديث اليومى" الذى كان بعنوان " حديث الثورة " ثُمّ " الحديث السياسى "، وها نحن نُذكّر - السفير العبيد - بلغة الطيب مصطفى فى وصف المُختلفين معه فى الرأى والفكر والموقف ، وإطلاقه توصيف " الرويبضة " على ياسر عرمان ، حصريّاً ، وتُعنى " الرجل ال######## يتكلّم فى أمر العامّة " ، قبل أن يعود ويصف به زميلنا الصحفى مصطفى سرّى !. وهناك لغة صحيفة الإنتباهة وشقيقاتها، وهى نموذج للصحافة المُنتهكة لحقوق الإنسان. والأولى والأجدر فى - تقديرنا - أن ينتبه الأمين العام لمجلس الصحافة ، للّغة التى تُستخدم، فى الصحافة المُنتهكة ، فى صُحف بعينها ، تنعدم فيها الموضوعيّة والمهنيّة، بدلاً عن إضاعة الوقت والجهد ، و" تشتيت الكُرة " بإطلاق مثل هذه التعميمات والإلتماسات ، التى تبدو فى ظاهرها رحمة ، بينما تستبطن أُمور أُخرى ، ستُعلن لاحقاً ، واللبيب بالإشارة يفهم !. بإختصار، نقول إنّ تعميم / إلتماس السفير العبيد مروح ، لهو أمر فى غاية الخطورة ، لأنّه يُريد أن يفرض على الصحافة ، إستخدام توصيفات بعينها ، على أحداث بعينها ، ولعلّ التعميم هذا ، هو الأوّل ، وستلحق به - حتماً - وقريباً جدّاً ، تعميمات ، و تعليمات أكثر صرامة ، تسعى لتأطير لغة الصحافة ولغة الأخبار الصحفيّة ، لتخدم وجهات نظر ورؤى جهات بعينها ، دون الأُخرى ، وهنا مكمن الخطر على حريّة الصحافة والتعبير، فى التعميم المجلسى .
|
|
|
|
|
|