|
|
 two nights in cairo - لوحة لبهنس لم تزين جدار بيتنا وظلت بخزانة الملابس
|
(*)
سأعترف لكم بشئ لم أستحي منه يوماً ..
لكنني لم أكتبه من قبل ..
أنا كمال علي الزين الماثل أمامكم ده , أعاني أمية بصرية و ذائقتي الفنية زبالة فيما يتعلق
بالفن التشكيلي ..
مايو الماضي ببيتنا بأمدرمان , طلبت من أخي الأصغر (الزين علي الزين) أن يعطيني (ربطة عنق ) فقد كان عائداً لتوه
من القاهرة , فتح خزانة ملابسه (دولابه بالبلدي) ومد يده وبدلا من أن يخرج الكرافتة أخرج لي قطعة خشب عليها شخبطة
وقال لي :
شفتا اللوحة دي ياكيمو ؟ بأفتراض أن أخيه مثقفاتي وكده , ضحكت حين رأيتها وقلت له :
إنتا عارفني كويس جني وجن الوهم الإسمو الفن التشكيلي ده وبعتقد إنو أي زول بشخبط بألون متسقة ممكن يعمل فيها (بيكاسو)
الفن عندي هو الرواية القصة الشعر الغناء الموسيقى المسرح السينما , لأنك لن تستطيع خداع أحد دون موهبة حقيقية وبشوية شخبطة .
قال لي :
ياخي دي لوحة لبهنس جبتها منو بالتلتلة ..
ضحكت وتذكرت بهنس ..
و أشحت بوجهي عن الشخبطة وقلت له :
أها وبالله كيف الزول ده , ياخي بهنس ده موهوم زيك ..ولو ركز على الشعر والموسيقى والرواية كان أسي بقى زول .
وتناولت الكرافتة ومضيت ...
ونسيت الأمر برمته ,حتى كتب لي أخي الزين بحائطي في الفيس بوك التالي مساء أمس :
two nights in cairo... لم يكن يريد لها اسما ..وكنا نتشأرك ليالى القاهرة ذأت كل شتاء..ليلتين ...ليلتين.. انا :بهنسى هل اسميها هكذأ..two nights in cairo بهنسى:يميل براسه وكانه يطرب..هذأ اسم جميل ..لك ذلك. طلبت منه ان يوقعها باسمها هى..ولم تاخذها معاها ..بل تركتها لى..لم استطع تعلقيها على الحائط طويلا ..كانها ستعلق كل عام لليلتين فقط فى القاهرة...
ثم باغتني بان أنزل لي اللوحة التي أشحت بوجهي عنها وأنا معهم بالبيت بأم درمان , ورح ينعى بهنس :
كان كطعم الرغيف فى البساطة... و كقاع المحيط فى الزخم... كنت اجده يصلى فى الساحات...كان ما إن يرانى يبتسم ...ويسالنى بصوته الملائكى .."كيفك يا راستا ؟"..كان يشكر الله...ويشكر الناس..بتلك العبارات"الله يباريك فيك"..جزأك الله خيرا"...كان يرسم كما يتنفس...يمشى طوال يومه...يمشى خطوات ثم يجلس القرفصاء..كان مرتبطا بالارض ...كانما يلوذ بها لتمنحه الدفء و الامان.. I was never saw a wild thing feel sorry for itself,a small bird frozen and fall from a bough without having feel sorry for itself. سامحنى...و ترحم على يا صديقى
و للأمانة لازلت لم أفهم علاقة التسمية بهذه الشخبطة , ولا أدعي أنها عندي ذات قيمة فنية أدركها , إلا أنها صارت قطعة عزيزة
تذكرني ببهنس ..
وقطعة من مرار تذكرني بخيبتي وتقصيري وأنانيتي , وإدعائي الإنسانية ..
الثقافة ملحوقة ..
لكن بهنس داس على عوار إنسانيتنا ..
و لوحته لازالت مجرد شخبطة بنظري ..
رحمه الله ..
|
|
  
|
|
|
|
كمال علي الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست