|
تأمُلات بثينة خليفة جاتكم دايرين تطفشوها؟!! كمال الهِدي
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
· جميل أن يتطرق أي كاتب عربي للشأن السوداني، سيما لو كان يدعم المواطن السوداني البسيط وحقه في العيش الكريم. · ومن مصلحة بلدنا الذي يعاني من ويلات يُصعب حصرها أن يجد من يتناول شأن مواطنيه الغلابة ويسلط الضوء على مشاكلهم في أي من المحافل الخارجية. · لكن المؤسف أن قلة منا تحاول تثبيط همم أي أخت أو أخ عربي يتناول الشأن السوداني بحجة أنهم غير ملمين بكافة جوانب الأزمة السودانية أو أنهم ينتمون لبلدان عربية لم تعط السودان الاهتمام اللازم ما أوقعه في مشكلاته العديدة. · بينما المنطق والفطرة السليمة تقول أننا في حاجة لدعم أي كاتب من أي جنسية أو بلد لأن التناول الإنساني لمشاكل وآهات وتطلعات البشر يتعدى الحدود دائماً. · علينا فقط بأن نتفاعل مع الكاتب المعني ومناقشته بهدوء فيما يكتبه. · أبدت الأخت الأستاذة البحرينية بثينة خليفة قاسم رغبة دائمة في التعاطي مع الشأن السوداني، وقد أسعد ذلك غالبيتنا فتفاعلوا مع ما تكتبه وطلبوا منها أن تستمر في تسليط الضوء على ما يعانيه مواطن السودان. · إلا أن فئة قليلة لا يعجبها دائماً العجب ولا الصيام في رجب أرادوا أن يفرضوا عليها وصاية لا أظنها تختلف كثيراً عما يفعله الطغاة الذين يتحكمون في مصير شعبنا ونشكو منهم لطوب الأرض حالياً. · ليس مطلوباً من الأخت بثينة أو غيرها من الكتاب غير السودانيين أن يتناولوا شأننا من الزاوية التي يراها بعضنا، فنحن أنفسنا فشلنا في الاتفاق حول حد أدنى يجنب بلادنا ما هي فيه، دع عنك أن نتناغم في كل الأمور أو نتوقع من غيرنا أن يعبروا عما يجيش بخواطرنا كما هو. · يكفي فقط أن يشير أي كاتب غير سوداني لما يعانيه أهلنا بأي إصدارة غير سودانية، فهذا في حد ذاته من أكبر المكاسب لنا في مثل هذه الظروف التي يعيشها بلدنا. · لا أعني بهذا الكلام شاهد الإثبات الذي تداخل مع مقال بثينة قبل الأخير في الراكوبة لأن الرجل أولاً وقبل كل شيء اعتذر في مداخلة ثانية وأكد أن الأمر اختلط عليه وظن أن الكاتبة مصرية. · كما أنه أي شاهد الاثبات لم يفعل أكثر من رفض فكرة الكاتبة في مداخلته الأولى ورأى أن من واجبها أن تتناول دور مصر فيما آل إليه حال السودانيين. · من حق شاهد الاثبات أن يرى ما يراه، مثلما من حق الكاتبة بثينة أن تعبر عما يجيش بخاطرها تجاه أي حالة إنسانية أو شأن يخص بلد عربي شقيق بالنسبة لها. · وليس بالضرورة أن يكون رأيها أن مصر هي سبب بلاوي السودان مثلما رأى شاهد الاثبات. · لا يجوز أن نطلب من مناصري قضايانا أن يكونوا أعداء لمن نرى أنهم تسببوا في بعض مشاكلنا. · فمن حق الآخرين أن يصادقوا من يرغبون في مصادقتهم وأن يعادوا من يشاءون معاداتهم دون أن نفترض أن ذلك ينتقص من قدرنا عندهم شيئاً. · لم تكن المشكلة في رأي شاهد الاثبات كما قلت، لكن المشكلة الحقيقية تمثلت في قلة حاولت الإساءة للكاتبة وتثبيط همتها أو اختزلتها في صورة جميلة، مركزين على الأنوثة أكثر من تركيزهم على الفكرة. · الأخت بثينة جاءتنا بكامل إرادتها ورغبت في أن تتفاعل معنا ونحن أحوج منها لهذا التفاعل، فلماذا يسعى بعضنا لـ ( تطفيشها) طالما أنها تحترم عقولنا وتحتفي بالنقاش والتحاور معنا! · لن تخسر البحرينية بثينة الكثير إن تخلت عن الكتابة في الشأن السوداني، فهي صحفية معروفة في بلدها ولديها من الموضوعات ما يكفي للكتابة اليومية. · نحن من سيخسر إن ( طفشناها). · أن تجد حكومتنا غير الرشيدة دعم بعض الأنظمة العربية فهذا ليس مشكلة مواطني أو مبدعي أو كتاب تلك البلدان وعلينا أن نميز جيداً بين هذا وذاك. · الغريب أن لدينا العشرات من الكتاب السودانيين الذين يمارسون الكذب الصريح وتملق السلطة والضحك على عقولنا ورغماً عن ذلك تجد مقالاتهم اهتماماً غير مسبوق من مواقعنا ويحتفي بهم الكثير من القراء لمجرد البحث عن ( الشمارات)، بينما يجد كاتب غير سوداني من بعضنا نقداً لاذعاً إن هو وقع في هفوة صغيرة أو فات عليه شيء بسيط. · والمفارقة العجيبة أن بعض الكاتبات السودانيات الجميلات يحظين باهتمام بالغ من بعض القراء وينخدع هؤلاء البعض فيهن ويسكبون أطناناً من السكر على ما يكتبنه حتى يصبح ( عسلاً) في نظرهم حتى إن لم تكن للمقال فكرة واضحة أو افتقرت صاحبته للموقف الواضح. · بينما يهاجم بعضنا كاتبة غير سودانية بافتراض أنها غير ملمة بالمكون الثقافي للشخصية السودانية. · طيب يا جماعة الخير السودانية أماً وأباً وجداً بماذا أسهمت رغم معرفتها المفترضة بالمكون الثقافي لهذه الشخصية السودانية؟! · تظهر الواحدة منهن لترتفع أسهمها بين عشية وضحاها لتعد من الكبار في عالم الكتابة الصحفية مع أن كبار كتابنا ( كبار أقصد بها أصحاب المبدأ والفكرة الواضحة) لا يجدون مثل هذا الاهتمام رغم تجاربهم خبراتهم التي نتضاءل جميعاً أمامها. · فكيف تصير الشافعة اليافعة أو القزم علماً خلال شهور لو لا أن لدينا العديد من المشاكل التي لا نريد أن نعترف بها؟! · ضحكت قبل أيام لافتضاح أمر كاتبة في نظر بعد أن كتبت في شأن رياضي غير مألوف في كتاباتها، مع أن ظهورها منذ الأيام الأولى كان عبر صحيفة يفترض أنها معروفة بانتمائها لرجل مال من جماعة الحزب الحاكم. · ولمن لا يعرفون فبذوغ نجم كاتب مصاحب مبدأ وصعوده بهذه السرعة عبر صحيفة مصنفة كإصدارة موالية للحزب الحاكم أمر أبعد من المستحيل نفسه. · حتى في الشأن الرياضي والاجتماعي والثقافي لا يُسمح بتكرار بظهور أسماء لا تهادن وتتملق في صحفنا الورقية، ناهيك عن أن يصبح الواحد أو الواحدة نجماً. · فهناك شبكة خطيرة غير معلن عنها تحدد من يمكنه أن يصبح كاتباً معروفاً، من ذاك الذي يجب أن تضيق عليه المساحات. · بالنسبة لمداخلات القراء أعلم أننا لا نعيش في مدينة إفلاطون. · ولا أتوقع أن يلتزم كل الناس بأدب الحوار ويتبعوا أسلوباً جميلاً في مناقشة أصحاب الرأي والتعبير عن اختلافهم معهم. · لكن لابد أن نذكر القائمين على أمر مواقعنا المحترمة بأن ينتبهوا جيداً لهذا الأمر ويقوموا بـ ( فلترة ) التعليقات. · ليس ذنباً أن تكون الكاتبة جميلة حتى ينسى الناس ما تكتبه ويركزوا مع جمال حباه لها المولى عز وجل. · صورتنا لا تزال جميلة في نظر الكثير من أخوتنا العرب، فهل نحافظ عليها أم نفرط فيما تبقى من هذه الصورة الجميلة كما فرطنا في الكثير قبلها؟! · السؤال موجه للقائمين على أمر صحفنا ومواقعنا الإلكترونية وللقراء الأعزاء.
|
|
|
|
|
|