|
تأمُلات عرفج بعيداً عنا يا عرفج كمال الهدِي
|
[email protected]
· طالعت كغيري مقالاً قميئاً لكاتب سعودي اسمه العرفج. · بمجرد انتهائي من مطالعة المقال أخذت أبحث في المعاجم عن معنى ( العرفج ) فوجدت أن المفردة تعني نوعاً من الشجر أو النبات الصيفي اللين سهل الانقياد. · قلت لنفسي يبدو أن الرجل لم يأخذ من اسمه سوى سهولة الانقياد. · فمن الواضح أنه شخص سهل الانقياد لذلك استهوته سخافات البعض وأراد لنفسه أن يكون موصلاً جيداً لأفكار وآراء الآخرين الهدامة. · فات على العرفج أن المجلة السعودية التي يكتب لها تحمل اسم ( الوئام )! · أو ربما أنه لا يفهم معنى الوئام! · حاول العرفج إيهام القراء بحياديته وهو يكتب مقاله الليئم بعنوان " الكتابة الحيادية في الشخصية السودانية". · المقال بدأ بوصفنا كسودانيين بـ ( الكائنات). · تخيلوا كاتباً عربياً ينتمي لدولة نقدر أهلها ومثقفيها ومبدعيها لا يجد سوى مفردة ( الكائنات) ليدمغنا بها! · قال العرفج المنقاد " الزول أو الشخصية السودانية من الكائنات التي تنشر الحيرة في عقول المفكّرين، فهي كائنات توصف أحيانًا بالكسل والخمول، وهذا أقصى اليمين.. وأحيانًا تُوصف بالنّشاط والحيويّة النّادرة وهذا أقصى اليسار". · أولاً يا عرفج نحن بشر مثل كافة شعوب الأرض ولسنا مجرد كائنات. · وثانياً نحن لا ننشر الحيرة في عقل أي مفكر حقيقي! · وإن كنت تعتبر نفسك واحداً من هؤلاء المفكرين فهذه مشكلة. · ألم تقرأ ما يخطه يراع أخوك في الوطن خالد الكيال عن أهلنا في السودان! · ألم تقرأ ما كتبه عمر المضواحي عن السودانيين! · ألم تفتح عينيك على سطور مطلق العنزي الدافئة عن شعب السودان! · جميع من ذكرتهم وآخرون من أخوتنا السعوديين قدموا الكثير من الدروس حول كيفية تحقيق الوئام الحقيقي بين الشعوب! · ألم تطلع على ما قالته الكاتبة الكويتية غنيمة الفهد في حقنا يا عرفج! · أم أنك تسمع فقط لمن يجرونك - كونك سهل الانقياد- إلى مستنقع نشر الكراهية بين الشعوب! · علماً بأن مهمة الكاتب والمبدع يفترض أن تكون التقريب بين الشعوب لا وضع المتاريس بينها. · عذراً فهذه مهمة الكاتب أو المبدع وقد فات علي أنك لا يمكن أن تبلغ مكانة الكيال والمضواحي والعنزي وغنيمة الفهد وغيرهم من أهل الفكرة وأصحاب الموهبة. · من حقك أن تحمل أي رأي حولنا كسودانيين، فهذا لن ينقصنا شيئاً. · لكن طالما أنك تُحبر مساحة بيضاء في إصدارة يشتريها الناس بحر مالهم، فالواجب المهني والأخلاقي يحتم عليك أن تتأكد من معلوماتك قبل أن تندلق على الورق أو الكي بورد. · فليس هناك مدينة سودانية ينسبها أهلها للكسل. · منتهي التسطيح والخطل أن يفترض كاتب أن اسم مدينة كسلا السودانية جاء من الكسل. · فحتى لو كان أهل المدينة التي عنيت أكسل شعوب الأرض قاطبة ، فلا يمكن أن يسموا مدينتهم على صفة سلبية يا هذا. · تناولت في مقالك فكرة الجلباب الذي يحمل جيوباً في الأمام والخلف بجهل غريب وبذات التسطيح الذي تحدثت به عن اسم مدينة كسلا. · فجلباب أهلنا الأنصار يا عرفج قد أخيط على هذا النمط، لكي يسهل لباسه سريعاً ومن أي جانب نعم. · لكن لماذا؟! · الإجابة جاءت ضمنياً في السطر الذي سبق السؤال، حيث قلت " لكي يسهل لباسه سريعاً" وليتك تفهم أن "سريعاً" هذه تناقض فكرة الكسل تماماً. · لو قرأت التاريخ ستكتشف أن أهلنا خاضوا حروباً عديدة ضد المستعمر. · وقد كان الأنصار يخيطون جلبابهم بجيوب أمامية وأخرى خلفية حتى يخطفه الواحد منهم سريعاً ويلبسه إذا ما دُقت طبول المعركة. · وكما تعلم فإن الرجل الشجاع الشهم لا يضيع وقته في ترتيب هندامه أو النظر في المرآة عندما يعلم أن هناك أمراً أهم ينتظره خارج منزله. · عموماً يا عرفج الحكاوي والأقاويل التي تسمعها لا تكفي كمصدر معلوماتي لكتابة مقال تحاول من خلاله تقييم شعب بأكمله. · وهو مقال بلا فكرة أصلاً. · فمن الجائز أن توظف حادثة معينة للكتابة عن شعب ما. · لكن ما لا يمكن فهمه أو هضمه هو أن تسل قلمك لتقييم شعب دون أي مببر للخوض في مثل هذا التقييم البائس وقبل أن تمتلك المعلومات والبيانات الكافية. · فأرجو يا عرفج أن تعرفج في المرات القادمة بعيداً عنا.
|
|
|
|
|
|