ود الفحل الرائع عز الدين والذى عركته الأيام والسنوات وذادته لمعانا وبريقا والقا لا تخطئه العين نحى فيك الوفاء لمعشوقتك كبوشية وتحيتك الرائعة لشقيقك الدكتور الزين الرجل الذى عهدنا ومن زمن الطفولة رقيقا ومهذبا ربنا يخليكم لبعض مع خالص حبى وتحياتى .
منتدى الرأي سليم بيه مطر: ضابط نوباوي من كبوشية بدر الدين حامد الهاشمي من تاريخ ما أهمله التاريخ سليم بيه مطر: ضابط في جيش أمين باشا في مديرية الاستوائية بقلم: بروفسير إبراهيم الزين صغيرون ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي تقديم: ورد هذا المقال في مجلة الدراسات السودانية في عددها مارس 2009 عن سليم بيه مطر و هو ضابط سوداني، عمل في جيش أمين باشا في مديرية الاستوائية، و عن أعمال هذا الضابط الكبير في أعقاب قيام الثورة المهدية و إلي حين انضمامه إلي الخدمة تحت إمرة الرائد ليوقارد في القوة التابعة للشركة الإمبريالية البريطانية في شرق أفريقيا في عام 1891. و السطور التالية ترجمة لبعض ما جاء في ذلك المقال. أحدث قيام الثورة المهدية في السودان آثارا هامة علي مديرية الاستوائية، و خاصة علي الحاميات السودانية المتواجدة شمال بحيرة ألبرت في المناطق الشمالية ليوغندا المعاصرة. عين المهدي كرم الله محمد كرقساوي كأمير لبحر الغزال، و بعث به جنوبا علي رأس جيش مكون من بضع آلاف للاستيلاء علي مديريتي ليبتون و الاستوائية. حملت مسيرة جيش كرم الله في خلال عبورها جنوبا الكثير من جنود حامية ليبتون علي في التمرد و العصيان و الهرب، و كسب جنود المهدي جانب الدينكا و الذين كان ليبتون قد دخل مهم في صراعات و حروب. كتب أمين باشا في آخر رسائله لليبتون ما يلي: " لقد كاد الأمر أن ينتهي بالنسبة لي هنا. لقد انضم كل فرد هنا للمهدي و جيشه سوف يسيطر علي كامل المديرية خلال يوم أو يومين... إن ما بين 8000 و 10000 من الرجال المسلحين جيدا في طريقهم إليك، فخذ حذرك!" عندما سمع أمين باشا بسقوط أمادي في مارس من عام 1885 قرر الانسحاب جنوبا حيث يمكنه الإتصال بمصر عن طريق زنجبار. بيد أن حاميتاه لم تتحمسا لهذا القرار بل عارضتاه صراحة. و رغم وصول إنذار و تحذير قوي من الأمير المهدوي كرم الله كرقساوي، فقد رفض جنود أمين التحرك جنوبا مع عائلاتهم و عدوا فكرة فتح قناة اتصال بمصر عن طريق زنجبار فكرة خيالية لا يمكن الركون إليها أو حتى تصديقها. كانوا لا يصدقون أن هنالك طريقا للقاهرة غير الاتجاه شمالا عن طريق الخرطوم. ظل جنود حاميات الخديوي في الاستوائية، و بعد مرور سنوات طويلة علي سقوط الخرطوم علي إيمان عميق لا يتطرق إليه شك في أن السلطة في الخرطوم ما تزال بيد حكومة خديوي مصر، و أن تلك الحكومة لن تتخلي عنهم أبدا. لم تكن القوات السودانية في الاستوائية تحت إمرة أمين باشا قد سمعت أبدا بقيام الثورة المهدية و لا أسباب قيامها. و كتب باسيلي باكتور في ذلك ما نصه: "عندما طرق مسامع جنود حاميات الاستوائية نبأ جيش المهدي حسبوا أن الأمر أمر سياسي لا دخل للدين به، و أن الجنود السود لم يشاركوا أبدا في تلك الحرب، بل كانوا يقولون أن المهدي رجل منتحل دعي، و إن تجرأ و هاجم الاستوائية فسوف يحاربونه بإسم حكومة الخديوي". و لكن ما أن حل عام 1888 حتى بدأ موقف أمين باشا في التدهور السريع، خاصة بعد وصول بعثة ستانلي لإنقاذه. لقد تم – و بصورة متكررة- تجاهل أوامره و ظل يتلقي أنباء متضاربة من مصر فشل في جعل جنوده السودانيين يصدقونها رغم كونهم شديدي الإخلاص لأفندينا (الخديوي). و من عجب أن ذلك الولاء المطلق للخديوي كان سائدا بين الجنود السودانيين الذين لم يروا مصر أصلا، أكثر من ما هو حادث بين المصريين أنفسهم. كان الجنود السودانيين يعتبرون الخديوي شخصا لا يمكن الوصول لمقامه العالي " مثل رجل فوق السحاب"! كتب أحدهم عن ذلك الأمر ما يلي: " لقد تم إفهامهم أن الخديوي هو سلطانهم الأوحد، وأن العلم الخفاق الذي به يفتخرون عند كل مناسبة إنما هو علمه. بيد أنه كان شخصية أسطورية يبعث لهم بين فينة و أخري كلمات طيبة.و خلال السنوات الماضية الطويلة لم يساعدهم أبدا بل لم يبعث لهم حتي برواتبهم". تمرد حاميات الاستوائية ضد أمين باشا: بدا استانلي و جيفسون من بين ضباط أمين باشا كعملاء أوربيين يحيكون مؤامرة إنجليزية تستهدف – ضمن ما تستهدفه- أمين نفسه. لم تكن من ضمن أهدافهما بالطبع مصالح الخديوي و لا مصالح الحاميات نفسها. بدا أنهما يهدفان لإخلاء المديرية و بيع الجنود السودانيين كعبيد للإنجليز. كان هؤلاء الجنود يرفضون رفضا باتا تصديق أن الحكومة المصرية يمكن أن يخطر ببالها إخلاء الاستوائية، و يعدون أمين باشا "خائنا" للخديوي. كان توجس الجنود السودانيين من بيعهم كعبيد للإنجليز يعكس الجو السائد للمجتمع الإسلامي آنذاك في مقابل القوة المسيحية الغالبة. كان من ضمن الضباط السودانيين المتمردين سليمان آغا و فضل المولي الذي كان قد تحالف و تعاون مع الحاميات المنسية في الشرق مثل فابو و فاتيكو و دعاها إلي "مقاومة المسيحيين" و منع "الشرور التي ينتوي أمين باشا إطلاق عقالها في المديرية". كان أغلب أتباع فضل المولي من الذين تمردوا علي أمين باشا و عارضوا رغبته في الانسحاب من الاستوائية، بل و صرحوا أنهم يفضلون الإستسلام للمهدي علي أن يستسلموا "للانجليز الكفار". نجح فضل المولي و جنده أخيرا في استمالة السواد الأعظم من قوات أمين باشا و استولي علي ذخيرة وافرة و عتاد كثير و ترك موقعه في وادي لاي و تحصن بالجبال. و من بعد ذلك دخل في مفاوضات مع الضباط البلجيك في حملة فان كيرك هوفن و مع قادة المهدية قبل أن يقتل في مناوشات دارت حول وادي لاي في يناير من عام 1894. سليم بيه مطر: كان سليم بيه مطر واحدا من أشهر الضباط السودانيين في الربع الأخير من القرن التاسع عشر في الاستوائية و يوغندا و أكثرهم احتراما.كان هو قائد الجنود السودانيين عندما تم توقيع أتفاق مع الرائد ليوقارد لإلحاق الجنود السودانيين بالقوة التابعة للشركة الإمبريالية البريطانية في شرق أفريقيا. جعلت الصفات الشخصية الحميدة و الكفاءة العسكرية المميزة سليم بيه هو بلا منازع القائد الأوحد للسودانيين بيوغندا،و لعب الرجل فيما أقبل من أيام دورا هاما جدا في الاستوائية و في تاريخ المسلمين في يوغندا كذلك. ورد تقرير للمخابرات محفوظ في دار الوثائق المركزية يفيد بوصول إحدى عشر ضابطا و ضابط صف و عائلاتهم إلي القاهرة عن طريق مومبسا قادمين من الاستوائية في يونيو من عام 1892. حوي ذلك التقرير بعض المعلومات الهامة عن سيرة سليم بيه مطر. جاء في ذلك التقرير أن " سليم من أبناء جبال النوبة (جنوبي كردفان)، و مولود في كبوشية في مديرية بربر. عمل والده (و اسمه مطر) كشاويش (جاويش) في جيش محمد علي باشا". عمل سليم مطر في خدمة جيش إبراهيم باشا إلي أن بلغ رتبة "أمباشي" (عريف)، ثم نقل إلي التاكا (في المديرية الشرقية للسودان المصري)، و عاد بعد فترة عمله هنالك إلي القاهرة و التي انتقل منها للخرطوم. ظل مكان سليم بعد مغادرته الخرطوم لغزا لم يحل بعد. جاء في تقرير الاستخبارات ما يلي: "شاهد أحد المخبرين سليم مطر في الاستوائية و هو برتبة اليوزباشي (المقدم)، و التحق ذلك المخبر بنفس الشركة التي جند سليم بيه للعمل بها إلي أن ترقي الأخير إلي رتبة قائمقام (عقيد). اتخذ سليم له زوجتين مصريتين و لم يخلف أطفالا غير بنتا واحدة تقيم الآن في القاهرة. كانت زوجتاه تقيمان معه في الاستوائية ، وولدت له إحداهن بنتا لم تعش طويلا. أورد هذه المعلومات الشاويش عثمان جابر". سليم بيه مطر في نظر معاصريه من الأوربيين في الاستوائية: كان صفات سليم بيه الشخصية موضع إعجاب الكثير من الأوربيين الذين زاروا الاستوائية بصفات متباينة و ذرائع مختلفة، و كانوا يسبغون عليه أنبل الصفات و أكرم الخلال. وصف القس سي تي ويلسون أحد أعضاء الجمعية التبشيرية الكنسية سليم بيه عندما التقاه و هو يعمل كمدير و قائد لنقطة عسكرية في كودج، و وصفه بأنه: " رجل هادئ الطبع و شديد التدين، إذ لا تكاد تراه إلا و هو يصلي". و وصفه قس آخر هو القس ر.و. فليكن عندما لقيه كحاكم لميرلي (عندما كان غوردون حاكما لمديرية الاستوائية) بذات الصفات و بذات الكلمات... وصفه بأنه "هادئ الطباع و شديد التدين". وصف أ. جيفسون احد الضباط الأوربيين العاملين مع أمين باشا سليم بيه بأنه رجل سوداني عظيم، طيب القلب، ضخم الجثة، عريض المنكبي، يفوق طوله الستة أقدام. ووصف الرائد ليوقارد سليم باشا بأنه: " رجل ذو شخصية عظيمة لم يقارب في حياته خمرا و لم يدخن تبغا أبدا. كان رجلا ذا عزيمة ماضية، و يشهد علي ذلك الخط المستقل الذي اختطه لنفسه عندما ادلهمت الأمور في السودان و اضطربت الأوضاع في السنوات القليلة الفائتة مع أمين باشا". و في رسالة خاصة كتبها الرائد ويليامز للرائد ليوقارد ورد ذكر سليم بيه حيث كتب يقول: " لطالما وجدت سليم بيه رجلا مستقيما لين الجانب دمث الأخلاق... أما عن الرجال ... هم سندنا و قوتنا... و بوغاندا تعلم ذلك جيدا. ما من أحد غيري يمكنه الحكم علي هؤلاء الرجال ...". مقابلة سليم بيه الأولي مع الرائد ليوقارد قائد القوة التابعة للشركة الإمبريالية البريطانية في شرق أفريقيا في 1891. كان سليم بيه هو الضابط الكبير الوحيد الذي بقي علي اتصال مع أمين باشا و كان يرغب في أن ينضم له في رحلة مغادرته للبلاد عند رجوع حملة استانلي لإنقاذ أمين. و بهذا عزل سليم بيه عن موقعه كقائد في جيش أمين باشا، و ترك فراغا تبرع فضل المولي بملئه، حيث رقي نفسه لرتبة بيه! كان من أهداف سليم بيه و صحبه أن يقضوا في وادي لاي أطول فترة ممكنة لترتيب أوضاعهم و أمور عوائلهم قبل أن يلحقوا بإستانلي و ينسحبوا من الاستوائية في رفقة تلك الحملة الإنقاذية. وصلت رسالة إلي كفالس يوم 26 مارس من عام 1889 من سليم بيه جاء فيها أنه يجد السعي في إخلاء الاستوائية كما قد وعد، بيد أنه يجابه مصاعب جمة في هذا الأمر. عند وصول تلك الرسالة سليم بيه أخبر أمين باشا ستانلي أنه ليس بإمكان سليم بيه عمليا إنجاز الإخلاء قبل العاشر من إبريل (و هو اليوم الذي عزم فيه استانلي علي بدء رحلة العودة) و رجاه تمديد ذلك الموعد المضروب. لم يستجب استانلي و رفقاؤه من الضباط الأوربيين لذلك الرجاء إذ كانوا شديدي الريبة من أمين باشا و جنوده و أصروا علي بدء الحملة في موعدها المضروب في العاشر من أبريل متجهين نحو الساحل سواء ألحق بهم سليم بيه و رفاقه في كفالس أم لا. و في وداي لاي كان موقف سليم بيه آخذا في التدهور السريع، خاصة مع ما جري من موقف فضل الله مما سبقت الإشارة إليه. بدأ سليم بيه و معه نحو مائتين من الضباط و الجنود و الكتبة في الانسحاب إلي ميسوا، و هنالك بلغهم أن ستانلي قد بدأ فعلا في رحلة إخلاء الاستوائية. و في يوم 22 ابريل كتب سليم بيه رسالة إلي ستانلي يرجوه فيها أن ينتظر مقدمه و من معه، بيد أن استانلي رد عليه بالقول بأنه لن يفعل، لكنه طمأنه بأنه بعد أن يعبر نهر سميليكي فإنه سيبطيء الخطو قليلا ليمكن سليم بيه و جماعته من اللحاق بحملته إن كان جادا بالفعل في مرافقة الحملة و الخروج من جنوب السودان. كانت تلك هي الرسالة الأخيرة التي تبادلها الرجلان. سليم بيه و انضمام جنود أمين باشا للقوة التابعة للشركة الإمبريالية البريطانية في شرق أفريقيا في يوغندا (1891): كان لرد ستانلي أثرا سالبا علي سليم بيه إذ وضعه في موقف عصيب و بالغ الحرج. كان يفتقد للذخيرة، و لهذا السبب لم يغامر بالسير مع رفاقه و عائلاتهم نحو حملة ستانلي، خاصة و أن استانلي و جنوده كانوا قد كسبوا عداوة الأهالي بسبب النهب و التخريب الذي أحدثوه خلال عبورهم لقري أولئك الأهالي. و لم يكن بوسع سليم بيه العودة لموقعه القديم في وادي لاي بسبب وقوعها في فضل المولي و جنوده. لم يجد سليم خيارا غير أن يمكث هو و نحو تسعين من جنوده مع نسائهم و أطفالهم في كفالس. كان أول ما فعله سليم بيه في كفالس هو رفع العلم المصري و انتظار الفرج الآتي من الساحل. ثم تقاطر عليه من بعد ذلك في كفالس العديد من الرجال الذين هجروا مديرية الاستوائية. و في أغسطس من عام 1891 وصل الرائد لوجارد إلي كفالس، و لم يملك إلا أن يبدي إعجابا شديدا بسليم بيه و حاميته و رجاله المخلصين. أبدي الرائد لوجارد أسفه البالغ علي خذلان حملة استانلي لسليم بيه و كتب قائلا: " أن القلب لينفطر حزنا عندما يري هؤلاء الجنود المخلصين لدرجة التعصب لعلمهم و للخديوي و هم يعانون من الجروح و الجوع و الخوف... لقد اشتعلت رؤوس بعضهم شيبا، و نشفت جلودهم و هم في عزلة قاسية في قلب أفريقيا. أنني أحمد الله كثيرا أن قيض لي إنقاذ هؤلاء التعساء، و أحمده كذلك أن خصني بالحصول علي جنود ممتازين للعمل في القوة التابعة للشركة الإمبريالية البريطانية". رحب سليم بيه و رجاله بالرائد ليوجارد، بيد أنهم ترددوا في بادئ الأمر في الانضمام لتلك الشركة إذ أنهم ما زالوا مخلصين للخديوي. أقنعهم ليوجارد بأنه سيؤمن موافقة الخديوي، و كتب رسالة إلي الخديوي طالبا موافقته علي ضم جنود سليم بيه لقوات الشركة، و أشاد في الرسالة بإخلاص أولئك الرجال للخديوي، و ذكره بالصداقة القوية و التاريخية بين الخديوي و بين الإنجليز. علي اثر ذلك وافق سليم و جنوده علي السير مع الرائد ليوجارد نحو يوغندا. كان عدد الذين رافقوا الرائد ليوجارد من رجال سليم بيه من كفالس إلي يوغندا كالتالي: عدد الرجال 2085 عدد النساء 3065 عدد البنات 1484 عدد الأولاد 1358 المفقودين 14 المجموع 8006 أقام الرائد ليوجارد سلسة نقاط علي بعد مسيرة يومين من بعضها و جعل أغلب الرجال و عوائلهم يقيمون في تلك النقاط و التي كانت تحت إمرة الضباط الإنجليز.و في عام 1895 و مع بلوغ عدد من الأطفال سن الجندية بلغ عدد تلك النقاط سبعة عشر مبثوثة في بوغاندا و تورو و بودو و بوسوقا و أسماها البريطانيون "بنادق يوغندا". كان للتوطين النهائي لهذه القوات في أجزاء مختلفة من يوغندا أثارا عظيمة و نتائجا بالغة الأهمية في تاريخ يوغندا الحديث و المعاصر من الناحية السياسية و الاجتماعية. في هذا الأثناء لقي سليم بيه ربه في يوم 20 أغسطس من عام 1893. نقلا عن الأحداث ، ،،،، *** المصدر:- منتدي الراي ، بدر الدين حامد الهاشمي ،
قراءة ليست نقدية في كتابات القاصة إخلاص كبوشية ،،،
افتراضي قراءة ليست نقدية في كتابات القاصة إخلاص كبوشية
( 1 )
مدخل : هي سلسلة من القراءات في كتابات القاصة إخلاص كبوشية وكنت قد شاركت بها الإخوة والأعضاء في بعض المجموعات التي تهتم بالقصة على المواقع الأسفيرية لاسيما (مشاهد وقصص قصيرة جداً ) ولمؤسسها الأستاذ القاص فيصل عباس و للقاص دهب إبراهيم والأستاذة سارا عبدالمنعم ، كل التجلة والاحترام والتقدير لما قدموه من جهد لأعضاء المجموعة . كتبتها تحت عنوان ( قراءة ليست نقدية في كتابات إخلاص كبوشية ) وعندما سألني البعض لماذا ليست نقدية ؟ اوضحت لهم بأن ( النقد ) مفردة ضخمة لما تحمله من ثقافة ولاتكتفي بالموهبة والقدرة على القراءة فقط ، وإنما لابد أن تكون مصحوبة ( بالتخصص الأكاديمي ) لهذا نشرتها قراءة ليست نقدية ، وآمل أن أكون قد وفقت في قراءتي لـ ( أقاصيص ) الأستاذة إخلاص كبوشية .
***************** القارئ المتأمل لكتابات هذه الرائعة يجدها ترتكز على تجاربها الخاصة .. ومنها تنطلق في سرد حكاياتها بأسلوب أنيق كأنها تحدث عن ذكرياتها ، أو كأنها تكتب مذكراتها ،اعتقد هذا سرّ توهجها .. والكاتبة لا تجنح الى الخيال إلا فيما يخدم واقعها الشخصي لا واقع أبطالها ، هذه حقيقة ألتمستها من بين سطورها وهي تعاني دوافع الإبداع ، أو بواعثه التي نجدها حاضرة في كل مشهد من قصصها ، ألا وهي المرض ، السفر ، الرحيل ، الموت الذي يتوارى خلف ستارة الغد.. كما إنها لا تغفل عامل الفقر الذي يلحظه القارئ بين كلماتها.. تأملوا هذا النص *** وهوى علي نبأ كــنيزك ضخم ،مندفعاً من أقصى سماء ،تصدعت عزيمتي ،وتداعى جسدي أشلاء ،مبعثرة مسلوبة الروح يا أملي هلام أنا .. من قال أن نكبات الدهر تزيدني قوة ؟؟ نجدها تسأل في ضعف الأنثى ذاك الضعف الذي منه تستمد قوتها ، وبحصافة لا تخبر القارئ عن مضمون النبأ وبهذا تلهب فكر القارئ ليتساءل وتجيبه بأن الخبر هنا هو العلم الذي لاينفع والجهل الذي لا يضر ! ليشاركها فداحة الخبر كل على مايراه صادماً له .. ولعمري حسب ماقرأت لها لا يخرج عن ألوان البعاد . وفي أقصوصتها عندما شب الحريق نراها ربة المنزل الصابرة التي تبني مع زوجها عش الزوجية ، ليصدمها بزواجه من امرأة أخرى وببراعتها المعهودة في الحكي تخبرنا كيف شب الحريق حتى تقف أمام القاضي كأنها بذلك تخاطب المجتمع في شخص القاضي . ** سيدي أنا لم أشعل هكذا حريق أردت فقط حرق بعض الأوراق التي لا أرغب فيها فأمتدت النيران لتمسك طرف ذلك الشرشف ..وحين شب الحريق حتى أولادي لم افتقدهم كان وجهه يملأ ذاكرتي وصوته يسد مسام تفكيري .. ليس هنا فقط تصطدم بخيانة الطرف الآخر وهي الأم المكافحة مع زوجها .. نجدها في رائعتها ( رحلةالخوف ) التي تستهلها بــــ ** ليست المرة الأولى التي اسافر فيها على متن طائرة ..... الى أن تخبرنا عن إحساسها قائله : اتخذت مقعدي وبصعوبة بالغة تمكنت يداي المرتجفتان من ربط الحزام ثم أطمأننت على أولادي ، أحزمتهم مربوطة بإحكام مسحت على رأس ( محمد ) وتحسست يداي وجه ( نور ) وضممت ( رنا ) لحضني وآثرت أن أبقى أنا حيث أمي المسنة وأبي المريض ! لا حظوا معي حجم المعاناة التي تتوارد لهذه الكاتبة وهي تعيش حلم ليلة الأمس ، لتأخذنا الى حوادث سقوط الطائرات ومرض ( الفوبيا ) بأسلوب درامي شيق وتصعد بنا الى قمة الروعة وهي تجسد لنا انشطار أطفالها في حلمها ليلة الأمس .. حتى تهبط بنا على مدرج أنفاسنا المتقطعة .. وتحط على أرض الواقع ، لنغادر برفقتها صالة المطار .. ونلتفت خلفنا ولم تنفجر الطائرة بعد ! لنتهم بطلتنا بأضغاث أحلامها .. لتدهشنا في خاتمة الحكي بأن زوجها تزوج عليها من امرأة أخرى وهكذا تحقق حلمها .. وثمة مقارنة بسيطة هنا. كفاح الأم وتضحيتها حاضرة في القصتين والعامل المشترك هو هاجس الخيانة التي سطرته لنا بمنتهى الروعة والجمال . حتى لانذهب بعيداً عن هذا المحور .. تحكي لنا متسائلة ** أين غاب ضميري ؟ هكذا بشفافية بدأت تخطط لحماية حياتها الخاصة حتى نحسبها أنا وأنت القانونية الضليعة ، وبدهاء الأنثى التي ترتهن الى عاطفة الأنثى الماكرة رغم صحوة ضمير بدأت بها قصتها هكذا هي دائماً القاصة إخلاص كبوشية تكتب وضميرها ( يقظ ) هل نضيف هاجس الخيانة الى العوامل التي ترتكز عليها كتاباتها ؟ أنا شخصياً لا أضيفها فهي عنصر من عناصر الرحيل والبعاد .
( أين غاب ضميري ) أين غاب ضميري وأنا أعدّ ذلك المخطط المدروس وكيف استطعتُ إقناع نفسي أن ما أقوم به هو حقي المشروع ؟ كيف تسنى لي أن لا أحكم بالقسط وأنا التي أقف في منصة العدل كل صباح ها أنا الآن أقف في مواجهة شرف مهنتي .. أنا القانونية الضليعة قمت بتوظيف ذاكرتي المهنية المعبأة بكل أشكال الجريمة وأدواتها لأجل أن أحيك تلك المؤامرة القذرة ...لا أستطيع أن أمحو من ذاكرتي تفاصيل ماقمتُ به من تدبير مقيت ..لكني كنتُ مظلومة ومقهورة أشد القهر ولم يكن هين علي أن أنسى يده التي ارتفعت في الهواء عاليا وهوت على خدي صفعة مدوية تردد صداها في أرجاء روحي عاصفا بأعوام ثلاث من العشرة الكريمة . (حاتم) الخلوق يرتفع صوته في وجهي بأقذع السباب ! (حاتم) حبيبي الذي مارفض لي طلب يوما يمنعني الذهاب لعملي ! (حاتم) زوجي يصف حياته معي بالتابعية المذلّة ثم يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يكون بعد اليوم زوجا لـ (الست)!! كنا كما أسعد زوجين في الوجود .. بيننا قدر من التفاهم لايستهان به ورصيد زاخر من الحب والوداد .. ندوزن إيقاع حياتنا بتمام الانسجام .. أتفقنا على تأجيل الإنجاب حتى أكمل دراستي العليا .. كان حاتم بجانبي طيلة تلك السنوات داعما ومساندا بوقته وماله وطيب أخلاقه حتى غدوت (محامية) لها اسم رنان وحضور باذخ في أروقة المحاكم .. كنتُ مصدر فخر لحاتم الذي مافتئ يشجعني ويدفع بي في دروب النجاح .. لم أكن احتاج أن أصرح برغبة أو أمنية أو طلب ..كان حاتم يفهم من عينيّ ما أريد .. وكما (مارد المصباح ) كان يلبي رغباتي ويجتهد في إرضائي ..لم يعرف الخلاف طريقا إلي حياتنا حتى تلك اللحظة المشئومة حين أستحال (حاتم) وحشا كاسرا .. وجها غريبا ألتقيه للمرة الاولى ! فكرت بادئ الرأي ان أحزم حقائبي واتجه بيت أهلي .. ولكن .. لست أنا تلك المرأة ..ألهمني حدسي الذي لايكذب أن وراء الأمر وشاية ما .. كيد ما وتعالى داخلي صوت الإنتقام .. توقفت عن استقبال القضايا شهرا كاملا وكرست جهدي لقضية عمري..وبذاكرة متقدة طفقت استعيد كل ماسبق تلك الصفعة من شواهد..كانت أصابع الإتهام تشير - بكامل الثقة- الى (هادية) شقيقة زوجي .. لم نكن على وفاق وكثيرا ماكانت تتهكم وهي تنادي أخاها في حضوري يا (خاتم).. وحين تجمعت عندي الأدلة استيقظت داخلي تلك النمرة الشرسة مجروحة الكرامة و ...إنتقمت لنفسي .. سيناريو كامل الإخراج مع رسالة قصيرة في جوال زوج (هادية) ..كان ذلك كفيلا في إشعال النار في دارهما وقطع حبال الودّ الثلاث بينهما.
بعد أن رافقنا المتهمة البريئة والجانئة مع سبق الإصرار والترصد تعالوا معاً الى الطبيبة والمريضة التي استخدمت ضمير المتكلم في الحالتين حتى يخال إليك أنها الطبيبة التي تعاني من مرض هي متخصصة فيه ! أي أن الطبيبة والمريضة هما ذات الشخصية ولا غرابة في هذا طالما الرائعة إخلاص كبوشيه تتقمص شخصياتها . ** المسؤول الكبير جداً عندما اجريت له تلك الجراحة استغرق عشرَ ساعات كاملة ذلك لأني حين شققت بطنه لإزالة الزائدة الدودية احتجت أن أزيل ثلاث بنايات سكنية ومتجرين وطريق الأسفلت الجديد . هذا من الحكي الذي أجزم أنها كتبته بروح الفكاهة رغم مايعتريها من ألم سببه غياب ضمير ديناصورات الفساد ، واستخدامها لمفردة ( شققت ) فهي تعني بها ماتعني ، فقط علينا أن نقرأ روح القاصة وهي تكتب ! وأذكر أنني علقت على هذا الحكي كغير عادتي قائلاً ( الله يأذى مرضاك كمان وكمان ! ) وماذا نعمل؟ ومع إخلاص نرتاد غير المعتاد . أليست هي من كتبت نص ** كل الحيوانات تسحب ذيولها خلفها ، إلا حاكمنا تسحبه الذيول . جميل أن تنتقي هذه المفردات وهي تحدث عن منظومة الفساد ، وهذا اعتبره من الحكي الذي يحمل الوطن في حدقات العيون ، ويخبرنا جهراً بأن الكاتبة إخلاص كبوشيه ( بــت بــلــد ) رغم هجرتها خارج الوطن ، وقولي هذا يؤكده سردها المتفرّد وهي مشتاقة للوطن . ** فرحت جداً حين وصلتني تلك الدعوة ، حفل يجمع أبناء وطني ، سأخفف مابيّ من شجن عبأت شوقي وانطلقت هناك جلست بينهم مبتهجة كالأطفال لكني انتبهت سريعاً أن وجوههم مسخاً مشوهاً وأن لساني لا يتقن لغتهم حملت غربتي في داخلي وأنصرفت . ألم أقل إنها ( بت بلد ) وهي المشتاقة التي أرادت الاحتفاء بوطنها .. لتصطدم مجدداً بجدار الغربة وتداعياتها في نفوس أبناء الوطن الواحد ، ليصبحوا غرباء عن بعضهم وهنا تمارس براعتها المحببة تترك للقارئ حرية التصور والبحث عن تلك الأسباب التي لم تفصح عنها ، ربما حزناً أو إلتزامها تجاه وطنها جعلها تبكيه فقط دون أن تذكر لنا الأسباب وفي رحاب الوطن وألقها المستمر تحكي عن ( جـــون ) ذاك الأبنوسي الفارع بلون القهوة والباباي الذي يثمن فتاة ( الـــــنـــيـــــــــل ) ببضع بقرات أحسبهن ( عـــــجــــــــاف ) ليرقص على نغمة ( الربابة ) إن جاز لي التحوير قليلاً ! الكاتبة قالت ( الطنبور ) وهي أرادت ( الطمبور ) نعم هكذا بالميم ، لأن فن الطنبور أندثر مع بدايات أغنية الحقيبة _ ماعلينا _ نرجع الى جون وفتاة النيل لينجبا ( الحلوة جوليت ) رغم ثقافة الكاتبة وتناولها للقضية من منظار المثقف الذي لم ( يهتدي بعد ) تدفع بطلتها ( خـــاطــفــة الـــشـــكــلــيــن ) دفعاً لتُركبها القطار المتجه شمالاً .. ويحيى البحاري يتمنى أن يكون مقصدها القاهرة وليست الخرطوم . رغم اختلافنا معها هنا إلا أنني أطربني الحكي وبراعته . دعونا نتأملها قليلاً وهي يحدوها الحنين الى القرية المعطاء لكل شيء دون ( نيوجرسي ) التي قالت عنها الكاتبة في إحدى مداخلاتها إنها تمنح كل شيء عدى الأنس وهي تتوق الى الجدة ( الفريع ) التي تترنم بذاك الحدو الحنين الذي يغري على ( نقر الأصابع )
رحم الله ( الفريع ) رمز الأصالة هذا دعاءنا كما توقفت الكاتبة وترحمت عليها ببراعة لم تفسد عليها السرد وجماله .. وهي تتنزه بنا في سياحة عبر نافذة الغرفة 29 مستشفى ميدولاندز وهي تجوب الغرفة جيئة وذهابا .. لنقف قليلاً ليس للمقارنة وإنما للتأكيد ! ** كان صحافياً جريئاً ينادي بــ ( حرية المرأة ) كنت أسيرة حرفه أحبني أحببته تزوجنا صرت أسيرة بيته ولازال هو صحافياً جريئاً ينادي بحرية المرأة . ومابين طلب الخبيرة الفريع أن لا تذهب الى السوق ومابين صحفي قضية اللاقضية تبتهل البطلة ولا أقول الكاتبة وهذا هو الأسر المحبب للأنثى التي يعجبها أن تكون أسيرة لمن تحب تعالوا نستمع إليها وهي تصرخ غاضبة : 1/ عشرة أعوام وأنا أضن على أهلي بتكلفة رؤيتهم 2/ عشرة أعوام وأنا أكسو أولادي في مواسم الأعياد فقط 3/ عشرة أعوام وأنا أترقب حلم الرجوع 4/ أنا أرابض معك في هذه الغربة الكريهة ** ليس أخيراً يمكننا أن نقول القاصة إخلاص كبوشيه تكتب بإخلاص وهي قادرة على تقمص شخصياتها . ،،،، *** المصدر :- منتديات الراكوبة ، Yahia Elbhary،،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عزالدين عباس الفحل
Emad Ahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست