|
منصات حرة الحريات الكاذبة .. !!نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
* المتأمل في الساحة السياسية اليوم يراها تعج وتضج بحراك سياسي ، وندوات جماهيرية وتصريحات هنا وهناك ، لم نسمع عن حالة اعتقال ، ولم نر منع لندوة ، بكل بساطة سمح النظام بهذه الممارسات ، ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح ، لماذا تساهل النظام ، وفتح باب الحريات بهذا الشكل ؟ رغم عدم وجود تغيير في ثقافة النظام وايدلوجيته واشخاصه ومؤسساته هي هي ذات الاشياء ، ولم يفقد القدرة بعد ليمنع مايحدث ، فحتى اللحظة بمقدوره منع مايحدث بكلمة واحدة ، والكل سيعود الى حيث كان ، ولكن الاجابة بكل بساطه هي : مايحدث الان هو في صالح النظام ، وتماما هو مايريده ، وشئنا ام ابينا المؤتمر الوطني هو الذي صنع الساحة الان تفصيand#65275; على مقاسه وهو في طريق تحقيق مايهدف اليه من مصالح بكل ذكاء ..!! * دعونا نعود للوراء قليand#65275; ، ايام اتفاقية السand#65275;م الشامل وبروتوكوand#65275;ت مشاكوس وعودة الدكتور جون قرنق للخرطوم ، ترك النظام الساحة للتتوافق واطروحاته وتوجهاته وفتح باب الحريات على مصراعيه ، وفتحت الاحزاب دورها وبدات تمارس العمل الجماهيري تماما كاليوم ، وبعد الاتفاق ومقتل قرنق والسيطرة على الحركة الشعبية في الخرطوم عاد النظام وكبت الحريات لدرجة عدم قدرة الشريك في الحكم من ممارسة العمل الجماهيري ووصل لدرجة اعتقال وزراء الحركة ، وايام الانتخابان الاخيرة اعاد ذات الكرة وفتح باب الحريات ولكن مايزال المفتاح بيده ، ومارست الاحزاب ماتفعله اليوم ، وبعد انتهاء زخم الانتخابات وتحقيق هدفه خارجيا وداخليا اغلق باب الحريات ، وبعد الانفصال ايضا قام بفتح باب الحريات بيده اليسرى والمفتاح بيده اليمنى ، فعيون العالم كانت على سودان مابعد الانفصال ، وبعد التمكين الثاني اغلق باب الحريات ، واليوم بعد ضغوطات دولية وحصار مسلح ، طرح النظام مايعرف بالحوار ، ولتحقيق هدف التمكين الثالث واعادة لم الشمل ليقوي شوكته من بعد ضعف ، هاهو اليوم يفتح باب الحريات ، ولكن مايزال المفتاح بيده ، والاحزاب كالارجوزات يحركها النظام متى يشاء و كيفما يشاء وهي تؤدي ما رسم لها بإتقان ، وبعد تحقيق هدفه ، سيغلق الباب مرة اخرى ، وستعود الاحزاب لدورها لتظل ديكورا يزين ديمقراطية المؤتمر الوطني الزائفة ، فالعالم اليوم اصبح يتحدث عن ديمقراطية السودان ووجود حريات وعمل سياسي ، وقادة النظام يبتسمون في الخفاء ، والاحزاب تظن انها قدمت انجازا ، وانتزعت الحريات ، والحقيقة العارية والمحزنة هي زيف هذه الحريات فالنظام يهبها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء وبيده المفتاح ، فالحريات الحقيقية and#65275; تمنح ولكن تنتزع ونحن لم نر انتزاعا تم حتى اللحظة ..
مع كل الود
صحيفة الجريدة
|
|
|
|
|
|