وراءَ كلِّ مُحتالٍ مُحتالةٌ عظيمة !

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2013, 01:06 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وراءَ كلِّ مُحتالٍ مُحتالةٌ عظيمة !

    وراءَ كلِّ مُحتالٍ مُحتالةٌ عظيمة !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    يُدعى عبد الحليم ..اسمه التجاري (عبد الحليم لَحْسة) .. معروفٌ عنه أنَّه يعمل في سمْسرة الأراضي غير المُسجَّلة حكوميَّاً ..من أٌقواله المأثورة : (مَسْحة شَنَبْ بدون تعب خيرٌ من الكسب الصعب ) و ( شهادة البحث يوم البعث ) و ( بيت الحيازة ولا عنق القزازة ) و ( ركِّب عودَك في كُلْ بيعة وانسى وعودك ) .. غير أنَّ هذه الحرْفة جعلتْه يزجُّ بنفسه بين أيِّ بائعٍ ومُشتري لأيِّ سلعةٍ كانت ، ولا يهمُّ إطلاقاً إن كان قد رآها أو لم يَرَها أو سمع بها حتى ..كلُّ ما يهمّه أن تتمَّ المُبايعة على أيَّةِ حال فيأخذ عندها عمولته (مسحة الشنَب) من البائع والمُشتري كُلٍّ على حِدَة مثلما كان يأخذ بيدِ هذا – أثناء المُساومة – وينتحي به جانباً ليهمسَ في أُذنه ناصحاً بعدم تفويت الفُرصة ومُشجِّعاً على عدم التردُّد ..ثم يعود ويأخذ بيدِ ذاك ليوسوس مقرِّظاً المعروض ومُباركاً الفُرْصة التي لا تُعوَّض!
    تقول رواياتُ أهلِ حَيِّنـا المقطوعة السَّنَد أنَّ ( عبد الحليم لحْسة) أوَّل ما قَدِم إليهم كان يعمل سقّاء على متْن عربة (كارّو ) ذات برميل واحد يجرُّها حمارٌ (ديراي ) لا يكلّ ولا يملّ رُغم سلْسلة الدَّبَر الجبليَّة الممتدَّة على ظهره و رغم الأرجُل (المكلْوجة) والنهيق الواهن الخفيت ! وعند كلِّ مساءٍ يربط حماره هذا في فُسحةٍ بين الدور بالقرب من طاحونة ، فيعلفع (البُتَّاب) وما تيسَّر من سقط الذرة وبعض القصب ..ثم لا يلبث رويداً رويداً حتى أقام منزله – شبه المُكتمل حالياً – مُستعياً بأكوام التراب المتناثرة أو أنقاض الجُدُر والحيطان في القطع السكنية الخالية أصلاً أو غادرها أهلها بعد قوَّضتْها الأمطار واجتاحتها السيول !
    وقيل عندما طالبتْه لجنة تنظيم القرى و المُدُن - لا حقاً – بما يُثبت أحقِيَّته للبيت ؛ أمرهم أن يحفروا الأرضَ إلى عمق عشرة أمتار فقط لا غير ، فإن لم يجدوا روث بهائم جدِّه (الحلمان) الغابرة ؛ فيمكنهم – عندئذٍ – نزع العقار وتسليمه إلى (مقطوع الطاري ) في إشارة منه إلى مُنازِعه في المِلْكيَّة وإن شئتَ الدقَّة إلى مالك القطعة الحقيقي ! بعدها سيضحك (عبد الحليم) حتى تسيل دموعه ليقول ساعلاً : (الدَّقْسة معاها اللحْسة يا عمَّك ) في مُباهاةٍ وافتخار بمُكْره وخبثه ومعرفته بقوانين الأرض الحيازة ، وما اكتسبه من معارك خلال عمله في السمسرة ،فكم وضَع (طاقية) أحدهم على رأس الآخر ؟ وكم أركبَ مضطرَّاً جسراً تهاوى به قبل بلوغ الضفَّة الأخرى ؟ وكم لحَس أصابع بعضهم ثم تركهم يتجشأون الحسرة ؟ وكم زيَّن لساذجٍ السُكنى في مجرى السيل؟ .. وكم باع لغشيمٍ عرْض الشارع ؟ وكم من قطعةٍ سكنيَّةٍ بيعتْ – بفضله - مرَّتين وثلاث وأربع في الوقت ذاته ليذهب المشترون جميعهم بعد ذلك إلى الجحيم !
    في عريشتها الوافرة الظلّ ..المبثوثة الكراسي و (البنابر) ؛ تصول وتجول فارعةً بدينةً ردفاء (سميرة سُمبُك) زوجة (عبد الحليم لحْسة ) بين ضيفاتها من نساء الحي ، وهي تستحثّ عاملتها لإعداد المزيد من القهوة الحبشيَّة ..وبعد أن أكرمت وفادة ضيفاتها اللائي ضاقت بهنَّ العريشة الرحبة ؛ ابتدرتْ (سميرة سُمبُك) حديثها عن عشق النساء للأثاث و الأواني المنزلية ..وبدلاً من إنشاء جمعية خيرية – لتحقيق هذه الرغبة لتغطية المناسبات – لا أحد يستطيع أن يتنبَّأ باستمراريتها وحسن إدارتها ؛ رأتْ – سعادتها - أن تمتلك كلُّ إمرأةٍ من الحاضرات ما تحتاجه ابتداءً من الأواني مروراً بالأسِرَّة والمراتب والكراسي إلى (الدواليب) وغيرها ، وذلك من خلال اشتراك شهري قدره مائة جنيه فقط لا غير ، تدفعه المشتركة ، لتقوم (سميرة ) بمعاونة لجنة يتم انتخابها الآن بالذهاب إلى السوق لاقتناء حاجة إثنتين يتم تحديدهنَّ بالقُرعة ..وهكذا يستمر الأمر حتى نغطِّي سائر رغبات النساء من الأواني ، ثم ننتقل بعد ذلك إلى مرحلى الأسِرة والمراتب ، وهكذا حتى نكتفي جميعاً !
    وجدتْ الفكرةُ استحساناً من النسا ءبلا استثناء ..بل أخذت أعدادهنَّ في تزايد حتى ضاقت بهنَّ ساحة إحدى المدارس الخاصة ، سيِّما عندما أنجزت (سميرة سُمبُكْ) عهدها في الشهر الأأول بنجاح منقطع النظير في الدقّة والشفافية ، وكذلك الشهر الثاني ..غير أنَّها وبسريَّة شديدة لم تنسَ نصيبها من (مسحة الشنب ) من صاحب عربة الأجرة الذي ضمنت له مشواراً ظويل المدى كهذا ، وكذلك عمولتها من تاجر العدَّة بسوق أمدرمان !
    وعند استجماع اشتراكات الشهر الثالث تمنَّعتْ (سميرة سُمْبُكْ) كثيراً على نساءَ جئن وكُلُّهنَّ آمالٌ للحاق بقاطر (سميرة ) وأنهنَّ على استعداد لتسديد مشاركة الشهرين الماضيين بجانب الشهر الجديد !
    وبعملية حسابية ذهنية سريعة عرفتْ (سُمبُك) المجموع النهائي للمبلغ الكُلي ..جملتْ النقود واستحلفتْ النساء بالله ألاَّ يُخبرن إمرأةً جديدةً أو يدعينها للحاق بالمسيرة القاصدة .. إنما يُمكن استنساخ التجربة أو إقامة مجموعة أخرى تخفيفاً للعبء عليها !
    صبيحة اليوم التالي انتصبتْ (سميرة سُمبُكْ ) في منتصف الشارع العام فارعةً بدينةً عاريةً إلاَّ من حُليها وحُللها (الفالصو) التي اقتنتها من (ود أبو مرين) ..وحيلتها القديمة المتجدِّدة ، الكاسية العارية - وهي الرهان على عفو الطيبيين وتجاوزهم وإن خامرتهم الشكوك - ، ثم أطلقت صوتها الأبح للفضاء ثاكلةً حظها الشؤم ومصيبتها الكُبرى وفجيعتها التي سقطت عليها في (صمَّة خشمُها) ..تجمَّع الناس من حولها لتُخبرهن أنَّ لصَّاً سرق كلَّ ما يدَّخرون ، ولكن الأنكى والأسوأ هو سطوه على (قروش الصندوق) أموال النساء (الأمانة) !
    وكلَّما أحَّست بفتور التغاضي أشعلتْ ولْولاتِها واستعطافها الممهور بدموع التماسيح ..وبينما هم في غمرة مسرح المرأة الواحدة ؛ فغذا بطفل يأتي بمعطف أو حذاء من جهة ..ثم تأتي إمرأةٌ وهي تحمل قُنينة عطر نسائي أو ثوب أو ملاءة تقول إنها وجدتها ملقيَّةً على قارعة الطريق !
    لم تفقد (سميرة سُمْبُكْ) شيئاً واحداً من الأشياء التي قذفتها بليلٍ لتأكيد عملية السرقة ..حيث لم تخسر شيئاً سوى قفل خزانة ملابسها الذي كسرته عمداً حيث لا يتجاوز ثمنه أربع أو خمس جُنيهات !

    الوفاق –الإثنين 28/10/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de