|
وثائق امريكية عن عبود 17 ابراهيم احمد: السودانيون متفقون على ان العلاقات مع مصر "سيئة"
|
منصات حرة
الراقص والرمح ..!! ( تعرض للقص ) ..
· كان الإحتفال داخل دار إتحاد الكتاب بالعمارات بمناسبة ذكرى التأسيس ، كان الحضور نوعي ، كان من بين الحضور ، الصادق المهدي و دكتور غازي العتباني ، كانا متجاورين في الصف الأمامي ، كانت فرقة الفنون الشعبية تؤدي رقصة شعبية لجبال النوبة ، كان رئيس الإتحاد كمال الجزولي يستقبل الضيوف ويجالس هذا ويمازح هذا ، طبعا الكبار فقط ، وخص غازي بإهتمام زائد قليلاً ، كان الشباب يبدع في الرسم ومتابعة الندوة ، وكثيرون منهم منغمسين في السلامات والقيل والقال ، وكانت الليلة في أوجها ..!!
· مالفت نظري ، ذلك الراقص النحيف من أعضاء فرقة الفنون الشعبية ، كان يؤدي الرقصات بإحترافية وخبرة أعجبتني لا أدري لو إنتبه البعض له أم لا ، ولكن ما لفت نظري أكثر في هذا الراقص ، انه كان أثناء كل الرقصات الشعبية التي مثلت معظم الثقافات السودانية عدا الثقافة النوبية فلم تؤدي الفرقة أي رقصة نوبية ، وربما لكون النوبية ليست ثقافة حرب ورمح وسيف وبحث عن الشجاعة والفروسية ، فالرقصات النوبية جميعها تتحدث عن الإنتاج والبناء والتعمير والرومانسية والحب والترابط بين المجتمع ، وهذا ما إفتقدته ذلك اليوم ، مالفت نظري كان الراقص يحمل رمحاً خلال كل الرقصات ..!!
· والمدهش جداً في الأمر ، لاحظت وبقوة ، خفة ذلك الراقص وهو يلوح بالرمح في وجه دكتور غازي ، وأنا على يقين بأن غازي لن ينسى تلك اللحظة ، فالراقص كان يتحرك حول غازي وهو يلوح بالمرح تارة ويوجهه لوجه غازي تارة أخرى ويبتسم تارة ويكشر عن انيابه تارة أخرى ، فالراقص كان يعرف تماماً ماذا يفعل ، وفي ظني فهم دكتور غازي الرسالة ، ولكن ما عجبني في دكتور غازي انه صمد أمام تلك الحركات ولم يبعد رأسه على الرغم من قرب الرمح ، فغازي كان يعلم ما يريده الراقص وأكمل الليلة حتى آخرها في الوقت الذي خرج فيه الصادق المهدي مسرعاً في وقت مبكر ، وربما هذا هو الفرق بين المثقف والجربندي في نظام الإنقاذ ، على الرغم من إشتراكهم في الإنتهازية ..!!
· نعم حتى الفنون الشعبية أصبحت ثقافة حرب ، تماماً كديدن النظام ، الخطاب الرسمي خطاب حرب ، الثقافة العامة أصبحت ثقافة حرب ، حتى الزي المدرسي هو زي حرب ، أما ثقافة الإنتاج والسلام ، في تقديري سنتحتاج لربع قرن آخر حتى نستطيع ترسيخها في المجتمع ، واللبيب بالإشارة يفهم ..!!
ولكم ودي ..
الجريدة
|
|
|
|
|
|