|
العطَّارُ وعدةُ أبواب
|
العطَّارُ وعدةُ أبواب
يتبرعمُ نَصٌّ من أوجاعِكِ في خاطرتي، قد يُورقُ حُزناً، قد لا يرميني بثمارْ، ولذا قد أبتاعُ نشيدي من عطَّار .. نشيجي من بعضِ المارين على أرصفةِ الصمت .. تناهَى إلى بصري صوتُ اللاشيء كذاتِ الوهمِ المرسومِ سراباً في جهةٍ ما، والدربُ يؤرقه عصيانُ الشجرِ المُر .. نفسي تحتالُ على منظرها وتُزيِّن زيف القادمِ من أيام، أفرغتُ مشاهدها بخطابٍ فج، مادتْ سأماً، بل ماتت سقماً في سجنٍ من أحلام لذا تمخَرُ بعضُ سفائنِ رحلتها نحو ملاذٍ غير الدار ونَفْسُ العطَّار يُعلنُ تخفيضاتٍ لصنوفٍ طفَّفَها ذات نهار وكترويجٍ وزَّعَ مجاناً بعضَ طِلاء .. مجاناً إي واللهِ طلاء، فأنا مثلك حين قرأتُ صحيفتهم كذَّبتُ عيوني وتحسَّرتُ على زمنٍ أخضر .. لكني وبرغمِ مواقفِ ساداتي أخذتُ طلائي وفِرشاتي وعَمَدتُ إلى تشوِّيهِ الألوانْ، مُدَّعِياً معرفتي جدليةَ أبعادِ الصورةِ ونفسيةَ هذا الفنانْ، ولهذا سأمارسُ دَوْرِي وفقَ قوانينِ السوقِ الحُرِّ جوار الجُبِ اللزجِ النتنِ الصارخِ في وجهِ الريحِ الرافضةِ قبول عروضِ الصيفِ الحائزِ على جائزةِ الدولة، أمَا كان الأوْلَى أن تختالَ بجثتها وتدسُّ رسالتها ما بين الصدرِ وقميصٍ فضفاض لا يبدي فتنتها إلا إن كنتَ سفيهاً وتخيَّلْتَ .. وهي هنا طافت حولَ الموعدِ تترقبُ فارسها ذاك الخائنُ إبن ............... الوغدُ الأفَّاك لماذا تغضبُ وتسَبُ صفاقته فهذا مِمَّا اكتسبتْ يُمناك .. القمحةُ ذبُلتْ، والقاضي برأ آفتها فاحتفتِ والزمرةُ والأمراضْ .. والشيخُ على هيبته يتبوَّلُ كالعامةِ في طرفِ المرحاض، لذا قد يُورقُ حزناً نصٌ من أوجاعِك ويُساقطُ إحساساً كي يُقنعها أن تتعوَّذ، لا تتعوَّذْ .. فالشيطانُ هنا قد أعلنَ دهشته، وقد يتجرأ وينحازُ بكلِ إرادته للحقِ وللخير .. فالشيطانُ هنا أشرفُ من بعضِ الساسةِ والباعةِ والخبازين ولا أتجرأ - مثل الشيطانِ هنا - حين أضيفُ إليهم تجَّار الدين؟ ولذلك لستُ أنا من أتباعِكْ ولا كالعطَّارِ ضمنَ عروضِ الصيفِ لنا قد باعِكْ لكني أتضامنُ لا من بابِ الإشفاقْ، ولا من بابِ الإستشرافِ لما يأتي، فالعتمةُ سدَّتْ كل الآفاقْ .. ولا من بابٍ للصدقِ، فالألسنُ لا تحملُ غير نفاقْ .. ولهذا فالأزمةُ دون مواربةٍ، أزمةُ أخلاقْ .. فالأزمةُ - يا ساداتي - أزمةُ أخلاقْ.
محمد حسن الشيخ الرياض ديسمبر 13 العطَّارُ وعدةُ أبواب
|
|
|
|
|
|