|
وهل سيرحمكم أنتم التاريخ يا دسوقي؟! بقلم كمال الهِدي
|
تأمُلات
mailto:[email protected]@hotmail.com
· ما يزال الصحافي المخضرم دسوقي مستمراً في مخاطبة عواطف الأهلة حول القضية التي وجدت حيزاً أكثر مما تستحق. · حتى صباح اليوم الذي يفترض أن يكون آخر يوم للتسجيلات ينافح دسوقي من أجل إعادة هيثم لكشوفات الهلال. · عنون دسوقي مقال اليوم بـ " مجلس الهلال يماطل ويتهرب من اعادة هيثم والتاريخ لا يرحم". · وسواءً أعيد هيثم لكشف الهلال أم لم يُعاد أسأل الأخ دسوقي: وهل سيرحمكم أنتم هذا التاريخ الذي عرفت أهميته الآن؟! · فجلكم يا عزيزي دسوقي تتقلبون في المواقف كل صباح. · غالبيتكم يصبح برأي ويمسي بآخر لمجرد اختلاف الظروف أو الاتفاق مع هذا والاختلاف مع ذاك. · وحتى لا يكون الكلام معمماً دعنا نتناول رأي شخصك الكريم في ذات القضية التي لم يعد أمامكم سواها. · فبعد أن شطب البرير الذي تعتبره الآن مدمراً لتاريخ الهلال هيثم وانضم اللاعب للمريخ هاجمته بأقسى العبارات وقلت أنه مسح تاريخه بجرة قلم. · أليس هو ذات الهيثم الذي تحدثنا الآن عن تاريخه الطويل مع الهلال وضرورة عودته حتى يختم مسيرته في النادي الأزرق؟ أم أنك كنت تتحدث وقتذاك عن هيثم آخر غير الذي نعرفه؟! · ليس بالضرورة أن تكون مواقف أي كائن مهما علا شأنه صحيحة على الدوام. · وكل بشر يمكن أن يخطئ. · لذلك لا أرى حديثك عن رغبة حكيم الهلال طه على البشير في إعادة هيثم للكشف إلا ضمن الخطب العاطفية التي دأبتم على تقديمها للناس حول هذه القضية. · فربما أثر البعض عاطفياً على طه وضغطوا عليه حتى يعبر عن مثل هذا الموقف. · وعموماً مع احترامنا التام للأستاذ طه ومعرفتنا بحكمته في التعامل مع الشأن الهلالي، يظل الحكيم بشراً وقد يجانبه الصواب في بعض المواقف ولا يعتبر رأيه أو كلامه منزلاً. · وربما فات على طه أن موضوع عودة الدحيش مثلاً وحدوثه في زمن كان فيه السودان بخير بأرضه وإنسانه وكل شيء فيه يختلف تماماً عما نحن بصدده الآن. · فوقتذاك لم يكن الأهلة ينقسمون حول شطب أو إعادة لاعب مهما علا شأنه. · أما الآن فالوضع جداً مختلف. · انقسم الأهلة أكثر من مرة حول أمور لا تستحق الانقسام. · وإن عاد هيثم اليوم للكشف فليس معنى ذلك أن الأهلة سوف يتوحدون كما تحاولون إيهام الناس بذلك. · فعودته قد تزيد من حالة الانقسام، سيما أنها سوف تؤثر على مواقف بعض اللاعبين. · عموماً وبغض النظر عن رأي حكيم الهلال طه لا يجدر بصحفي في مثل خبرتك أن يخاطب عواطف الناس كل يوم في أمر كان رأيك فيه مخالفاً تماماً لما تقوله اليوم. · لم ينكر أي كائن قدرة هيثم على التمرير الجميل. · لكن مهما كانت هذه القدرة فهي إلى زوال. · والفتى تقدم في العمر كثيراً. · ومخجل جداً أن نكتب كأصحاب رأي لنقول للأهلة أن ناديكم لن يتمكن من جلب من يصنع الفرص للمهاجمين بعد هيثم. · فنحن بهذا نكون من أنصار هيثم وليس الهلال. · الطبيعي والمفهوم هو أن ننادي بوجود أكثر من صانع لعب وأكثر من حارس وأكثر من هداف في الفريق في أي وقت. · لا أن نهلل للاعب واحد ونعتبره فريد زمانه فيما مضى وما هو قادم من السنوات. · هذا لا يجدر اطلاقاً بمن يفترض فيهم تشكيل الرأي العام وتقديم النقد المفيد لكرة القدم السودانية. · ليس صحيحاً يا أخي أن كاريكا صام عن التهديف لانه لم يجد صانع الألعاب الذي يقدم له التمريرات المحسنة بعد مغادرة هيثم لكشف الهلال. · فكاريكا نفسه صانع لعب من طراز فريد وقد ساهم في صناعة الكثير من الأهداف التي سجلها زملاؤه الأجانب والمحليين. · وكل ما في الأمر أن مستوى كاريكا شهد انخفاضاً ملحوظاً خلال العام الأخير. · لكنه قبل ذلك أظهر نضجاً كروياً غير عادي، للدرجة التي جعلت أهل الغريم المريخ يغازلونه، لكنه لم يفتح المجال لفكرة الانتقال للمريخ. · معلوم في كرة القدم أن مستوى أي لاعب قد ينخفض لسبب أو آخر. · وحتى ميسي أعظم لاعبي الكرة في عالمنا اليوم تراجع مستواه بشكل مخيف خلال الأشهرة الماضية، وخوفي أن يكون السبب في ذلك أيضاً غياب هيثم عن ملاعب الكرة! · ولعلك تابعت كيف أن ميسي عادة لسابق مستواه ليسجل ستة أهداف في مباراتين فقط. · إذاً انخفاض مستوى كاريكا في الفترة الماضية يعود لأسباب مختلفة وليس فقط لأنه افتقد هيثماً. · لا ينفي ما تقدم أن تمريرات هيثم كانت تطربنا جميعاً ونجد فيها متعة لا تُضاهي. · لكن لا يمكنني أن اختزل كياناً بأكمله في لاعب واحد لمجرد أن تمريراته ساحرة. · أما بقية حديثك عن سنواته الطويلة والتجديد في كل مرة بدون مساومة وغيره، فقد فعل ذلك لاعبون كثر في الهلال من قبل ولم يجدوا منكم مثل هذه الخطب العصماء. · يبدو واضحاً أن موضوع هيثم يتعدى الاعجاب بالفتى وموهبته وإلا لما تحول البعض في مواقفهم بهذا الشكل. · فما دمتم تؤمنون بقدراته لهذه الدرجة ولا ترون أي إمكانية لإيجاد بديل له في الهلال.. · وطالما أنكم على قناعة بأن البرير لم يشطبه من الهلال إلا غيرة منه بسبب شخصيته القوية، كنا نتوقع منكم أن تثبتوا على هذا الموقف منذ يوم شطبه وحتى مرحلة تسجيله في المريخ. · من كان له مثل هذا الموقف الثابت ما كان أمامنا سوى أن نحترم موقفه. · لكنكم تحيروننا والله. · ونجد أنفسنا على غير اتفاق مع من يطالبون بعودة هيثم. · مثلما نحن على خلاف مع بعض من يرفضون عودته. · والسبب أن بعض الرافضين لعودته الآن كانوا سبباً في شطبه من الهلال في وقت سابق. · بينما نجد أن بعض من يطالبون بعودته تأرجحوا في مواقفهم مثلك. · والكلمة كما تعلم يا عزيزي موقف. · وهذا الموقف لا يمكن أن يتبدل بهذه الطريقة. · تقول في مقالك الأخير أن المجلس ماطل بحجة أن هيثماً لم يقدم خطاباً رسمياً من أجل عودته للكشف. · وهذا كلام عاطفي مائة بالمائة لأن الموقف الصحيح هو ألا ينظر مجلس أي نادٍ حتى وإن كان صغيراً في أمر لم يصله مكتوب رسمي حوله. · وأضفت أنه بعد أن تم تقديم الخطاب تحجج بعض أعضاء المجلس بأن الخطاب لم يتضمن اعتذاراً عما بدر من اللاعب. · وهذا أيضاً كلام عاطفي لا محل له من الإعراب. · فمثل هذا الكلام يبين أن اللاعب تعرض لضغوط من أنصار عودته حتى يقدم هذا الخطاب. · والطبيعي جداً في مثل حالته هو أن يقدم اعتذاراً واضحاً جداً عما بدر منه. · فهو أساء لرئيس ناديه ومدربه على صفحات الصحف وعبر قناة فضائية. · كما تجاهل وقفة عدد من جماهير النادي معه واعتصامهم من أجله. · ومثلما قلت أنت أن حديث بعض أعضاء المجلس في هذا الجزئية مردود عليهم، أقول لك أن كلامك أيضاً مردود عليك. · فليس هناك شيئاً اسمه أن أعضاء المجلس الحالي يعلمون أن السبب في تسجيل هيثم للمريخ هو البرير الذي شطبه بطريقة مذلة ومهينة. · فهيثم هو الذي أهان رئيس الهلال بسبه ووصفه بأنه أسوأ رئيس يمر على الهلال. · حتى إن اجمعنا نحن كأصحاب رأي وتم استفتاء جماهير الهلال وقالت كلها أن البرير هو أسوأ رئيس يمر على النادي ما كان يفترض أن يحذو هيثم بوصفه قائداً للفريق حذونا. · هذا هو الاحتراف الذي استند عليه هيثم في تسجيله للمريخ. · الاحتراف وقيم أي ناد يحترم جمهوره لا يفترض أن يسمح للاعب الكرة أن يسي لرئيس ناديه مهما كانت الأسباب. · لو خرج هيثم من الهلال في صمت وانضم لأي ناد وجاء هذا اليوم الذي نحن فيه وطالب الناس بعودته لما قلنا شيئاً. · هيثم إذاً هو من أذل نفسه وأهانها بموقفه ذاك. · ثم جاءت الطامة الكبرى باختياره للمريخ دون سواه من الأندية لكي ينضم له برفقة علاء الدين. · عموماً إن أعاد المجلس هيثماً فنحن مع الهلال، وسنقول رأينا حينها. · وإن لم يعد هيثم للهلال فنحن أيضاً مع الهلال. · لكننا نذكرك فقط بأن التاريخ لن يرحمكم أنتم أيضاً ومحاسبة التاريخ ليس قاصرة على أعضاء مجلس الهلال وحدهم.
|
|
|
|
|
|