|
تأملات باي باي هلال الديمقراطية كمال الهدي
|
تأملات
باي باي هلال الديمقراطية
كمال الهدي
[email protected]
· لا نريد أن نستبق الأحداث ونظلم رئيس الهلال القادم بالتشكيك في قدرته على إدارة النادي الكبير بسبب غربته عن هذا المجال.
· لكننا في ذات الوقت لا نقبل من البعض التهليل والترحيب الزائد بالقادم الجديد.
· كل ما نستطيع قوله هو أن الحكومة (مسخت) علينا كل شيء في السودان حتى الكرة والهلال.
· بدأت حملات التوغل على الكرة وتسييسها منذ وقت ليس بالقصير.
· وقد وجدوا للأسف الشديد الكثير من ضعاف النفوس الذين لا يفرق عندهم كثيراً خلط هذا بذاك، طالما أن مصالحهم تتحقق ولو على حساب أي قيمة أو مبدأ، هذا إن وجدت في أدبياتهم مفردة مبدأ" هذه .
· قبل تولى مجلس البرير الشأن الهلال نبهت في أكثر من مقال إلى الفترة القادمة في الهلال ربما لن تسعد أنصار هذا النادي العريق.
· وقد شهدنا جميعاً الشد والجذب المستمرين خلال رئاسة البرير وتابعنا التدخلات الحكومية في بعض مشاكل الهلال.
· وهاهم الآن يخططون للتسييس الكامل لهلال الملايين.
· وللأسف الشديد لم نسمع لمن كانوا يحدثون الناس حتى وقت قريب عن هلال الحركة الوطنية وأهلية وديمقراطية الرياضة صوتاً.
· بل على العكس انضم بعضهم سريعاً لموكب المهللين والمطبلين.
· لم يتساءل بعضهم: لماذا لجان التسيير في هذا الوقت؟!
· ولماذا يضغط وزير الرياضة غير الرياضي أو غيره على البرير لكي يقبل بهذه اللجنة؟!
· اختلفنا أم اتفقنا مع البرير، وتأكدنا من انتمائه للحزب الحاكم أم لم نتأكد يظل البرير أحد أبناء الهلال الذين عملوا في المجال الإداري به مع أفذاذ الإداريين في النادي.
· أما القادم الجديد فهو سياسي كامل الدسم وانتمائه للحزب الحاكم مؤكد، الشيء الذي يظهر جلياً رغبة وتخطيط الجماعة لإحكام سيطرتهم على أكبر ناديين في البلد.
· نجاح أو فشل الرئيس المعين الجديد لا يمكن أن نحدده عبر مقال أو عدة مقالات قبل أن يتولى الرجل إدارة النادي فعلياً.
· لكننا نختلف مع المبدأ نفسه.
· فلو أنهم جاءوا برئيس عرف الناس عنه اهتماماته الرياضية وقربه من الأوساط الإدارية في الهلال لقبلنا بالأمر على مضض.
· أما أن يحدثنا البعض عن نجاحات الرئيس المعين في مجالات إدارة البنوك والاستثمار والشركات فهذا شأن لا يفترض أن قف عنده مطلقاً.
· فهذه مبررات واهية يلجأ له من يشعر بأن تأييده لهذا الطرف أو ذاك غير مبرر.
· وشعوري أنهم لا يكونوا في قرارة أنفسهم ليسوا على قناعة بما يكتبون.
· لكن القناعة لم تعد هي المحرك الرئيس، فالمهم هو إرضاء أهل السلطة والجاه والمال.
· لو كان النجاح في إدارة الشركات والأعمال التجارية يكفي لتسيير العمل في الأندية الرياضية لصار المريخ خلال العشر سنوات الماضية ألمع ناد في القارة السمراء.
· فالرئيس الثري قد توفر للنادي الأحمر منذ سنوات.
· والدعم الحكومي والإعلامي الذي يجده لا حدود له، فقل أن تجد ناقداً له بين الإعلاميين.
· ورغماً عن ذلك لم يحقق المريخ شيئاً يذكر.
· بل رأينا الفشل الإداري واضحاً وضوح الشمس في كل خطوات النادي في السنوات الماضية.
· فكيف إذاً نستشهد بنجاحات رئيس الهلال القادم في مجالات لا علاقة لها بالكرة ونعتبر ذلك مؤشراً على نجاحه في إدارة النادي؟!
· عموماً ليس أمامنا سوى أن نكون واقعيين ونتعامل مع هذه الحقيقة بعد أن صار كل شيء في سودان اليوم بالمقلوب، ولم يعد الناس يتساءلون، بل يبصمون بالعشرة على كل خطوات أهل السلطة والنفوذ.
· ورغم كل شيء يظل هذا الخيار أفضل من اسمين تم تداولهما في الآونة الأخيرة لرئاسة الهلال وكأن حواء السودان قد عقمت ولم يعد بين الأهلة من يمكن أن يتولى إدارة ناديهم سوى فئة قليلة ممن أدمنوا الفشل.
· والشيء الأكيد هو أننا سنظل نحوم في دائرة مفرغة طالما أننا نصر دائماً على أن الأندية لا يمكن أن تُدار إلا بواسطة من يمتلكون المال أو السلطة.
· وما لم تتغير الأمور ونؤمن بأن الجماهير هي صاحبة الحق الأول والأخير في إدارة أنديتها، وما لم تعي هذه الجماهير دورها الحقيقي والفاعل المتمثل في نيل العضوية ودفع مساهماتها حتى تكون الداعم الأول لأنديتها حقيقة لا قولاً، سيظل الباب مفتوحاً لكل صاحب غرض لكي يتكسب من أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية.
· ولن ينصلح حال هذه الأندية مطلقاً ما لم تتحول إلى مؤسسات تدعمها الجماهير ويديرها ذوو الكفاءة ممن يفهمون في الكرة وأساليب إدارة أنديتها.
رحم الله نادية مختار:
· انتقلت الإعلامية نادية عثمان مختار إلى جوار ربها الرحيم ولم نسمع برثاء أو حديث عن مآثرها من أي من المسئولين!
· رحم الله نادية عثمان مختار رحمة واسعة وأنزلها منزلة الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهلها وذويها وكل قرائها الصبر الجميل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
|
|
|
|
|