|
منصات حرة لماذا التنازل عن حلايب ؟!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
· في لقاء القمة السودانية المصرية الأخير ، أول تصريح للرئيس البشير في المؤتمر الصحفي ، كان ضد الإعلام والصحافة ، وقال ان الإعلام لن يستطيع النيل من متانة العلاقات السودانية المصرية ، وفي تقديرنا هذا التصريح هو إستباق للأحداث وهجوم غير مبرر ضد الإعلام والإعلاميين ، وإتهام مجحف ، ولا يوجد أي سبب غير منطقي يجعل الصحافة تنتقد لولا وجود أخطاء ، وإستخدام إسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع ، لحجب الحقيقة ، لن يجدي نفعا في الحالات المماثلة وإليكم ما حدث في لقاء القمة .. !!
· أول إتفاق في لقاء القمة كان هو تجنب الخوض في القضايا الخلافية ، يعني يا أبو زيد ما رحت ولا جيت ، لا حوار ولا نقاش يمس القضايا الخلافية في تقديرنا لن يحل الأزمة بين البلدين ، ولا نرى أي معنى من قمة فقط لتأكيد المؤكد وتكرار المكرر ، وحتى إتفاق الحريات الأربع التي أخذت جل وقت القمة ، الجانب الذي لم يلتزم بها هو الجانب المصري ، فحتى اليوم لا يدخل السودانيين مصر إلا عبر تأشيرة دخول ، أما المصريون لا تأشيرة لهم ، هذا غير التمييز العمري والنوعي لكل طالب تأشيرة دخول ، ما علينا ، المهم الآن ما يجب أن يقال ، هو أن القمة التي تمت فقط قمة للدعاية والإعلام ولا يوجد أي إختراق حقيقي للقضايا الخلافية ، وتجنبها يعقدها أكثر .. !!
· مايحدث الآن في مثلث حلايب هو إنتقاص من السيادة السودانية ، وإنتقاص من حقوق الشعب السوداني ، وأي رئيس أو حكومة لا يحق لهما التنازل عن شبر واحد عن أرض الوطن نيابة عن الشعب السوداني ، وكل العالم يعلم سودانية مثلث حلايب ، والكل أيضا يعلم أن هذا المثلث اليوم تحت الإحتلال المصري دون وجه حق ، ويتم مصرنة المؤسسات والأهالي هناك وسط صمت رسمي مريب من الجانب السوداني ، وفي تقديرنا حلايب ليست قضية خلافية حتى تتجنب القمة مناقشة وضعها ، أو حتى المطالبة بخروج الجيش المصري من الأراضي السودانية لا نراها من القضايا الخلافية ، إلا إذا كان هذا التجنب هو تنازل صامت عن حلايب ، ولو كان الحاصل اليوم هو العكس لإختلف الحال ، لو كان السودان هو من يحتل الأراضي المصرية ، لما سكت الجانب المصري ولما صمت الإعلام المصري بل لتحركت الجيوش المصرية لإستعادتها ، ولكن !! لماذا هذا الصمت الرسمي المريب تجاه هذا الإحتلال ولماذا تجنب النقاش السلمي حولها ،ولماذا قطع الطريق أمام إعلامنا حتى لا يثير مسالة حلايب ، في الوقت الذي ينشط فيه الإعلام المصري ليل نهار ليثبت مصرية حلايب دون أي وجه حق ، وإذا كان نظام البشير يرى أن الصمت من ذهب أمام إحتلال حلايب ، فنحن نرى أن الصمت هروب وتنازل ، وسنظل نطالب الجيوش المصرية بالخروج من أراضينا وإعادة مثلث حلايب للسيادة السودانية ، ويا دار ما دخلك شر، وإلا سنظل نطالب بها حتى تعود أو نموت .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
|
|
|
|
|
|