|
تأمُلات ما الخطأ في التصريح؟! كمال الهِدي
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
· لا أدري أي خطأ ارتكبه رئيس نادي الهلال حين قال أنهم حددوا سقفاً لأي لاعب مطلق السراح لن يتخطوه! · فهذا كلام في رأيي سليم مائة بالمائة ومطلوب، سيما إن وضعنا في الاعتبار انحسار المواهب في بلدنا منذ سنوات عديدة. · الكثير من لاعبينا الحاليين يتم تقييمهم بما لم يحلموا به في يوم بسبب سمسرة هنا أو رغبة هناك في دفع أي مبلغ لإيهام وتخدير الجماهير بأن ناديها يسير في طريق بناء فريق كرة قوياً. · وبعد كل تسجيلات تنفق أموال عزيزة أحق بها محمد أحمد الذي أنهكه الجوع وأقعده المرض عن ممارسة حياته كبقية خلق الله، وفي النهاية يكون الحصاد صفراً. · كل موسم تسجيلات يستفيد منه بعض السماسرة ويدخل النادي في ديون ثقيلة دون أن يقدم اللاعبون المنتقلون لناديي القمة المتوقع منهم. · إذاً عندما يقول رئيس الهلال أنهم حددوا سقفاً معيناً فهذا عين العقل. · مثل هذه التصريحات تغلق الباب أمام بعض السماسرة وتضع كل لاعب في مكانه الصحيح بعيداً عن هالة الإعلام. · ليس كل من كتبت عنه الصحافة يعتبر نجماً بالمعنى الدقيق لهذه المفردة. · وليس لدينا مواهب تستحق كل هذه المبالغ التي نسمع عنها مع بداية كل موسم تسجيلات. · لذلك لابد من سياسة عقلانية لإدارة هذا الملف وإيقاف العبث المستمر منذ سنوات طويلة. · في كل عام يطالب البعض رئيس الهلال بأن ينفق بسخاء من أجل دعم الفريق بلاعبين من العيار الثقيل. · فماذا فعل الهلال بكل الأموال التي أُنفقت على التسجيلات في السنوات الماضية؟! · يبدأ الموسم بمشاركة خارجية يرتفع معها سقف التوقعات لدى الجماهير المغلوبة على أمرها ونسمع حديثاً من شاكلة " هذا هو موسم الهلال" ، وسوف يذهب الأزرق بعيداً هذا العام" وفي النهاية – ولسبب أو آخر يخرج الهلال من البطولة الأفريقية خالي الوفاض لتستمر مسيرته المحلية. · فهل يتطلب دورينا الممتاز انفاق كل هذه الأموال التي ضاعت من خزينة النادي على مدى سنوات طويلة ماضية، حتى نطالب رئيس الهلال اليوم بفتح الخزائن للاعبين لا أرى سبباً واحداً لهذه النجومية الكبيرة التي يتمتعون بها. · ما كتبته عن بكري المدينة في مقالي الأخير لا يقتصر عليه وحده. · ولم يكن المقال وقوعاً في فخ نصبه بعض المريخاب بغرض ضرب الاستقرار في الهلال كما ظن البعض. · فكم من لاعب لا يسوى ربع المبلغ الذي يرصد له في كل فترة تسجيلات، ورغماً عن ذلك تدفع لهم الأموال الضخمة خوفاً من التحول للغريم. · ولو وقف كل هلالي وقفة قصيرة جداً وتأمل لدقائق حال من انتقلوا من الهلال للمريخ سيجد أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة. · فماذا فعل المريخ بكل اللاعبين الذي سحبهم من الهلال في فترات سابقة أو بأي من نجوم التسجيلات الزائفين؟! · لا شيء بالطبع. · الغريم حاله مثل الهلال، بل أسوأ حيث حيث أنفق المليارات خلال السنوات الفائتة في صفقات لاعبين ( مضروبة) وفي النهاية خرج من أكثر نسخة من البطولتين الأفريقيتين في أدوارهما الأولى. · لا أريد أن أذكر هؤلاء اللاعبين فرداً فرداً فجميعكم تعلمونهم جيداً. · لكن دعوني اذكر فقط بواحد من نجوم تسجيلات الفترة الماضية هو عنكبة. · أين هو الآن وماذا قدم للمريخ؟! · فهل تظنون إن انتقل بكري المدينة مثلاً للمريخ سيؤدي ذلك لفقدان الهلال لكافة البطولات، أو أن المريخ سيزداد قوة وسيتمكن من خطف كأس الأندية الأبطال للعام المقبل؟! · بالطبع لا بكري ولا أي من لاعبي اليوم يستطيع أن يضيف كل هذا الثقل لأي ناد يلعب له. · فالأفضل للهلال أن يحافظ على أمواله على الأقل. · وألف نعم لتحديد سقف معين لا يتخطاه المجلس لأي لاعب يغالي ويظن نفسه ماردونا زمانه. · فليس بيينا مارادونا وجميعهم يفتقرون للكثير من أبجديات الكرة. · كما أن كلمة الاحتراف التي تروق للبعض كثيراً ويتناولونها في أحاديثهم ليل نهار ليست اكثر من كلمة حق يراد بها باطلاً بيناً. · فما زلنا بعيدين كل البعد عن تطبيق مفاهيم الاحتراف. · الاحتراف يا سادة ليس مفهوماً نلجأ له فقط عندما يحين موسم التسجيلات لزيادة نصيب كل لاعب من الأموال. · ثم ما أن يبدأ الموسم يبدأ بعضنا في مطالبة المجلس بأن يعذر فلاناً من اللاعبين أو لا يقسو على علان منهم حين يتصرف الواحد فيهم على طريقة الهواة ويتقاعس عن أداء دوره ضمن المجموعة. · بالأمس القريب تابعتم تفاصيل مأساة النقل قبل مباراة المريخ ونيل الحصاحيصا وفُرضت عليكم بعض مشاهد المسلسل الرتيب الممل الذي يتكرر كل عام. · ورفض مسئولو الاتحاد كعادتهم الرد على الهواتف لتوضيح ما جري. · فهل بعد كل هذا الذي جري ويجري كل يوم، بل كل ساعة ما زلتم تصرون على أننا نعيش عصر الاحتراف في مجال الكرة بالسودان؟! · من يريد أن يصدق الكذب ويجري وراء الوهم من المشجعين ومن لف لفهم حر في ذلك، لكننا سنظل نؤكد على مجلس الهلال بأن يحافظوا على ما لديهم من أموال عسى ولعل أن يتمكنوا من استثمارها فيما هو اجدى وأنفع. نقطة أخيرة: · ذكر رئيس الهلال في حديثه أنهم جاءوا من أجل تحقيق ثلاثة أهداف. · ولخص هذه الأهداف في بناء الاستاد وتحقيق حلم الكأس الأفريقية ووضع نظام مالي مؤسس يكفي النادي شر الاعتماد على الأفراد مستقبلاً. · تبدو هذه الأهداف في ظاهرها نبيلة وهو ما يحتاجه النادي. · لكن هل يكفي الحديث فقط يا رئيس الهلال لتحقيق الأهداف النبيلة؟! · فنحن حتى اللحظة لم نر شيئاً ملموساً على أرض الواقع. · في كل يوم نسمع ونقرأ كلاماً معسولاً، دون أن نرى الخطوة الأولى في هذا الدرب الشاق. · فلماذا لا تبدأون الخطوات الجادة للتحدث عنكم أفعالكم. · أما تحقيق حلم الأهلة بالكأس الأفريقية فهذا أمر يمكن أن يتم لو التزمتم الهدوء وعملتم بجد دون انفعال أو تصديق لما يكتب عن نجومية هذا اللاعب المحلي أو موهبة ذاك المحترف الأجنبي. · وبالنسبة للنظام المالي فالأمر لا يحتاج لجهد كبير. · كل ما يتطلبه هذا النظام هو الرغبة الجادة والحقيقية في انتهاج المؤسسية بعيداً عن شخص الرئيس ليكون هو الآمر الناهي في كل شيء. · فهل بدأتم فعلاً خطوات توزيع الأدوار ومنح بقية أعضاء مجلس الإدارة صلاحيات تمكنهم من القيام بما هو مطلوب خلال فترات غيابكم، أم أن كل شيء لا يزال بيد الرئيس؟! · إن غاب الرئيس توقف كل شيء. · وإن عاد رجعنا للزخم الإعلامي. · الطريقة المثلى والخطوة الأولى في اتجاه تبني نهج مؤسسي هو ألا يحوم كل شيء حول شخص الرئيس.
|
|
|
|
|
|