التحية للرئيس سلفا...

Quote: يرتفع حاجب الدهشة عندك وأنت تتابع طائرة مقلة لبعثة الإتحاد الإفريقى تطير من مطار اديس ابابا مباشرة وتهبط فى مطار كادقلى عوضا عن الهبوط فى مطار الخرطوم .. محل السيادة .. أو حيث الرئيس ينوم ..وكرتى يحوم .. ولكن حاجبك يسقط من الدهشة حين يبرر لك مسئول بقوله أن المسافة بين اديس ابابا وكادقلى اقل بنحو نصف ساعة عن المسافة بين اديس ابابا والخرطوم .. ولا شىء غير ذلك .. وأن سيادة البلد فى الحفظ والصون .. فإن قلت لو كان فى ابيي مطار لذهب الوفد مباشرة الى هناك .. لما صدقوك .. ولئن قال قائل أن وفد الإتحاد الإفريقى غير معنى بإحترام سيادة السودان بقدرما هو معنى بإحترام مشاعر دينكا نقوك .. فيمتثل الحياد حتى فى مهبطه .. لكذبوك .. فهؤلاء لن يستبينوا النصح إلا ضحى الغد ..! إذن .. وصل وفد مجلس السلم والأمن الإفريقى الى مطار كادقلى صباح امس .. تحت سمع وبصر الحكومة طبعا .. وهو الوفد المكلف بزيارة ابيي .. المهمة المعلنة للوفد .. مخاطبة السكان مسيرية ودينكا وتهدئة الخواطر .. المهمة غير المعلنة .. أن تتزامن الزيارة مع الميقات الذى كان قد حدده الإتحاد الإفريقى لإجراء إستفتاء ابيي .. وهو اكتوبر 2013 .. وأن تتزامن كذلك مع خطوة دينكا نقوك بتنظيم إستفتاء أحادى فى المنطقة .. والترتيب الأول للزيارة قد فشل بعد إصرار الحكومة على تأجيلها .. ولسبب من هذا جاء بيان مجلس السلم والأمن الإفريقى شديد اللهجة والذى قلنا أن السفراء قد أصروا على كتابته بأنفسهم ضد رفض السودان زيارة الوفد فى ذلك الوقت .. عكس ما قال به وزير الخارجية من أن المجلس قد تفهم ..! والآن ووفد مجلس السلم والأمن الإفريقى بابيي .. هل سألت حكومة السودان نفسها .. ماذا يمكن أن تستفيد من هذه الزيارة .. ؟ حتى الثانية من ظهر امس كان الخير الفهيم رئيس اللجنة الإشرافية بلجنته .. يتحاوم .. فى الخرطوم .. مما يعنى أنه لم يكن طرفا فى ترتيبات أستقبال الوفد حين وصوله ابيي .. وإجتهدت حكومة جنوب كردفان فى إستقبال الوفد وإكرام وفادته وإبراز حكاية السيادة هذه .. ولما وصلت طائرة الفهيم الى كادقلى كان الوفد قد غادرها فى عجلة الى ابيي .. ولكن .. هل سألت حكومة السودان نفسها عن أجندة زيارة هذا الوفد للمنطقة .. ؟ من ستلتقى .. ولمن ستستمع ..؟ على سبيل المثال .. الوفد سيلتقى الإدارات المدنية والأهلية .. من الجانبين .. والوفد سيلتقى ممثلين رسميين على رأسهم ادوارد لينو .. وسيلتقى مثقفين .. على رأسهم دينق الور .. وسيلتقى منظمات مجتمع مدنى .. وترك الأمر مفتوحا ..دون تحديد .. ليتمكن من لقاء المنظمات الأجنبية .. التى تابعت إستفتاء ابيي ...!! ثم .. قبل كل هذا .. هل سأل سائل عن سر الإصرار على الزيارة .. والحماس لها ..؟ الآن دينكا نقوك تجاوزت مسألة المواقيت .. والآليات وجدل من يحق له التصويت .. وموفدوها وممثلوها الذين سيلتقون البعثة يحملون شيئا واحدا .. نتيجة إستفتاء ابيي .. صحيح إنه من طرف واحد .. ولكن الصحيح ايضا أن الطرف الثانى غائب .. ثم إن الإعترافات قد بدأت تترى .. بدأها مجلس الكنائس بالجنوب .. وكأن جهة ما هناك تريد أن تقول للخرطوم .. نحن ايضا نجيد توظيف الدين .. ودينق الور يلوح بجولة ولائية عبر برلمانات الولايات يحاصر بها سالفا كير .. أو .. ربما يكمل بها الدور المرسوم ..و كفاية وغيرها من المنظمات ومجموعات الضغط .. تبدأ الضغط وصولا للإعتراف .. أسوأ ما يمكن أن يحدث الآن .. أن يعترف الوفد بالإستفتاء أحادى الجانب .. وهذا ليس مزعجا .. بل المزعج هو التالى .. أن افضل ما يمكن أن يحدث هو تحديد موعد للإستفتاء وفق مقترح امبيكى .. لأن الخيار الثانى هو إعتبار السودان غير راغب فى .. وغير قادر على ..! أما الشىء الوحيد الذى يمكن أن يجعل كل ما قلناه هنا .. محض هواجس .. فهو إعلان الوفد صراحة أن إستفتاء دينكا نقوك باطل قانونا ولا حجية له سياسيا .. فإن لم يحدث هذا .. فانتظروا إعتراف الإتحاد الإفريقى بنتيجة إستفتاء ابيي عند اول منعطف ..!