|
منصات حرة يوم المرأة العالمي ( الحالة السودانية ) /نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
منصات حرة
يوم المرأة العالمي ( الحالة السودانية ) ..
· التحية للمرأة السودانية على إمتداد ربوع بلادي ، وهي تعاني ويلات الظروف الإقتصادية السيئة ، وتجابد لنزع لقمة العيش ، هناك في الأرياف البعيدة المهملة ، في تلك البقاع النائية عن المدن ، هي وحدها تقوم بأعباء الأسرة ، وهي وحدها التي تعاني من قسوة الحياة ، في مناطق النزوح ، مناطق الحروب ، مناطق النزاعات المسلحة ، دارفور ، كردفان ، النيل الأزرق ، جنوب السودان ، شرق السودان ، الشمالية ، ولا نستبعد الخرطوم التي أصبحت مكباً لكل معناة الريف ، نعم المرأة هي أكثر فئات المجتمع تضرراً من مايحدث في بلادنا ، من إنتهاك للقوانين ، وعدم وجود رعاية صحية للأم والطفل ، وتطفل الحكام على حياتها إعلامياً دون تقديم خدمات حقيقية على أرض الواقع ..!!
· يمر علينا اليوم العالمي للمرأة 8 مارس ، وبلادنا محلك سر ، وقوانينا محلك سر ، وتنميتنا محلك سر ، لم نتقدم شبراً للأمام ، على الرغم من نضالات المراة السودانية التي إستطاعت في الأجيال السابقة إنتزاع حريتها ، وتعليمها ، ومكانتها السياسية ، ولكن هاهم يرحلون أمامنا بهدوء ، بالأمس رحلت عنا المناضلة سعاد إبراهيم أحمد ( ماما سعاد ) بعد حياة حافلة بالنضالات من أجل حقوق المراة المنتهكة ، وباليوم نرى ونسمع ذات العقلية المتخلفة الرجعية وهي ترمي وتقذف كذباً عبر إعلام منافق مضلل لتشويه سيرة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم ، ولن تتوقف مسيرة التخلف والتجهيل ، ولكن في ذات الوقت لم تتوقف حتى اللحظة حواء السودانية من مواصلة النضال ، لكن تحت ظروف قاسية وأوضاع لا تحسد عليها ، وهي بين سندان إدعاءات المرأة الرجعية التي تساند قمع المراة وبين مطرقة القوانين التي لا تعطيها الحقوق ، وإن وجدت فهي على الورق ..!!
· لن نعطي القوى الرجعية فرصة لتمارس قمعها التجهيلي ، فهي تتربص وتتحين الفرص للإنقضاض على ذلك التاريخ الباهر الذي شرف المراة السودانية عبر تاريخ بلادنا ، وأصبحت علماً بين شعوب المنطقة ، وقدوة لنضالات المراة العربية والأفريقية ، ولكن الحقد والجهل والتخلف وعدم الفهم هم وراء سلوك هذه القوى التي تريد مسح هذا التاريخ ، والمبكي انها تستخدم نصوص دينية ، بعد أن تفسرها على هواها تفسيراً متخلفاً يخدم أيدلوجيتها المريضة ذات العقد النفسية المتراكمة عبر التاريخ ، ورغم القوة التي تتمتع بها هذه الأيدلوجيا في بلادنا اليوم لإمتلاكها السلطة والثروة والقوانين ، ولكنها فشلت في إقناع المجتمع وخاصة المراة بفكرها الرجعي ، ورغم إنتهاجها طريق القمع والإرهاب لكن هيهات ، فالقوة المادية وحدها لن تغلب شجاعة المراة وحريتها ..
· الأمم من حولنا وصلت لمرحلة إعطاء المراة أجرها نظير علمها المنزلي ونظير تربيتها للأبناء ونظير إرضاعها للطفل ، فهذه الوظائف غير مرئية لمجتمعنا ، ولكنها هي أساس المجتمع وبنيته التحتية ، في الوقت الذي تحاكم فيه قوى الظلام في بلادنا المراة السودانية لإرتداها البنطلون وتجلدها لسقوط الطرحة من رأسها سهواً ، ولكن يكفينا شرفاً صمودهن في وجه الجلاد ، ونضالهن المتواصل ، ويكفينا ذلك الإرث النضالي النسوي التي توارثته الأجيال الجديدة من أمهات النضال السودانيات ، معاً لنقف إجلالها وإحتراماً في هذا اليوم للمراة السودانية المبدعة صانعة أمجاد هذا الشعب على مر تاريخه النضالي الناصع ضد قوى الظلام والجهل ..
مع كل الود ..
|
|
|
|
|
|