|
منصات حرة كلنا عنصريون .. !! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
· نتفق جميعا على سوء العنصرية ونتانتها ، ونتفق أيضا جميعا على وجودها في كل بقاع السودان ، ولا ينكر وجودها إلا مكابر ، وطالما تركيبة الشعب السوداني قبلية ، من الطبيعي جدا وجود هذه العنصرية بين القبائل ، ولا توجد قبيلة تستطيع أن تدعي عدم عنصريتها تجاه الأخرى ، والعنصرية في السودان غير مرتبطة بلون معين أو قبيلة معينة أو جهة معينة ، فكل قبيلة تمارس عنصريتها تجاه الاخرى ، وهذا السلوك من طبيعة أي مجتمع قبلي ..!!
· العدو الأول للعنصرية هو القانون ، والداعم الاول لها هي الجهوية والقبلية ، ومعروف عن السودان انه لم يؤسس إلى يومنا هذا دستورا دائما للبلاد ، دستور يحترمه الجميع ويحكم الجميع ، وهذا سبب اساسي في إستمرار العنصرية وتفشيها ، ومعروف أيضا عن النظام الحالي ، دعمه اللا محدود للقبيلة والجهوية ، مما زاد الأزمة وعمقها وتجلت النتيجة في الواقع اليوم ، تزايد مخيف في السلوك العنصري الرسمي والشعبي ، مع تناقص غريب ومحير في مناهضة هذه العنصرية ، ويتعامل معها الجميع وكأنها أمر واقع وطبيعي ، ويتجلى هذا السلوك بداية بسؤال القبيلة في دواوين الحكومة ، نهاية بالدعم الرسمي اللا محدود لجماعات النكات القبلية والعنصرية المتفشية بين فئات المجتمع والأجهزة الاعلامية الحكومية .. !!
· الوعي وحده غير كاف لمناهضة السلوك العنصري ، فحتى المثقفين والمتعلمين يمارسون هذا السلوك دون وعي ودون وازع علمي ، مناهضة السلوك العنصري تحتاج لقانون قوي وصارم واجهزة حكومية متفهمة لتركيبة المجتمع السوداني المتنوعة قبيليا وجهويا واثنيا ، وفي الحالة السودانية هذه ، ضعف الدولة وهزالها كما هو حادث اليوم بالنتيجة يساعد بقوة في تفشي العنصرية بشكل عادي في السلوك اليومي لافراد المجتمع ، حتي داخل دواويين الدولة ، وبالتالي قوة مؤسسات الدولة وإلتزامها الصارم بالقانون يساعد بشكل قوي في إنحسار هذا السلوك البغيض ..!!
· ما نحتاجه فعلا ، هو ما لا نستطيع قوله وفعله علنا ، وليس الحل أن نبرع في مهاجمة اي شخص أطلق جملة او كلمة عنصرية ، علينا الإعتراف بوجودها بيننا كخطوة أولى ، ثم البحث عن طريق آمن لمناهضتها ، أما ان نسكت في إنتظار كبش فداء ، أو إستخدامها كسلاح سياسي ضد الخصوم السياسيين لن يزيد الطين إلا بله ، وحتى نضع النقاط على الحروف ، علينا أن نتحرك تحت شعار ( كلنا عنصريون ) ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ، حينها فقط يمكن أن نسلك الطريق الصحيح والآمن لمناهضة العنصرية بكافة أشكالها ، ولكن كما قلنا أولا علينا أن نتصالح مع ذواتنا ، حتى نرى الواقع كما هو وليس كما نتخيل .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
|
|
|
|
|
|