معقولة بس كل الغنا الجميل ده والالحان العذبة دي والأداء المتقن هكذا كلها تتحول مع الايام الي فصول من النكد يعني الشاعر كان متفائل جدا لما قال بكرة يا قلبي الحزين تلقي السعادة ولما يجي بكرة يلقي النكد والعكننة والغلب!!
معقولة بس " او تذكري في الدجي الساهي حديثنا العذب" وقد تحول لصراخ ونعيق كنعيق البوم! .. واليد التي امتدت لتطوق عنقها بقلادة ذهبية ايام الهنا وقد امتدت الآن لتعصره حتي تسكت عن الحديث غير المباح .. واليد الرقيقة التي لامست يده يوما وفيها ريد بتعرفه ايده وقد امتدت الآن لتقذفه بالشبشب وده اقله لو ما لاقت مصيبة اتقل!.
والحديث الدقاق بضم الدال ايامها وقد تحول بعضه لنقنقنة وبعضه لبرطمة وبعضه لشتائم سرية والبعض الأخير لصمت رهيب! يا تري من السبب؟ هو؟ .. هي؟ .. الظروف؟.. الحياة الآلية المادية؟ .. أم أمكن السبب الحكومة؟.
واحد صاحبي زي ما بقول حسين خوجلي في حكاياته قال لي امكن نحن ما بنعرف نحب ولا امكن ما بنعرف نتعايش .. ما بنعرف نحب بمعني اعتقادنا بانه الحب ده مرحلة ما قبل الزواج اما ما بعد الزواج وبعد انقضاء شهر العسل فهو سنة كبيسة! يعني الزواج يصبح مثل الوظيفة الرجل بوظيفة زوج والمرأة بوظيفة زوجة يعني بعد رب الشعور ورب الجمال تصبح ربة منزل!! وما بنعرف نتعايش بمعني تقديم التنازلات من الطرفين وكل طرف عامل خالقها!
جدودنا زمان كانوا احسن حالاً .. بحبوا بعفوية وبعيشوا بعفوية والواحد يمكن يدبل ويعيشهم في بيت واحد زي الصاحبات يتفاني في اكرامهن ويتفننن في ارضائه.. أما الآن فواحدة تكفي وانت وحظك ولا هي وحظها زي البطيخة المقفولة ونادرا ما تطلع حمرا وحلوة مع بعض.
زي ما بقول الطيب صالح في رواياته جدودنا زمان كانوا بعافية أما الآن فأحفادهم بعافية شوية!! وجدودنا دي بتشمل الطرفين حبوباتنا وابوين اماتنا وابواتنا. كانوا متعلمين بغير فصول علمتهن الحياة وعلموها لأبنائهن وبناتهن اما ما يحدث الآن فمتعلمين اكاديميا وأميين في الحياة. وهذه الأمية تشمل الطرفين واو الجماعة ونون النسوة حتي لا أتهم بالتحيز فلا التأنيث لأسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة