|
تأمُلات يعيش برلمان الشعب كمال الهدي
|
[email protected] · يحيا يعيش برلمان الشعب في أمدرمان. · والموت والدمار لشعب السودان الجوعان. · هذا ما بدا لي أن برلماني الغفلة يودون ترديده من داخل قبتهم ( الفاضية). · فقد تعاركوا واحتدوا في النقاش وأوشكوا أن يضربوا بعضهم البعض قبل يومين. · والسبب ليس نقاشاً حول صفوف الخبز. · ولا ندرة البنزين. · ولا ارتفاع أسعار السلع الضرورية الذي بات مشهداً يومياً. · ولا تفكيك المستشفيات التي ظلت تعالج المرضى مجاناً على مدى عقود طويلة سبقت هذا العهد البائس. · لم يتعاركوا أو يحتدوا خوفاً على البلد ومواطنها من المصير المجهول في ظل أزمات تحاصر الوطن من كل صوب. · فمثل هذه الهموم الكبيرة لا تشغل بال نواب الغفلة. · بل كل ما يشغلهم ويعكر صفوهم هو مكاسبهم الشخصية. · سبب معركة النواب الأخيرة هو رئاسة اللجان وما أدراك ما رئاسة اللجان في فقه الكيزان. · اختلفوا حول جدارة البعض برئاسة لجانهم الداخلية. · فكل عضو يريد أن يصبح رئيساً لإحدى هذه اللجان. · ومعلوم أنه عندما تقل الموارد أو تنعدم تتأجج الخلافات ويحرص كل لص على عدم تفويت أي سانحة تلوح أمامه. · ففي السابق كانت أموال البترول كافية لتدليل كل أصحاب الحظوة، لذلك لم تطفو الخلافات على السطح كما هي عليه اليوم. · أما الآن وبعد أن جففوا كل شيء وانعدمت الموارد صار من المألوف أن تسمع عن الخلافات والضرب تحت الحزام. · طبيعي في مثل هذا الوقت أن يسعى كل طرف لأخذ نصيبه ولو بالعافية، فالغد لم يعد واعداً بالنسبة لهم. · لهذا احتد نواب البرلمان في نقاشهم وتشاجروا فيما بينهم وعبر بعضهم عن تمردهم. · والأغرب من تصرف نواب الغفلة هو ذلك القرار الذي بموجبه زيد عدد اللجان حتى تتسع ( المأكلة ) وتشمل أكبر عدد من البرلمانيين الغاضبين. · تخيل عزيزي القارئ زيادة اللجان بمخصصاتها العالية رغم ما يعانيه المواطن العادي من شظف العيش. · أفراد الشعب العاديين يتذمرون كل يوم من صفوف الخبز والبنزين. · ويعانون من ارتفاع معدلات الجريمة الغريبة على مجتمعنا. · ويتأوه الصغار ويتضورون جوعاً مع عدم تمكن الكثير من الآباء والأمهات من توفير ما يسد رمقهم. · بينما النواب الذين يدركون حقيقة أن حكومتهم لا تعبأ بكل ذلك يتهافتون من أجل تحقيق مكاسب خاصة لا علاقة لها بتمثيل أبناء الوطن أو المطالبة بحقوقهم.. · وقد يبدو تصرفهم طبيعي ومفهوم طالما أن الحكومة لا يهمها سوى إرضاء الحاشية والأرزقية والمطبلاتية والأبواق . · وكيف لا يصدر قرار زيادة عدد اللجان في برلمان تعود رئيسه السابق أن يبصم بالعشرة على كل ما يطلبه منه التنفيذيون ولا يسمح لنوابه حتى بنقاش يمكن أن يفضي إلى تحفظات حول قرارات الحكومة. · ليس في الأمر عجب إذاً. · والعجب في أن نتوقع منهم غير ذلك.
|
|
|
|
|
|