|
تأمًلات ألم يسمع الخندقاوي بشباب الحوادث؟! كمال الهِدي
|
[email protected]
· اصفق يداً بيد كلما طالعت خبراً أو رأيت صورة للقادم الجديد لعالم الشهرة (الخندقاوي) وهو يقوم بتلك الحركة عديمة الطعم واللون.
· لا أدري ماذا أقول فيمن رضوا لأنفسهم بمهانة التكفل بالدعاية والترويج والإعلان لهذا الرجل الذي ( طلع في الكفر) هكذا دون مقدمات.
· مصيبتنا في هذا الزمان العجيب أن بعض مطربينا وإعلاميينا ومن تعينهم الصدفة في أن يصبحوا نجوم مجتمع دون أن يملكوا مقومات هذه النجومية في أتم الجاهزية على الدوام لتقديم أي دعاية رخيصة لمن يريد طالما أنه يدفع المعلوم.
· وإلا فقولوا لي بالله عليكم ما الذي يجعل مطربة مثل إنصاف مدني تغني لهذا الخندقاوي أغنية تقول في كلماتها " سيد الهيبة ماهو خاوي.. ما بيخون دائماً يخاوي.. الدواء للناس بيدواي!
· ففي أي موقف رأت هذه الإنصاف هيبة الخندقاوي ومتى أتيحت لها الفرصة لتتأكد من عدم خيانته وكيف تأتى لها أن تتعرف على خوته الحقيقية ومن هم المرضى الذين داوهم هذا الثري الذي لم يسمع الناس به إلا قبل شهرين ونيف أثناء معسكري الهلال والمريخ بالدوحة!
· متى عرفت عنه إنصاف مدني كل هذا حتى تتغنى له، لو لم تتبدل أحوالنا في هذا الوطن المكلوم؟
· هل سمع الخندقاوي بشباب الحوادث الذين ظلوا يلتحفون الشمس أمام مستشفى طوارئ الأطفال قبل أن يعتدي عليه وزير تدمير صحة البشر مأمون حميدة لكي يقدموا العون لكل طفل مريض لا يقوى أهله على تحمل نفقات الدواء؟!
· دعكم من الخندقاوي فهو في رأيي لم يسمع سوى بشيء واحد ربما أبلغه به من أرادوا أن يجنون أكبر الفوائد من رجل باحث عن الشهرة بأي ثمن.. هذا الشيء هو أن الكرة والغناء والطرب وبعض إعلاميي الغفلة أفضل وأسهل السلالم للصعود وتحقيق الصيت السريع.
· قلت دعكم من الخندقاوي ولنسأل المطربة إنصاف التي تغنت له إن كانت قد سمعت بهؤلاء الشباب الذين عانوا كثيراً من أجل أن ينقذوا أطفالنا الغلابة الذين أنهكهم المرض عبر تقديم الدواء بتبرعات شخصية منهم واتفاقيات مع بعض أصحاب الصيدليات لتقديم الدواء بدفع آجل بعد إن يجمع هؤلاء الشباب التبرعات من ذوي القلوب الرحيمة الذين لا يريدون جزءاً ولا شكورا على دعمهم للفقراء والمساكين والمرضى ولا يبتغون سوى رضا المولى عز وجل؟!
· هل سمعت إنصاف بهم والتقتهم وسردوا لها قصصاً عن وقوف (خندقاويها) مع هؤلاء الشباب ودعم مشروعهم الإنساني بالمال اللازم لعلاج الأطفال المرضى، حتى تغني له " الدواء للناس بيداوي؟!"
· فنحن لم نسمع عن هذا الخندقاوي سوى كل منفر.
· كل ما سمعناه بعد ظهور اسمه المفاجئ هو أنه استضاف بعض أفراد بعثتي الهلال والمريخ في الدوحة وقدم دعماً متواضعاً للاعبين وبعض المال لضعاف النفوس من الصحفيين.
· ويبدو أن ظهور صوره في صحفنا الجاهزة دائما ًللتطبيل لرجال المال أرضى غروره وأشعل حماسه لركوب هذه الموجة فسمعنا به زائراً للبلد لحضور مباراة الهلال أمام الملعب المالي.
· وأغرب ما في ذلك الحضور أن الصحف حرصت على نشر جدول زيارة الرجل وبرنامجه الكامل وكأنه رئيس دولة أو وزير أجنبي يزور بلدنا.
· وبعد ذلك رأينا صوره مع أسامة عطا المنان وطالعنا ذلك الخبر حول توقيعه لعقد مع اتحاد الكرة لرعاية المنتخبات عبر تقديم الملابس ودفع مبلغ سنوي.
· ولم يكن غريباً بالنسبة لي أن أراه بجوار مسئولي اتحاد الكرة الذين استفاد بعضهم من مواقعهم أيما فائدة دون أن يقدموا لكرة القدم السودانية أي شيء، بل كان الفشل صديقهم الدائم في كل المناسبات.
· ويكفي هؤلاء فضيحة مشاركة سيف مساوي المطرود في مباراة زامبيا ولو كنا في بلد محترم لأطاحت تلك الفضيحة بهم جميعاً وأولهم أسامة.
· ويا لها من غرابة أن يرعى فرد مهما كان المنتخبات الوطنية في البلد.
· والمرء لا بد أن يتساءل ما دور الدولة ووزارة الشباب والرياضة وأسامة وصحبه الميامين الذين يكثرون من السفر والترحال والإقامة بفنادق النجمات الخمس طالما أن المنتخبات يرعاها الأفراد؟!
· ثم جاءت الطامة الكبرى في يوم مباراة الهلال وليوباردز حيث شاهدنا صور الوجبات التي قدمتها مجموعته لجماهير الهلال أثناء المباراة.
· وقد كانت الفكرة مبتذلة وفي منتهى الغباء وذلك لأنه أصلاً لم يكن هناك داع لتقديم الوجبات عشاء وهو ليس بالأمر المعتاد.
· فالوجبات تقدم لو لُعبت المباريات خلال شهر رمضان وصادفت موعد الإفطار.
· أما من يوفر قيمة التذكرة لحضور مباراة أفريقية للهلال، فلن يعجز عن توفير وجبة عشائه.
· وكان الأولى بهذه الوجبات المساكين الذين لا يستطيعون توفير قيمة وجبة الإفطار لصغارهم أثناء يومهم الدراسي، وما أكثرهم في سودان اليوم.
· كان الأولى بقيمة هذه ا لوجبات الكثير من الفقراء الذين يقتاتون من بقايا طعام مستوري الحال، لو أن الخندقاوي يريد أن يفعل خيراً.
· نعلم أن بعض رجال المال يحبون إنفاق القليل من أموالهم على أنديتنا الكبيرة لكي يحققوا من وراء ذلك منافع لا تحصى ولا تعد، ورغماً عن ذلك نطلق عليهم بكل السهولة والسرعة لقب الأقطاب، رغم أنهم يستفيدون من هذه الأندية أكثر ما يفيدونها.
· لسنا ضد رجال الأعمال ونسأل الله أن يزيد كل من وهبه مالاً ويبارك له في ثروته.
· لكننا ضد الابتذال والسخف والاستهتار بعقول البشر.
· ويسيئني على المستوى الشخصي جداً وأشعر بإهانة كبيرة جراء انتمائي لمؤسسة تدين بالولاء للرجال على حساب مؤسسيتها وتقاليدها.
· لذلك لا يعجبني أي رجال مال يسعى للتكسب من وراء الهلال ويستفزني ذلك استفزازاً لا يوصف.
· تتردد دائماً عبارة أن الهلال غني بأبنائه ولا يفترض أن نقصد بها أن يخرج لنا بين الفينة والأخرى رجل مال يعاني من بعض المشاكل النفسية باحثاً عن العلاج في هذه المؤسسة الكبيرة.
· بل يجب أن يكون الهلال غنياً بأبنائه بمعنى أن يساهم كل عضو فيه مساهمة معلومة ومحددة ليكون صاحب حق وليس مشحوداً على النادي.
· ومن يريد أن يتبرع دون مني ولا أذى فمرحباً به وهو سيجد بلا شك الاحترام والتقدير.
· لكن ما يفعله الخندقاوي وأمثاله لهو المن والأذى يمشي على رجلين.
· فكم كان مخجلاً ومقززاً أن توزع مجموعته وجبات العشاء بعد أن كتبوا على أكياسها عبارة " بالهناء والشفاء مع تحيات مجموعة الخندقاوي" وعلقوا عليها صورة الرجل!
· هذه دعاية رخيصة وغير مقبولة لا من الخندقاوي ولا من أي رجل مال ولا أظن أن أحداً قد سبقه على مثل هذا الفعل القبيح.
· السندوتش بسيط الثمن لرجل ثري مثله لم يكن يستحق كل هذه ( الهيلمانة) وتعليق صورته أو الإصرار على ذكر اسم مجموعته.
· لكن ماذا نقول في مرضى النفوس الذين لا أشك في أنهم وجدوا فرصتهم في ضعف فكر الرجل ليستغلونه لأبعد درجة.
· إن أراد الخندقاوي الشهرة وقبول الناس فعليه أن يراجع نفسه ويكلف عن هذا الهراء.
· أما بعض نجوم مجتمعنا الزائفين الذين يظهرون معه في الصور التي يقومون خلالها بحركة الأيدي عديمة النكهة فليستحوا على وجوههم.
· معلوم أن بعضنا يعلقون على أي نقد لأي من رجال المال الباحثين عن الشهرة السريعة بالقول" انتو لا بترحموا لا بتخلوا رحمة ربنا تنزل، والواقع أن رحمة ربنا وسعت كل شيء.
· ولو لا رحمة المولى عز وجل هذه لعدم السودان مع فساد سلطته الحالية " نفاخ النار".
· لكن ما أكثر من يرحمون عباد الله وما أوفر من يقدمون دون من ولا أذي.
· شباب الحوادث الذين ذكرتهم آنفاً أحد أحمل النماذج للرحمة والعطف الحقيقي لا الزائف.
· ولدينا الكثير من رجال المال الوطنيين الذين قدموا لهذا الوطن وأبنائه الكثير جداً، وهم من يستحقون أن تغني لهم المطربات، لكن ماذا نقول في سطحية إنصاف مدني ومن لفوا لفها!
|
|
|
|
|
|