|
الثورة إنتصرت سلفاً .. والباقي شدة حيل
|
لربما كانت الأكاذيب العريضة ورقة التوت الأخيرة التي سقطت عن عورة النظام الإسلامي في السودان. لربما كانت تلك الأكاذيب تؤدي غرضا ما, في مكان ما, عند نفوس ما.. لربما يكون ذلك صحيحاً إلي حد بائسٍ جدا ولكنها - أي ورقة الأكاذيب هذه - سقطت.
لا لم نعد - كشعب سوداني - نختلف حول تفاصيل الفشل الذريع للمشروع الحضاري .. لا أحد في السودان الآن قد يماري في ذلك, لا أحد على وجه الإطلاق قد يماري في ذلك عدا أن يكون ذلك خبالاً .. نتحدث عن مشروع الاسلام السياسي في السودان في نواحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. ونتحدث عنه من واقع الفشل في إدارته .. مجرد ادارته لا أكثر !! .. شهدنا وطوال ربع قرن من الزمان انعدام تام للكفاءة عند أهل الإنقاذ .. ربع قرن من الزمان إمتلكوا فيه كل الإمكانيات الوطنية لإدارة مشروعهم وفشلوا تماما في تحقيق أقل قليل النجاحات وفي أى منحى من المناحي عدا الفساد و التشبث بكراسي الحكم .. وأما الفساد فوازعه الانحطاط الانساني لا الكفاءة, وأما التشبث بالحكم فوازعه الانحطاط الوطني العظيم .. في الواقع ! ليس هناك من مجال برعت فيه الانقاذ قد يداني براعتهم في الانحطاط !!
الشواهد على أعلاه كثيرة, والخلاصات صحيحة عندما تتعلق بسقوط ورقة التوت او الأكاذيب الأخيرة عن سوءة هذا السوء الوطني/الاسلامي العظيم .. ولربما لعبت عوامل الانحلال الذاتي لعبتها وفعلت فعلها دونما تدخلات حادة .. الا أنه كان لنقص الروح الوطني عند الانقاذ وأهلها الأثر الأكبر .. أعني أنهم بلا أخلاق وبلا مباديء وطنية قد تحد انحطاطهم .. ويحدث ذلك كثيرا عندما لا تعود هناك من كوابح أخلاقية او وطنية تحد من غلواء السقوط المريع والمنحط جدا في حيز الذات إزاء الوطن وقيمته ومعانية وناسه وأرضه ومقدراته .. تلك قصة الإنقاذ وتلك قصة أهل الإنقاذ وهذا ما نقوله أن الثورة قد انتصرت سلفاً, وما الباقي الا شدة حيل!!
طوبى لشهداء الحق السوداني .. عليهم السلام أجمعين ..
|
|
|
|
|
|