كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون )
|
في خطبة الجمعة 13 ديسمبر , بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة ، خصص الشيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، الجزء
الثاني من الخطبة للحديث عن نلسون مانديلا , فاعتبره رمزاً من رموز المساواة ، والعدالة الإنسانية , والعدالة الإجتماعية , وبطل النضال ضد
الفصل العنصري في بلاده . وأشار إلى أن مانديلا قُدِّر له أن يمضي ثلاثة عقود في السجن, ذاكِراً بأنه زار مانديلا في مكتبه بجنوب أفريقيا من سنوات
قريبة , وقد رحب به مانديلا خلال تلك الزيارة.
كما أشاد بدور مانديلا عندما كان من أوائل من تبنوا المقاومة المسلحة لسياسة العزل العنصري في جنوب أفريقيا , ثم سارع إلى الدعوة إلى المصالحة والعفو عندما بدأت
الأقلية البيضاء تخفيف قبضتها على السلطة .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
_________ مقتطفات من الحوار الذي أجرته أوبرا مع ماديبـــــــــــــــــا
أوبرا: في حديث سابق رويت لي ان تجربة السجن قد مكنتك من تحقيق الهدف الأصعب في حياتك , وهو التغيير.. كيف أصبحت
إنساناً آخر بعد سبعةً وعشرين عاماً من الظلم؟
ماديبا: قبل دخولي السجن كنت مجرد ناشط سياسي ، بصفتي عضواً في منظمة قيادة جنوب أفريقيا , كنت أعمل من السابعة صباحاً
وحتى منتصف الليل و لم أُحظ بالوقت لأخلو بذاتي وأُفكر. في أثناء عملي هذا كنت في قمة الإجهاد العقلي والجسدي, ولم أكن قادراً على
استخدام الحيز الأكبر من قدرتي الذهنية , لكني في زنزانتي المنفردة في السجن وجدت الوقت لأفكر . أصبحتُ امتلك رؤية واضحة لما مضى,
ولِما هو كائن بالفعل , واكتشفتُ إنني في الواقع مُمْتن لكل ما مررتُ به في الماضي , سواء في علاقتي بالآخرين, أو في علاقتي بذاتي.
عندما وصلتُ جوهانسبيرج عام 1940 كنت اعاني من تجاهلي عائلتي ، ذلك بأني خذلتهم برفضي الزواج ممن اختاروها لي, وكان هروبي
بمثابة ضربة مؤلِمة لهم . في جوهانسبيرج قابلتُ العديد من الأشخاص الذين لم يترددوا في مساعدتي , لكن بعد انتهائي من دراستي وعملي بالمحاماة
أخذتني مشاغل العمل السياسي ولم أعُد أفكر فيهم , فقط في داخل السجن بدأتُ التفكير في كل الوجوه التي وقفت بجانبي. أخذت أتساءل: لمذا لم
أبلغهم في حينها بامتناني لكل ما فعلوه من أجلي؟ شعرتُ بضآلتي وسوء تصرفي تجاه كرمهم معي ودعمهم لي طوال تلك السنين .... حينها عاهدتُ
نفسي على أنه إذا تسنى لي الخروج من السجن فسأرد الجميل لكل من ساعدني , أو لأولادهم وأحفادهم.
غيرت تجربة السجن حياتي ، حيث أصبحتُ افكر في أهمية تعبير المرء عن الإمتنان حال الشعور به حيال كل من يساعده . وهذا ما أفعله الآن . ليس
هناك شيء يخيفني أكثر من الإستيقاظ في الصباح دون برنامج يساعد على جلب السعادة لهؤلاء الذين بلا موارد , هؤلاء الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض.
إذا كان هناك شيء يمكن أن يقتلني يوماً ما , فهو عدم القدرة على مساعدة هؤلاء.... إذا استطعت تقديم ولو جزء بسيط من حياتي لجعلهم سعداء سأكونُ سعيداً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
الغالي مانديلا
رجاءً لا تُرِح رأسك , فنحنُ خلفك وأنت باقٍ في المُقدِّمة , وسنعيد مثلك تِجوالنا في العالمين , ومهما كان أحدهما ميت , والآخر عاجز
عن الولادة , سنحفظ نشيدك الذي سترتاح بسماعه الأمهات , وحينها فقط سيلِدننا أُناساً جُدُداً لا يذوقون الموت إلا مرةً واحِدة متى ما كان
طريقاً للحياة .
أشِر بإصبعك فقط , وسنصنعُ لك إكسـيراً من قلوبنا , بل وسنرسل كل أرانب الدنيا إلى سطح القمر , وسننتظر تكرارك لكل المحاولات ا
التي قمت بها ! فقط لا تُرِح رأسك في مكانٍ ما يا مانديلا.
كيف تفعل ذلك ونحن نعمل جاهدين لإدخالك السجن ثانية !
محسن العتيقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
أراك تدور في زنزانتك مثل أسد استبدَّ به الشوق إلى أُنثاه , وأنت تستعيد تفاصيل اللحظات الحميمة بينكما
لعلها تُلهِمك صبراً على مشقة فراق الحبيبة , ثم في لحظة خاطِفة يخطر على بالك إنك خذلتها حين لم تُنفِّذ
طلباً من طلباتها الصغيرة . لقد كانت شابة وجميلة وحُبلى في شهرها الأخير , تتدلل عليك , وترجوك أن
تساعدها في تلوين أظفار قدميها لأنها لم تعُد تستطيع الإنحناء.
بعد سنوات من تلك الحادثة , كان دمك كله يشتعِل بين الجُدران الضيقة , وأنت تتذكر (ويني) وتلوم نفسك
لأنك لم تهتم بطلبها , ثم تتكوم على الأرض , فوق وريقات مرتجلة قُرب الضوء الشحيح , لكي تكتب لها
رسالة تعتذر فيها , وتتمنى لو تسمح لك الحياة بأن تلمح ولو من بعيد , ظفر قدمها المصبوغ بالأحمر.
إنعام كجه جي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
سنُسجِّل أيضاً , وباعتِزازٍ كبير أنك علمتنا فضيلة التعفُّف إلا من العيش بكرامة تحت سماء تسع
الجميع , وإلى أرضٍ ظمأى إلى العدالة والمساواة , سنُسجِّل أنك علمتنا التحديق في الشمس
والوقوف الشامخ أمام آلِهة الظلام وقِلاع الهيمنة المتآكِلة .
سنُسجِّل إن عهد الثُنائيات اللعينة قد ولّى إلى غير رجعة , وأنك كنت فضيحةً للزمن العُنصري
المانوي الذي جعل العقل والحقيقة والعدالة جواري في فراش طُغاة العصور الحديثة , وقد
استجاروا بلعبة اللونين الأبيض والأسود من أجل بناء ممالك تفتقر بشكل مُوجِع إلى الأساس
الأخلاقي في النظر إلى الإنسان , كأنك رفضت ماديبا , تاريخاً يقوم على ثُنائية اللون ودِيانة
دُنيوية حمقاء لم تستطع أن تكتشِف شمس الإنسان في فِكرِهِ وفِعلِهِ وقيمة حُضورِهِ على مسرح العالم.
شكراً أيها الرجل العظيم .
أحمد دلباني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
لقد ظل الرجل حياً وفاعِلاً للكثيرين من أبناء جيلنا في السودان , حيث وجدناه منذ ميلادنا حبيساً في السجن ,
ولكن صوته القوي وحِكَمِهِ المتفائلة كانت تجوب شوارع وأزِقَّة بلداتنا الصغيرات , وتتسكَّع في أروِقة المدارس ,
وظلَّ هنالك طوال الوقت وحتى اليوم . وكم تكرَّم المعلمون علينا بأقوالِهِ مثل : (الحُرِّية لا يمكن أن تُعطى على
جُرعات , فالمرء إما أن يكون حُراً , أو لا يكون حُراً ) و ( الجُبناء يموتون مرات عديدة قبل موتِهِم , والشُّجاع
لا يذوق الموت إلا مرَّة واحِدة ) .... وكم خلطنا بين شخصيتِهِ وشخصية عنترة بن شداد العبسي الذي كان أيضاً
محبوباً في تلك السنوات اليانعات من عمرنا , وكان بطلاً شعبياً وأحد مُثُلنا العُليا وبطل ألعاب الصِّبا , وحكايا
الجِّدات الطاعِنات في السِّن .
في الحقيقة كان الشارع السوداني في ستينات وسبعينات القرن الماضي يعُجُّ ويضجُّ بالأسماء الإفريقية الكبيرة ,
زعماء تحرير , أبطال وطنيين وقوميين ومُغنيين من الرعيل الأول والثاني من أمثال جمال عبدالناصر ، هيلا سلاسي,
تفري بانتي , جومو كنياتا , مريم ماكيبا , دزموند توتو ، كوامي نكروما , سامورا ميشِل , جُشوا انكومو , ام كلثوم ,
أحمد بن بِلاّ , أحمد سيكوتوري , عبد الرشيد شيرماكي , إيدي أمين وآخرين , ولكن .... صورة مانديلا كانت طاغية
على الجميع , وكانت حِكَمِهِ وحكايات نِضالِهِ ,أقوالِهِ تتسرَّب من الزنازين والسجون المُظلِمة , من ريفونيا إلى جزيرة
روبن إلى سجن بلسيمور إلى سجن فيكتور فيرستر , وتنتقل عبر الصحافة , من خلال زملائهِ المناضلين في حزب
المؤتمر خلال أنشطتهم عبر العالم , ثم مُغَنّيي الروك , والشعر الثوري والسينما المتجوِّلة, والإذاعات العالمية ,
والإحتجاجات الشعبية في كثير من دول العالم الحُر , ثم مذكرات الناشطين في مجالات حقوق الإنسان , ونُضيف إليها
المُخيِّلة الشعبية الإفريقية ووسعها , ومن ثم تتشكل صورة البطل , بل الأسطورة الحيَّة , صورة الرجل الذي قهر السجن
والسجان والعنصرية البغيضة , وظلَّ بسيطاً وعادياً وكقولِهِ ( مجرَّد رجُل ) .
ماذا تعلمنا من نلسون مانديلا ؟ ماذا تعلم الحُكام الوطنيون في كثير من دول أفريقيا من سيرة حياة مانديلا ؟ ماذا تعلمت
منه شعوب العالم ؟ ....... ماذا لم نتعلَّم منه ؟؟ ..... ستظل هذه الأسئلة ومثيلاتها تحوم في فراغ فشل المشروعات الوطنية
القومية للشعوب , وخاصةً الإفريقية والعربية , وهي ذاتها التي تؤسس إما لِمحن قادِمة , وإما أن تُستلهم من أجل نهضة
الشعوب , فاليوم تصبح سيرة مانديلا بُعبُعاً مُرعِباً وكابوساً يقلق مضاجع كثير من الحكومات الوطنية التي تخاف من شعوبها
النزّاعة إلى الحُرِّية أن تسلُك طرائقِهِ في النضال الدؤوب المتفائل الذي ينتهي حتماً بالنصر ... ( ولم يدُر في خلدي قط إنني
لن أخرج من السجن يوماً من الأيام , وكنت أعلم انه سيجيء اليوم الذي أسير فيه رجُلاً حراً تحت أشعة الشمس والعُشب
تحت قدمَي , فأنا أصلاً إنسان متفائل , وجزء من هذا التفاؤل أن يُبقي الإنسان جزءاً من رأسِهِ في اتجاه الشمس , وأن يُحرِّك
قدميهِ إلى الأمام . وكانت هناك لحظات عديدة مُظلِمة إختبرتُ فيها ثقتي بالإنسان بِقُـوَّة , ولكنني لم أترُك نفسي لليأس أبداً , فقد
كان ذلك يعني الهزيمــة والمــوت ) .
الرِوائي / عبدالعزيز بركــة ســاكِن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القرضــــاوي , ماذا قال عن نلســــون مانديلا ؟ ( أوبرا ونفري , عبدالعزيز بركة ساكن وآخرون ) (Re: محمد فضل الله المكى)
|
عندما ساومه العنصريون ، وخيَّروه بين الحريـة والسجن ، قال عبر إبنته التي قرأت
ردّه : ( لن أطلب حريتي منقوصة ، حريتي هي حرية وطني ، بل هي حرية سجّاني
لأنه هو أيضاً ضحية ) ........ هكذا يكون العظماء!
وها هو التاريخ يضيف اسمك في سجل الخالدين ، ليس اعجاباً بِهِ ، ولكن لأن التاريخ
نفسه يقف مزهولاً بما قدَّمت من تضحيات في سبيل أن ينال شعبك حريته ، وفي سبيل
أن تنير درب الحرية للشعوب المقهورة في كل بؤر الظلم والطغيان.
أحبَّك الناس ماديبا في كل نواحي الدنيا ، لأنك ذوبت ذاتك في ذوات بني وطنك ، فأمضيت
أجمل سنين عمرك داخل زنزانة ، داخل سجن ، داخل جزيرة خارِج العالم ، لا لتنتزِع الحرية
لنفسك ، ولكن من أجل وطنك وبني وطنك ، بل ولكل الشعوب المُحِبة للحرية والسلام ، والعدل
والمساواة.
قدَّم مانديلا أعظم درس في التفاني ونكران الذات والصمود والثبات على المبدأ ، ذلك لوضع
نهاية النهاية لمواريث الإستعمار القديم ومخلَّفاتِهِ ، وقطع دابِر التفرِقة والتمييز والإسترقاق،
ولكن ما بال بعض الأنظمة في دول العالم الثالث لم تعِ درس مانديلا ؟ والأكثر إيلاماً إنهم
يطبقون ممارسات المستعمرين على أبناء جلدتهم ،ظلماً وقهراً وتعذيباً وقتلاً وتشريداً ونفيا ؟
أرقد بسلام مانديلا .... فما اسـْتُنطِق التاريخ إلا وكنت بين دفتيه .
أرقد بسلام ماديبا .... فقد خُطَّ اسمك بأحرف من نور في سجِل الخالدين .
ود المكي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد فضل الله المكى
عبيد الطيب
ABDALLAH ABDALLAH
بله محمد الفاضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست