|
منصات حرة هل التحالف وكالة من غير بواب ؟/نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
· نعود ونقول ان تحالف الإجماع الوطني هو التنظيم المعارض الوحيد المنظم القادر في الوقت الحالي على تمثيل المعارضة وقيادة التغيير ، ولكن عليه قبل ممارسة أي عمل سياسي او تفاوضي القيام بترتيبات داخلية والتي كانت بدأت بخطة ال100يوما لإسقاط النظام وكانت تختص بإعادة ترتيب البيت من الداخل وتوفيق الاوضاع التنظيمية للأحزاب المكونة للتحالف ، ولكن تم إجهاض هذه الخطة عن طريق تحريف محتواها وتفريغها من المضمون بالقول انها خطة لإسقاط النظام خلال ال 100 يوما وبدأ البعض بالفعل في حساب الأيام في مشهد مضحك ، وكان للمؤتمر الوطني دور كبير في هذا التحريف ، واليوم بعد خروج تنظيمات من التحالف وقبولها بالحوار مع النظام دون شروط والإصرار على الإستهزاء بقوة التحالف ، على قيادة التحالف إعادة ترتيب البيت وتغير إسم التحالف لعدم وجود إجماع وطني كما في السابق بعد خروج الأمة والشعبي ، ولكن سيظل التحالف هو الشكل الأمثل لقيادة التغيير ولكن بأسس جديدة وشروط جديدة لأحزابه .. !!
· اليوم بعد قبر الحوار الوطني ، وإكتمال التقارب الشعبي والوطني ، هناك سؤال يطرح نفسه بقوة ، هل سيقبل الإجماع الوطني بعودة الأحزاب التي خرجت منه دون شروط ؟؟ إذا كانت الإجابة بنعم ، في تقديرنا هذا الوضع هو تأكيد على الضعف التنظيمي للتحالف وعدم إلتزام اعضائه باللوائح والقوانين المنظمة لعمله ، وإعادة تكرار للتجارب السابقة ليس إلا ، وسيظل التحالف محطة فقط للإستقواء من بعض التنظيمات تحديدا الأمة والشعبي ، لتعزيز موقفها التفاوضي لجني مكاسب سياسية خاصة ، أما إذا كانت الإجابة بلا ، فهذا سيقودنا لما ذكرناه في مقدمة المقال عن ضرورة إعادة ترتيب التحالف من الداخل ، لكونه فقد المضمون الحقيقي لوجوده بعد الهزات التي تعرض لها مؤخرا ..!!
· إصطحاب التجارب السابقة للتحالفات المعارضة منذ 1989 م شئ مهم جدا ، ودارسة مواقف الأحزاب وسلوكها عبر تلك الفترة السابقة ، هو الضمانة الوحيدة لمعرفة سلوكها المستقبلي ، وعلى ضوء هذه الدراسة يتم وضع اللوائح الجديدة ، وليس عن طريق المحاباة والعلاقات الشخصية ، القضية أكبر من كونها تمثل أشخاصا ، وموقف حزب الأمة اليوم وتحركاته الفردية وإعترافه أخيرا بأدوات الجبهة الثورية للتغيير هذا الإعتراف الذي جاء بعد فشل الحوار والخيار التفاوضي ، موقف يعتبر خطوة تمهيدية للعودة مرة أخرى للإجماع الوطني ، مباشرة بعد العودة من باريس ، بإعتباره يحمل ملفات جديدة للتحالف ، متجاهلا التنسيق الموجود اساسا بين قوى الإجماع والجبهة الثورية ، ولكن حزب الأمة لا يعترف غالبا بتحركات الآخريين ، أما المؤتمر الشعبي على ما يبدو حسم خياراته ويتحرك بخطوات ثابته في إتجاه لم الشمل والعودة للبيت القديم مع الحفاظ على شعرة معاوية مع التحالف في حالة الفشل ، والسؤال المطروح اليوم أمام أي متابع للساحة هو ، هل ستشهد الساحة ميلاد تحالف معارض جديد وبأسس جديدة أم سيحاول فقط ترميم القديم ؟؟
مع كل الود
صحيفة الجريدة
|
|
|
|
|
|