|
منصات حرة حنة التخريح ..!!نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
نور الدين محمد عثمان نور الدين
منصات حرة
حنة التخريح ..!!
· لاخلاف على أن يفرح الخريجون والإحتفال بمايليق بالمناسبة ، فطالما ، المسألة نجاح علمي وأكاديمي ، فلهذا الإحتفال مايليق من طقوس علمية وخطاب علمي يقدم لهم في المناسبة ، ويحضر عادة الإحتفال أسرة الخريج ، والأساتذة وأصحاب الدرجات العلمية العليا ، ولكن دعونا نتحدث قليلاً ، عما يحدث اليوم ، في إحتفالات التخرج ، رقص غريب من قبل الخريجيين ، سلوك لا يليق بشباب على عتبة بناء المستقبل ، أشياء مستحدثة ، خرجت فعلاً عن السيطرة ، ولا نستبعد ، أن يكون مايحدث بفعل فاعل وعن قصد ، من أجل المزيد من الإنحطاط ..!!
· تخيلوا ، شبابنا ، يضعون الحنة ، وكأنهم عرسان ، على أكفهم وأقدامهم ، وهم يحتسون القهوة في نهار حفلة التخريج ، تخيلوا نعم إنها ( حنة التخريج ) ، هذا طبعاً لا نستبعد منه الشابات فهن أيضاً يضعن الحنة إلى ماشاء لهن من أماكن وكأنهن في ليلة الزفاف ، وكل هذا يحدث تحت عين وبصر الأسر ، وبتعاونهم ، التام مع الأمر ، فالأمر تعدي مسألة العلم والجامعة ، وتحول لمسألة تفاخر ، وتنافس أحمق حول أشياء لا تقدم ولا تؤخر ، وايضاً لا نستبعد ، أن الأمر من وراءه أيادي خفية تحركه ، لتلهي الشباب عن قضاياه الأساسية ، وتحويلهم لمجرد شباب يضع الحنة ويحتس القهوة ، وكل همه ينصب في قضايا إنصرافية ..!!
· المسألة تطورت أكثر من ذلك ، وأصبحت تشمل أطفال الروضة ، وما أدراك ما تخريج الروضة ، أطفال بكامل براءتهم ، يتم وضعهم في كوافير التجميل ، ويضعون لهم أحمر الشفاه ، والميج ، ومكواة الشعر ، وظلال العين ، والرموش المستعارة ، والقضية أصبحت تنافساً وتفاخراً ، أعمي ، ناسين تماماً براءة الأطفال ، ومتجاهلين ، تلك النتائج النفسية للأطفال الذين لا يملك آباؤهم المال الكافي ليفعلوا لهم كما فعل فلان وفلانة لأبنائهم ، وتصبح القضية قضية جيل مريض بالدونية التي تولد الأحقاد والتي تولد الفشل ، والتخلف ..!!
· القضية أكبر من أن نتناولها عبر عمود يومي ، فجميعنا شركاء ، في هذا الجرم ، آباء وأمهات ، أساتذة جامعات ، معلمين ، أصحاب رياض الأطفال ، وزارة التعليم العالي ، وزارة ( التربية ) والتعليم ، كل المجتمع شريك في هذا الجرم ، الذي ، بدأ بمسألة المدارس الخاصة التي ، أصبحت تتنافس حتى في لون الزي المدرسي ، الذي لم تنزل به وزارة التربية من سلطان ، فلماذا تترك الوزارة الحبل على القارب ، إذا لم يكن كما قلنا ، خلف الموضوع أيادي خفية ، مصيرها البتر في يوم نظنه قريب ويظنونه بعيد ..!!
ولكم ودي ..
الجريدة
|
|
|
|
|
|