|
في تلك السنوات الحالكة الطويلة تحوّل لهفي على حريّة قومي إلى لهف على حريّة كلّ الناس
|
نيلسون مانديلا: أسرار محرجة للدول الغربية أريبيان بزنس
في الجمعة، 6 ديسمبر 2013
نيلسون مانديلا: أسرار محرجة للدول الغربية
قام عميل الاستخبارات الأمريكية ميلارد شيرلي بالتبليغ عن مكان نيلسون مانديلا، عقب قيام جاسوس هندي في حزب مانديلا بتبليغ شيرلي عن نية مانديلا التنقل عبر طريق محددة، فقامت قوات الفصل العنصري بعمل حاجز تفتيش على الطريق الذي سلكه مانديلا ليتم اعتقاله- بحسب جيرارد لودي وهو ضابط سابق في الاستخبارات الجنوب أفريقية وسجن مانديلا بعد وشاية السي آي إي 27 عاما.
تزعم بي بي سي أنه من غير المعروف كيف تم القبض على منديلا (في مقال نشر اليوم) رفم تقارير عديدة واعترافات من ضباط استخبارات عديدين بأن سي آي آي كانت وراء الوشاية به من خلال عملائها وجواسيس يعملون لصالحها ( مقال نشر اليوم باسم "ست حقائق غير معروفة عن مانديلا)
لم يكتفي عملاء سي آي إي مثل شيرلي بدعم نظام الابارتيد العنصري بل قاموا بتقديم سموم لاستخدامها ضد الأفارقة مثل تلويث قمصان قبل توزيعها على المتظاهرين بسموم (مثل حمض البروسيك prussic acid القاتل بتسببه بأزمة قلبية) تجعلهم يسقطون أرضا بانقباضات معوية مؤلمة فضلا عن وسائل أخرى وحشية في التعامل معهم إلى جانب سرقة التبرعات التي كانت ترسلها الدول والأفراد من حول العالم لاستخدامها لقمع الأفارقة.
رغم تآمر دول عديدة ضد السود في جنوب أفريقيا وتحالف كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكيان إسرائيل، مع نظام الفصل العنصري القائم في جنوب أفريقيا وقتها وتزويده بأدوات القمع والتعذيب والأسلحة والدعم الهائل، إلا أن مانديلا لم يحمل ضغينة ضد هذه الدول الغربية التي ظلت تصنفه على أنه شخص إرهابي حتى سنوات قليلة ماضية (كونداليسا رايس قامت بإزلة اسمه من قائمة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة !) مستندة بذلك للنظام العنصري ذاته في جنوب أفريقيا.
لكن مانديلا أذهل الجميع بتسامح فخرج دون أن يحمل حقدا ضد معذبيه ومضطهديه بل حقق مساواة شاملة في جنوب أفريقيا وكان الشخص الوحيد الذي وحّد كل شعب وقبائل جنوب أفريقيا على اختلاف أعمارهم وأعراقهم وديانتهم وتوجهاتهم السياسية رجالا ونساء.
لم يكن مانديلا يخشى قول الحقيقة وفي تصريحات تتجنبها وسائل الإعلام الغربية اليوم، إدانته للجرائم غير المسبوقة التي ارتكبتها الولايات المتحدة .ومطالبته كيان إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وأن النفط هو وراء شن جورج بوش حربه على العراق.
المخجل أن بعض أعضاء حزب المحافظين البريطاني وحتى العام 2006 كان يطبع يافطات تطالب بإعدام مانديلا، بل كان أعضاء في هذا الحزب ، وهو حزب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذاته يطالب بشنق مانديلا أو اغتياله لكن مانديلا الأفريقي الأسمر كان أرقى منهم بكثير فقد أعلن عن إنسانيته بأبلغ العبارات التي تشمل حرصه حتى على الأعداء بقوله عن سجنه: "في تلك السنوات الحالكة الطويلة تحوّل لهفي على حريّة قومي إلى لهف على حريّة كلّ الناس، البيض منهم والسود . لقد كنت أعلم علم اليقين أنّ حاجة الظالم إلى الحريّة أمسّ من حاجة المظلوم، فالذي يسلب إنساناً حرّيّته يصير هو نفسه أسيراً للكراهية والحقد، يعيش وراء قضبان التعصّب وضيق الأفق . فكيف لي أن أشعر بحقيقة الحريّة، وقد حرمت إنساناً آخر من حريّته؟ إنّ الظلم يسلب كلاً من الظالم والمظلوم حرّيّته"
.ترجمة محمد ميزر صحيفة الخليج .
|
|
|
|
|
|