كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
بهنس فنان كرمته فرنسا.. وأحبطت السودان آماله.. وصقيع القاهرة أودى بحياته.. تزين لوحاته قصر الإليزيه بباريس وفي المحروسة افترش شوارعها
19/ديسمبر/2013 - 02:50 م فاطمة واصل كل من تخطو قدماه دومًا منطقة وسط القاهرة شاهد وجهه وحفظ ملامحه السمراء، وتسريحة شعره (الراستا) التي تميز بها، كل من جلس على مقاهي وسط البلد شاهد بهنس المتشرد يتجول بنفس ملابسه الرثة لا تتغير، يتخذ من شوارع وسط القاهرة مأوى له.
الكل رأى بهنس المتشرد وما من أحد منهم عرف بهنس الفنان سوى بعد وفاته متأثرًا بموجة الصقيع التي ضربت القاهرة الأيام الماضية فقهرته ليرحل تاركًا فراغًا عظيمًا في وسط القاهرة.
محمد حسين بهنس شاعر وروائي وفنان تشكيلي وعازف جيتار ومصور ومغني من السودان.
تتباهى جدران قصر الإليزيه بفرنسا بفنه التشكيلي فلوحاته الضوئية معلقة عليها، تزيد جدران الإليزيه نورًا وجمالًا، ولكن للأسف لم يستمتع بهنس بهذا التباهي كثيرًا فسرعان ما تعرض لصدمة وصدمة الفنان تختلف، فتوفى شقيقه في بريطانيا، فما كان من بهنس إلا أن طلق زوجته الفرنسية.
عاد بهنس إلى وطنه الأم أم درمان بالسودان ليحمل همًا آخر في قلبه ليكتشف أن والدته رحلت منذ سنوات وهو في فرنسا ولم يخبره أحد فساءت حالته النفسية أكثر.
وفي السوادن أطلق بهنس الفنان الكثير من الفعاليات لمناهضة انفصال الجنوب عبر منظومة أسسها اسمها "سودان يونت".
نظمت "سودان يونت" عددًا من المعارض والرسم على الشوارع كاعتراض على فكرة الانفصال ودعما للوحدة.
وبعد هذه الرحلة جاء الفنان بهنس إلى القاهرة وبرغم ازدياد سوء حالته النفسية إلا أنه كان رقيقًا، كان يسير في هدوء يتخذ من رحاب شوارع وسط البلد مكانًا له طوال النهار يتناول غداؤه من مطعم الخرطوم وحين يحل عليه الليل ينام بجوار مطعم الخرطوم وتمثال إبراهيم باشا.
بشهادة كل رواد وسط البلد لم يؤذ بهنس أحدًا رغم أن الأغلبية كانت ترمقه بنظرات غريبة مفادها ارحل من هنا فأنت متشرد ولو علم واحدًا منهم مقدار الفنان بهنس لانحنت ظهورهم لفنه.
من يستمع إلى موسيقاه ينبهر ويشعر وكأنه ملك الكون، من يستمع إلى عذوبة صوته لا تستطيع أذنه التقاط أي أصوات أخرى، لا تستطيع أذنه أن تسمع النشاذ، ومن يرى لوحاته لا تجرؤ عيناه على أن تنظر للقبح مرة أخرى.
وكتب بهنس في رثاء بوب مارلي قصيدة بعنوان "يا ثائر منتصف الليل" وقال فيها "صرختك هي ليست من البطن أو الحنجرة ياراستا.. صيحتك من القلب، اللهم أني أحب بوب مارلي".
ولكن للأسف لن نرى إبداعًا جديدًا له، وكثيرون يتعمدون نسيان بهنس بسبب نظراتهم التي دومًا ما كانت تُحقر منه دون أن يعرفوا من هو، دون حتى أن يفكروا في معرفة اسمه، فكان بهنس بالنسبة للكثيرين خيالا يرونه من حين إلى آخر في وسط القاهرة.
"أنبياء الحقيقة لا يموتون.. لأن الحقيقة لا تموت.. يموت المزيفون.. وأشباه الرجال.. رمال تضيع في رمال.. أما بهنس.. فرسالة.. نوبي آخر سلالة الأسرة الخامسة والعشرين.. ابن الشمس لا يقتله.. سوى البرد.. برد الإحساس وبرد الإنسانية" هكذا قال عنه صديقه منتصر زاروج في رثائه".
والآن أين بهنس؟؟ بهنس كما يقول أحد أصدقائه إن شخصا يدعى حسام عابدين عثر على جثته في مشرحة في الدقي، ولأن بهنس لا يمتلك ما يُثبت أنه من الأساس كان يعيش بيننا فليس له أي أوراق فيظل جسده راقدًا في ثلاجة المشرحة التي يكون بردها أهون عليه من البرد الذي تسبب في وفاته.
وربما ليست برودة الجو هي السبب في رحيله عنا، ربما برودة إنسانيتنا وبرودة أوطاننا التي تضيق بنا ولا تتحمل احتضاننا هي التي قتلته، ربما النظرات التي يرمقه بها الناس التي تسببت في مقتله، ربما حسرته على بهنس الفنان قتلته.
أصدقاؤه في انتظار أن تتحرك السفارة وبيت السودان للثقافة والفنون ليسافر جثمان بهنس لأهله ليدفن في السودان الذي طالما ما تمنى بهنس أن يكون سودان واحدا.
أصدقاؤه في انتظار أن يُكرم بهنس في وفاته بإرساله إلى أهله، ليدفن في وطنه، فبهنس لا يستحق منا أن ننبذه حيًا وميتًا؛ فليواري تراب السودان جسد فنان خسره العالم، وخسره من لم يعرفه في حياته.
http://www.vetogate.com/758187
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
أصدقاؤه في انتظار أن يُكرم بهنس في وفاته بإرساله إلى أهله، ليدفن في وطنه، فبهنس لا يستحق منا أن ننبذه حيًا وميتًا؛ فليواري تراب السودان جسد فنان خسره العالم، وخسره من لم يعرفه في حياته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
وبعد هذه الرحلة جاء الفنان بهنس إلى القاهرة وبرغم ازدياد سوء حالته النفسية إلا أنه كان رقيقًا، كان يسير في هدوء يتخذ من رحاب شوارع وسط البلد مكانًا له طوال النهار يتناول غداؤه من مطعم الخرطوم وحين يحل عليه الليل ينام بجوار مطعم الخرطوم وتمثال إبراهيم باشا.
بشهادة كل رواد وسط البلد لم يؤذ بهنس أحدًا رغم أن الأغلبية كانت ترمقه بنظرات غريبة مفادها ارحل من هنا فأنت متشرد ولو علم واحدًا منهم مقدار الفنان بهنس لانحنت ظهورهم لفنه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
استاذ العلوم السياسيه بجامعة القاهرة، الدكتور عمار علي حسن، قام بكتابة قصيدة الي محمد حسين بهنس بعد وفاته، وجاء فيها :
في بطنه أحجار جافة.. حطب مسنون.. عويل وجنون.. يضربه يمنيا ويسارا. .فتتساقط أنات الليل . .من خشب وحديد.. وبقايا صديد. .لتنام في عرض شوارع. .لا تعرف أبدا.. أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتا.. ليس مريضا..وليس غريبا..وليس شريدا. .لكنه فقط جائع».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
إن شخصا يدعى حسام عابدين عثر على جثته في مشرحة في الدقي، ولأن بهنس لا يمتلك ما يُثبت أنه من الأساس كان يعيش بيننا فليس له أي أوراق فيظل جسده راقدًا في ثلاجة المشرحة التي يكون بردها أهون عليه من البرد الذي تسبب في وفاته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى طيران جناح الشرطة : (Re: Ridhaa)
|
اللهم أغفر له وأرحمه وأعف عنه اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أجعله من اصحاب اليمين وأدخله الجنة بغير حساب اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره واغفر لنا وله اللهم أجعله في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر والرحمة والمغفرة لكل أموات المسلمين التعازي لكل أهله واسرته داخل وخارج السودان إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله
| |
|
|
|
|
|
|
|