|
كيف نقهر فجيعة الموت بالمنافي و داخل الوطن؟
|
لا مخرج لنا من فضيحة مأساوية موت الراحل بهنس و قبله ذلك المريض الذي تعفن من التقرحات و فقدان العناية (مستشفى مدني؟) و أيضا شهداء سبتمبر و كل الموت المجاني داخل السودان أو في صقيع المنافي. لا مناص لنا من هذه الورطة سوى الاعتراف بحقيقة و واقع ذواتنا و تقصيرنا و تقازمنا تجاه مرآة وجداننا التي تغني عن عظمة السوداني و علو كعبه و نخوته و همته. ليس جلدا للذات و لكن غسلا و تطهيرا لواقع حكاه ظهر بهنس و جنبات مريض مدني و شهداءنا. لا يمكننا أن نؤسس لأي شيء قبل تسوية الارضية و الاعتراف بسوء مآلاتنا الراهنة، لله كم تشابه رسم بهنس لوحته الأخيرة بمصير ذلك المريض. تتعدد الاسباب و الموت واحد؟ اسهل مافي الأمر أن نوجه اصابع الاتهام لبعضنا، و أن يدافع بعضنا بمختلف الحجج. يبقى الاصعب هو تشكيل هذا الحراك لبناء واقع جديد داخل و خارج الوطن. واقع تكافلي ليس بمعناه المادي-على اهميته- بل بعمقه الانساني، بالسؤال عن بعضنا بتعريف الآخرين عن مشاكل بعضنا. ببعض حميمية اهلنا الزمان و تجاوز الصغائر و الحماقات. بالنظر الى تعفن دواخلنا و التبروء منه بالهرب الى الفعل الايجابي. فهل من مجيب؟
|
|
|
|
|
|