|
اِنفلات...
|
اِنفــــــــــلات
- الدّنيا ظلمة.. قهقهَ الحُزنُ بانتِظامٍ، وأرسلَ ضَفائرَهُ. - هُناك من قرعَ الطُبُولَ، وأنتظرَ النَّهارَ، فما أتى!! - تسترسلُ الأحلامُ، - خلسةً – وتبدو مُبهمةً، ترتعد. - لا تأخذكَ حين يمنحكَ الرّذاذُ ارتعاشا: بارقةُ أملٍ.. أمضي في ثنايا الظُلمةِ مُبتهِجا، فقد تآكّلت خواطركَ، ذاك قدرك.. ابتسم في وجهِ الطُوفانِ الأتي، ولا ترتدّ. - الضوءُ يلِّجُ بغتةً، - دوننا – بين أُولي النّهي والرِّياش، لا بأحضانِ الصعاليك. - لتمتدّ يدكَ تُنعشَ تآكّلَ الرأسِ، قد تورّمَ الجلدُ، ولاتدمّيه. انتعلَ أفكاركَ الهزيلةَ، وأمضي!! - تلك التعاسةُ ما بها، لماذا لا تبتسمْ في وجهي، ترسلُ أفيونَها المدسوسَ في ذاتي، كالبريقِ !! فقد أدمنتَها.
الكُؤوسُ في يدي تترّا، ولا تجادلُ، ترتجفُ وتُغادرُني في العُمق.
أزرعُ في جوفي هدوء، أطوي المسافاتَ على الكُرسي، في سُكُون.
تأخذُني الأيَّامُ في الدفءِ/ تعصَّرُني / تذوَّبُني / ولا أنجو.
أستجدي الطُرُقاتَ مُبتسِماً... هل هُناك ظِلّ؟
تنفلتُ السُخريَّةُ، ترسمُ نفسها على محيَّاهم، - إني غريب – - سِيّان... إذا مضتْ بِكَ الأيَّامُ، أو مضيتَ مُنتعلاً الصبرَ، فالمسارُ إلى|على لظًى. - تُكبَّلُني الطُرُقاتُ المُتوثّبةُ، والموجُ الهادرُ والبُركانُ. أتلوَّى على مضضٍ، ألوانُ الحرباءِ تستهويني!!
تلك الزخارفَ تبدو كالرمزِ، على حنطةِ الكلِماتِ. - لم يتوقَّفْ... مسّتهُ الأنامِلُ فتحوَّرَ وتشكلَ، في نشوءٍ. - من يستدين! فقد مضتْ أعوامٌ قبل البون، من غيرِ ارتياد... لقد أدمنتُها!!
الحُزنُ الميتُ في الأحداقِ، ألمٌ، أحزانٌ دافئةٌ. والصرخةُ تموتُ في أحشاءِ الليلِ، ولا أسف!!
عيوني بريشةِ فنانٍ، أتقنْ دفنَ الأشياءِ خلفها.
احتكمْ الليلُ إلى الصّمتِ، فأنصفتهُ الأضواءُ، وأندحر.
أين ضاعْ القمرُ؟
تلك الليلةُ النّهاريةُ، سألجُ إليكِ، وأقبضُ في شوقٍ على شيءٍ، وقد صمدْ السُكُونُ.
أحاولُ إخفاءَ وجهي، أنفاسي وأحاسيسي، فما استعطت. وأبدو كأني بلا حراكٍ، يتسمّرُ في جُدُرانِ شغبي خُفُوتٌ، فلا تنفلتُ الذراعُ لضيقِ القُيودِ، ولا ترتفع. - يبدو عليكَ الأرّقُ، وقد اندثرتْ عن مِعصميكَ، أصواتُ الخُضُوعِ. وبلا رتاجٍ.. ها قد اِرتفعتْ يداكَ إلى الرأسِ، اندهشت. - يُخالُ إلىَّ أني كالنعامِ، ببطنِ يديّ أخفي رأسي، وأغدو بعيداً .... بعيداً.. عن بابِ الحياةِ، وأقرعُ باباً يضجُ انفِلات، وأدخلُ دارّاً تُسمي انطلاق، أجوبُ وحيداً بمُنحناه، وأسري كطيفٍ بكُلِّ السُهُولِ والمُرُوجِ والظِلال. . . . هكذا وصلتُ الانفلاتَ، مُهترِئ الأقدامُ والإحساسُ، مُدمّى الخواطرُ، وأطرقُ الأبوابَ، ولا تستجيبْ سِوى الأحزانُ، في المدى صريراً...
24/7/1997م
|
|
|
|
|
|