|
تأمُلات كلما لبنت يدوها الطير؟! كمال الهِدي
|
[email protected] · في الوقت الذي يواجه فيه الهلال مباريات خارجية تحدد مصيره في البطولة الأفريقية انشغل الأهلة بالانتخابات. · وبعد أن انتهت عمومية الهلال بخيرها وشرها استمر التراشق الإعلامي بين رئيس سابق تعود أن يسيء لكل من ينافسه على مقعد الرئاسة وكأن الهلال صار ملكاً يخصه وحده وبين الرئيس الجديد الفائز في الانتخابات. · وما بين هذا وذاك نسي الأهلة ضرورة الإعداد الجيد لفريق الكرة المواجه بمباراتين صعبتين. · ولا يزال البعض منهمكين في حملات تصغير الرئيس السابق والتهليل للرئيس الجديد. · والمثير للاشمئزاز حقيقة أن بعض من كانوا حتى الأمس يرون في الكاردينال مرشحاً غير جدير برئاسة نادي الهلال تحولوا إلى الجانب الآخر تماماً وصارو ملكيين أكثر من الملك. · بدأنا نقرأ لهم كتابات تمجد الكاردينال وتعتبره رئيساً متواضعاً وذا صدر مفتوح للنقد لمجرد أنه قابل من انتقدوه بصورة لم يتوقعوها. · وهذه دائماً إحدى أكبر مآسي صحافتنا الرياضية. · انتقد فلاناً لعدم المامه بأساليب إدارة أندية الكرة وما أن يلتقيني فاتحاً ذراعيه و( يعبرني) أصبح من أشد المدافعين عنه! · لا نعرف مطلقاً شيئاً اسمه التمييز بين الخاص والعام. · فعندما ننتقد أي مرشح لرئاسة الهلال أو نشيد به يفترض أن ننطلق في ذلك من مدى معرفتنا بقدرته على تقديم النموذج الإداري الجيد. · ومثل هذا الموقف لا يفترض أن يتغير بمجرد مقابلة المرشح. · فمن يتحول بنسبة مائة وثمانين درجة لمجرد أن الكاردينال قابله بصورة طيبة لا شك أنه كان سوف يمسح به الأرض لو أنه رفض مصافحته مثلاً. · عجبي من قوم لم تعلمهم السنين الطويلة أن تعامل فلان أو علان معهم لا يفترض أن يؤثر في موقفهم منه لو كان الشأن العام هو ما يهمهم حقيقة كما يزعمون. · المهم في الأمر أن كل ماتقدم قد شغل الأهلة عن ما هو أهم. · لا يزال الوقت مبكراً للحكم على الكاردينال أو له. · فإن تحقق نجاح في الأيام القادمة لا يجوز أن ننسبه لمجلسه الحديث. · وإن حدث فشل لا قدر الله لا يجدر بنا أن نحسبه عليه. · فدعكم من التهليل والتطبيل وركزوا مع فريق الكرة. · ومن يقول أن الإعداد يسير على قدم وساق كما تعودنا أن نقرأ في صحفنا الرياضية يكذب على نفسه قبل أن يخدع الأهلة بمعسول الكلام. · فالبداية لم تكن جيدة. · فقد قطاع الكرة الأخ عمر النقي الذي بدأ كما علمت من مصادر موثوقة عمل مؤسسي أكثر من رائع في الهلال. · لن نلوم المجلس أو رئيسه على ذهاب عمر لأنه أصر على استقالته كما سمعنا. · لكننا نتحسر على ضياع فرصة الاستمرار في العمل المؤسسي الذي افتقدناه طويلاً في أنديتنا. · وكل العشم أن يكون فوزي المرضي خير خلف لخير سلف. · لاحظت في المرات السابقة التي تولى فيها فوزي منصب مدير الكرة أنه يكثر من المجاملة مع شيء من الرهبة الإعلام لذلك لم يكن يجاهر بآراء جادة. · فهل يتخلى فوزي عن المجاملة هذه المرة لنراه أسداً كما كان في الملاعب؟! أتمنى ذلك. · لم تكن البداية جيدة كما أسلفت، حيث تم تغيير مكان المعسكر إلى أديس أبابا التي لا تناسب أجواؤها الطقس الذي سيخوض فيه الهلال مباراة الأحد. · كثر الحديث عن تألق فلان من اللاعبين ونجاح علان في التدريبات لأن الصحف تريد أن تبيع باسم الهلال ونجومه. · إن اشترى كامبوس كرة بأقل من دولارين وأهداها لأطفال أثوبيا صار ذلك مادة دسمة للتناول الإعلامي. · وإن وجد مهند مجموعة من الأطفال يمارسون رياضة الجمباز التي يحبها فشاركهم لدقائق وجدت صحفنا مادة جاذبة لمانشيتاتها الفقيرة. · وإن ركض خليفة كما تعودنا منه في التمارين حدثونا عن تألقه اللافت. · وإن بارى الهلال نجوم أثيوبيا في مباراة استعراضية أكثر منها إعدادية أكثروا من الحديث عن الفوز الكاسح والأهداف العالمية للاعبي الهلال! · فهل هذا هو الدعم الذي يفترض أن تقدمه صحافة الهلال لفريقها؟! · هي بمثل هذه المانشيتات والمواد تدعم نفسها وحسابات ناشريها لا أكثر. · ما يحتاجه الهلال من الإعلام الأزرق هو تذكير الرئيس الجديد بأن يستشير دائماً أهل الثقة والمعرفة الحقيقية ومن يهمهم الهلال أكثر من الأشخاص. · رئيس الهلال الجديد تنقصه خبرة إدارة النادي الكبير ويفترض أن يجد من ينصحه لا من يهلل له ويضلله لإضاعة الوقت فيما لا ينفع ولا يفيد. · أن يزور الكاردينال حكيم الهلال طه على البشير ويطلب عونه أمر مفهوم ومبلوع. · أما أن يستأذن الكاردينال من صلاح إدريس لإدارة النادي فهذا أمر مضحك والله. · ما يدعم الهلال في مسيرته حقيقة هو التوجيه المستمر وتسليط الضوء على النواقص بدلاً من مثل هذا التهليل والمتاجرة الرخيصة. · بدأنا باختيار غير موفق لمكان المعسكر ولو كان الإعلام الهلالي جاداً لأعان المجلس في تجنب مثل هذا الخطأ. · ما زلنا نرى الفريق كل يوم بتشكيلة ، فيما بعضنا يهللون لأهداف يسجلها اللاعبون في التدريبات أو في مباراة استعراضية! · لا ثبات في اختبار الحارس ولا المدافعين ولا لاعبي الوسط ولا المهاجمين ، بينما هناك من يركزون على أمور هامشية لا علاقة لها بفريق الكرة الذي سينازل خصماً شرساً يوم الأحد القادم. · جميل أن يكون للهلال نادي عائلي وهو أمر طالبت به مجلس التسيير الذي ترأسه شيخ العرب وتحدثت حوله مع أحد أعضاء ذلك المجلس، لكن الوقت الحالي يفترض أن يتم فيه التركيز على فريق الكرة بدلاً من الحديث عن قطع الأراضي وموافقات والي الخرطوم!! · دعونا في الأول نتخطى منافسي الهلال في الكونغو ثم بعد ذلك حدثونا عن محترفي العيار الثقيل الذين يخطط مجلس الكاردينال لاستجلابهم. · فكثيراً ما سمعنا عن المحترفين ذوي العيار الثقيل هؤلاء وفي كل مرة يتكسب السماسرة ويحصلون على أموال لا يستحقونها، بينما يخسر الهلال الكثير. · لكل ما تقدم كانت نصيحتي الأولى لرئيس الهلال الجديد هي أن يصغي لأهل المعرفة والأوفياء وأن يكون هؤلاء بعيداً جداً عن صحافتنا الرياضية وما زلت عند هذا الرأي وهذه النصيحة. · في السابق كانت كل ما لبنت أداها الأهلة للطير وكل المنى ألا يتكرر هذا الأمر وأن يجد الأهلة في دعم فريق الكرة عسى ولعل أن يذهب بعيداً في المنافسة.
|
|
|
|
|
|