|
حرية السوق ليست أمرا مقدسا
|
ظلت الحكومة طيلة ربع قرن من الزمان مصرة على فكرة حرية السوق المتمثلة نظريا في فكرة العرض والطلب . ولا أعلم لم لا تقوم الحكومة من وقت لآخر من مراجعة بعض السياسات المنتمية إلى أفكار اقتصادية محددة وكأنها تنظر لهذه الأفكار كأفكار لها قدسية ولا يجب أن تحيد عنها . أو أن ما عداها أفكار تنتمي للكفر . وفكرة السوق الحر تنتمي للمشروع الرأسمالي ولاقتصاد الوفرة باعتبار توفر العديد من البدائل التي تمكن المستهلك من تشكيلة واسعة من الخيارات تناسب دخله وحاجنه وظرفه الاجتماعي ، وتمكنه من توزيع دخله بعدالة على احتياجاته المختلفة وتحقق له فائضا للإدخار . إذن بهذا المفهوم هي فكرة تنتمي للاقتصاد الرأسمالي الكامل النمو . لكن السوق السوداني ظل مكبلا باقتصاد ضعيف وأحيانا منهك ، ومثقل بالديون محققا عجزا متواصلا وتدنيا في النمو ، مع دخل متدني للفرد، وبهذا فهو لا يوفر الشروط الأساسية لحرية السوق . وأهمها كما ذكرنا الوفرة في عرض السلع وتوفر البدائل . والمواطن السوداني غالبا لا يبحث عن الرفاهية والكماليات في ظل دخله المنخفض جدا . لكنه يبحث عن الضروريات . كما أن الضروريات بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين تعني سد الرمق وإقامة الأود وستر الحال . وهو عموما ما يطلق عليه الناس هنا ( العيش الكريم ) وكمثال ما البديل لطبق الفول إلا بطبق أغلى منه ؟ وما البديل للوجبة الواحدة إلا بتقسيمها إلى وجبتين ؟
|
|
|
|
|
|