|
|
 سيدي الولي..دقق..وميرفت حسين !!!!
|
عشرون عاما مضت عن آخر زيارة لي الى مدينة الابيض رغما عن أني كثيرا ما تحط رواحلي بسبب العمل ببطن بعض المدن والقري والحلال فى جوارها وقريبا منها دون الاذن بزيارتها حتي ظننت أن ساداتها وحفاظ أسرارها وحسانها ومرابعها قد أصدروا الأحكام ضد الرغبة المدنفة وأقفلوا بوجهي أبواب الزيارة ..
مدينة الابيض وعموم مدن كردفان وفرقانها ومراتعها ظلت مهوي لنفر كريم من آبائي وعشيرتي من تلقاء والدنا العارف بالله الشيخ احمدالطيب ودالبشير (الكبانية ) اذ ظل أبنائه وأحفاده من السادة السمانية فى حال حداء دائم يتغنون بسحر تلك البقاع منذ الكاهلية وطلسمها التي أعيت السيد الناصر قريب الله وهو يهمي بدمع هطال مشغولا بجمال كردفان ومناخاتها البديعه وانسانها فى طلاقته الساحرة وفى حضوره الوثاب وعشق الناس هنالك للحياة فى غيرما اكتراث لصروفها وعادياتها..
ومثل الناصر ايضا كان مشغولا بتلك البقاع سيد الشعراء الاستاذ محمدسعيد العباسي والفارس الذي أضحت سيرته الجهيرة محلا لنظر الادباء والباحثين من اقطار الدنيا هذا فضلا عن سياحات وأسفار تغدو وتروح من قبل بعض الأعمام من أقام بها ومن صد قافلا الى (البقعه) وقد استودع كردفان أسراره وأشجانه ...
لا ينكر فضل ودور مدينة الابيض أحد من الناس الا أن يكون مغلاطا أو به جنة ..اذ مساهمتها باذخه فى الحركة الوطنية وفى تاريخ السودان خلال مناهضتها الاستعمار والثورة المهدية وفتح الخرطوم حيث يشمخ متحف شيكان شاهدا علي جزء من التاريخ من خلال المقتنيات التي تدل على المعارك والبطولات وعلى هكس باشا فضلا عن توثيقه لتراث كردفان اضافة الى الاكتشافات التي أكدت عليها الاستاذه أماني يوسف بشير مديرة المتحف فى بعض المناطق فى كردفان مثل سودري .. ..
والاستاذه اماني يوسف باحث مهتم ومؤهل تحتاج من الجهات هنا وهناك أن يولوا موضوع الكشف عن تلك الآثار مزيد اهتمام..
الحديث عن الشخوص التي ساهمت فى الحياة العامة للسودانيين ممن أنجبتهم مدينة الابيض حديث أوفاه الناس فى الكتب والمقالات من الزعيم الازهري والشعراء والفنانين والمناضلين عبر الحقب التاريخية وهو أمر يعلمه الكافة وغمار الناس ..سوي أن رجلا مديد القامة ..أكثر الناس وسامة وحضور.. سباق الى الخيرات ودالا عليها فى مختلف المجالات وغدا محلا لاجماع أهل الابيض الذين شغلوا عقله وفكره وملأوا عليه أقطار نفسه وهو رجل يستحق التكريم والاحتفاء ..
الرجل هو الحاج سليمان ابراهيم دقق القطب الاتحادي والرمز الوطني وهو أحد مفاتح وبوابات عروس الرمال أنفق عمره بها وساهم فى نهضتها وتطويرها وأنماء انسانها ولم يألوا جهدا فى تقديم كل مامن شأنه تنمية المدينة والاقليم وظل دعمه متصلا بلا انقطاع وكذا تشهد له الحركة الرياضية بأدوار عظيمة لترقية المجال ينفق بلاسقف عن اعتقاد جزمي بأهمية الرياضة اذ قدمت مدينة الابيض للكرة السودانية عددا من النجوم فى مختلف العهود وماتزال ...
الحديث عن الحاج سليمان دقق يقود الى احتفاء وتكريم تشاركه الرياضيون وأهل حي الصفاء بمدينة الابيض وهو احتفال شرفنا وسرنا حضوره لكونه تكريم لاحدي الشخصيات النوابغ فى المجال الاعلامي ..وهو تكريم الزميلة ميرفت حسين الصادق بنت الابيض التي كانت منذ عهد الطلب بكلية الصحة جامعة الخرطوم معني للمثابرة والجد والطموح وهي تقتطع وقتا للاهتمام والمشاركة بالكتابة فى الصحافة السودانية ثم هي تعمل علي انماء موهبته بالاطلاع المثمر والمتابعه ليدفع بها الذكاء المتوقد الى اقتحام مجال ظل حكرا ونهبا للرجال يلجونه دون ضابط أو قدرات وهو الاعلام الرياضي تسبقها اليه الزميلة هنادي الصديق بيد أن ميرفت تأتي اليه بتجربة رياضية من خلال ممارستها الكرة الطائرة والسلة فى المدارس ...ثم ميرفت تسطع مرموقة فى مجال التحليل والتقديم الرياضي وتخطو الي الامام ,,,,
ثم تظل الحركة الثقافية بمدينة الابيض رافدا جزيلا للثقافة السودانية من لدن روابط القلم والادباء وفرقة فنون كردفان وعدد من الاسماء اللامعة فى مجال الشعر والغناء ..ودالقرشي ..الأمي ..حميدة ابوعشر..ودالمكي ..وفنان الفنانين خليل اسماعيل ..ام بلينة السنوسي وقوافل المبدعين
زيارة مدينة الأبيض تستلزم أخذ الاذن بعد النداء..
الاذن يمهره ويوقعه سيدي اسماعيل الولي هو بلا شك أحدي منارات السودان ولطريقه وسلوكه أتباع ومريدون على امتداد الناس ويظل مقامه ومسجده وقبته مرتادا للعشاق أمثالي وكذا المحبين والباحثين والاولياء الصالحين ..
مقام سيدي اسماعيل الولي يشهد على مكانة المدينة وتاريخها وسحرها وعبقها...لمقامه ولخلفائه وأبنائه التحيات الزاكيات الناميات النواضر..
أعودمن عروس الرمال لأعود اليها قريبا وقوفا على ام روابة وبارا وتندلتي للكتابة والتوثيق !!!
_______________________________
صحيفة (الوطن) 29اكتوبر2013
|
|
  
|
|
|
|
محمد عكاشة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست