|
تأمُلات كده صاح يا كاردينال كمال الهِدي
|
mailto:[email protected]@hotmail.com · علمت من مصدر موثوق - ليس من جماعة المصالح- أن رئيس الهلال الحالي أشرف الكاردينال قد التزم بالمساهمة الفاعلة في علاج أحد قدامى لاعبي الهلال ( لم أذكر اسمه لأنني لم أستأذنه في ذلك).
· ورغم أنني لم أعود قارئ هذه الزاوية على التسبيح بحمد الرجال أو التطبيل لهم، إلا أنني تعمدت أن أشير إلى هذا الأمر باعتبار أنني كنت أكثر المتخوفين من قدرة الكاردينال على إدارة نادِ بحجم الهلال بصورة جيدة، وقد أشرت لذلك مراراً حتى قبل أن يترشح الرجل للعمومية الأخيرة.
· وبعد فوزه برئاسة النادي كتبت مقالاً نصحته فيه بأن يحاول اكتساب الخبرات في هذا المجال الذي اعتبره جديداً عليه كلياً ممن يخلصون حقيقة للكيانات ومن يعينون على هذه الكيانات لا من يتكسبون من ورائها و ينظرون لجيوب من يديرونها.
· وتمنيت أن يعتمد رئيس الهلال الجديد في استشاراته على أهل الشأن وطلبت منه أن ينأى بنفسه عن الإعلاميين تحديداً وألا يصغي لهم كثيراً لكون الكثيرين منهم يوظفون أقلامهم لتحقيق مكاسب شخصية لا علاقة لها بالشأن العام حتى وإن ادعوا غير ذلك.
· وقد يرى البعض فيما ذكرته أعلاه تنقاضاً باعتبار أنني أطلب من الكاردينال ألا يصغي للإعلاميين وفي ذات الوقت أقدم له نصيحة.
· لكن المتابع الجيد لهذه الزاوية لن يشعر بأي تناقض لعدة اعتبارات أولها أن كاتب هذه السطور لم يعمل في يوم على التكسب من وراء الهلال ولا يقتات من الكتابة في شأنه، وهو يكتب من خارج البلد ودون أن يضعف آرائه بالسعي لعلاقات شخصية من هؤلاء الإداريين.
· وثانيها أن من نحذر منهم الكاردينال وبقية رؤساء الهلال هم من يحومون حول هؤلاء الرؤساء ولا يكتفون بالتعبير عن وجهات نظرهم عبر أعمدتهم.
· فهناك فرق كبير جداً بين كاتب يعبر عن رأي محدد عبر زاويته وبين آخر يسعى لعلاقات شخصية مع الإداريين تقوم على استغلال نزعة رجال المال للشهرة فيهلل ويطبل لهم لكي يجزلوا لهم العطاء ولتذهب الكيانات إلى الجحيم في عرف هذه الفئة من الكتاب.
· هذه النوعية خطيرة جداً ليس على الهلال وحده، بل على جميع كياناتنا ومؤسساتنا الرياضية وغيرها، لذا حذرت منهم رئيس الهلال الجديد بمجرد الإعلان عن فوزه بالمنصب.
· وما زلت عند هذا الرأي رغم عنوان هذا المقال الذي أردت من ورائه أن أقول للكاردينال أن تصرفه الإنساني تجاه أحد لاعبي الهلال السابقين جميل ومطلوب بشدة.
· ولو أن رئيس الهلال أعلن عن تبرعه أمام الملأ وكان ذلك التبرع يخص مطرب معروف أو لاعب حالي لما وقفت عنده كثيراً.
· لكنه أي رئيس الهلال تعهد بعلاج لاعب سابق والمعتاد عندنا أن غالبية الإداريين في أنديتنا، خاصة الكبيرة، لا يعبأون باللاعبين السابقين كثيراً بعد أن يغادروا الملاعب وتنساهم الجماهير.
· معظم الإداريين عندنا وللأسف الشديد يهتمون فقط باللاعب الذي تهتف بإسمه الجماهير حالياً وتنشر الصحف صوره وأخباره كل صباح.
· الصحف تستثمر مكانة النجوم الذين يصنعوهم بأنفسهم وبعض الجماهير تصدق وتتلقف القفاز للأسف الشديد.
· أما وقد التزم الكاردينال بعلاج لاعب سابق ربما يجهله الكثيرون من شباب اليوم فهو ما استحق الإشادة والذكر في هذه الزاوية.
· ومثل هذا التصرف اعتبره مؤشراً جيداً وبداية طيبة لرئيس الهلال يمكن أن تقوده لمزيد من الأعمال الجيدة لو التزم الهدوء وعرف (صليحه من عدوه).
· فمعرفة (الصليح من العدو) مهمة جداً لرجل مثله لم يسبق له أن أدار نادياً للكرة.
· سبق مثل هذا التصرف بعض الأشياء والقرارات غير الصائبة من الكاردينال لم نشر لها وقتها بسبب الانقطاع المؤقت عن الكتابة آنذاك بسبب بعض المشغوليات.
· وقد تابعت جزءاً من إعادة اللقاء التلفزيوني الذي أجرته الزميلة ميرفت مع الكاردينال ووجدت فيه شيئاً من الكلام الطيب، فيما رفعت حاجب الدهشة تجاه العديد من الآراء التي طرحها الرجل.
· فليس صحيحاً يا كاردينال أن تكافيء كل من وقف مع تنظيمك قبل الانتخابات.
· فالوقفة إن كانت من أجل الهلال لا يفترض أن يتوقع صاحبها جزاءً ولا شكوراً.
· أو يمكنك أن تكافي من تريد بصورة شخصية ( بس بعيداً عن الهلال).
· وليس كل من يبدو ظاهراً أنه مع الهلال وقضاياه يمكن أن يفيد النادي في شيء.
· والرئيس الحصيف هو من يستطيع تحديد من وقفوا معه من أجل شخصه ومن ساندوه من أجل الكيان.
· فمن يقفون مع شخص من أجله يصبح من حقه أن يجزل لهم العطاء بما يريد، دون أن يفرضهم على الملايين التي تشجع هذا النادي الكبير.
· ومن يسيء لشعب بأكمله لا يمكن أن يكون قلبه على الهلال يا كاردينال.
· ومحاولة رفع شأن البعض بدافع العلاقات الشخصية يقلل من شأن رئيس الهلال ويسيء للنادي نفسه.
· أعيد وأكرر تحذيرك يا كاردينال ممن يحومون حولك.
· فبعضهم قد قادوا هيثماً- رغم ارتدائه لشعار الهلال على مدى 17 سنة – إلى الهلال وانتهوا به إلى طيء النسيان بعد أن دفعوه دفعاً للإساءة لرئيس ناديه.
· والعاقل من اتعظ بغيره يا كاردينال.
· لهذا ننصحك دائماً بالاعتماد على المخلصين وأصحاب الضمائر اليقظة وهؤلاء يمكن أن يعينونك على إدارة الهلال دون أن ينتظروا منك شيئاً.
· جميل أن تؤمن بالنقد وتؤكد على أن الناس لا يمكن أن يتفقوا حول شخص مهما علا شأنه.
· لكن من المهم جداً أن تحول مثل هذا الرأي إلى واقع ملموس وألا تكتفي بالمجاهرة به عبر القنوات التلفزيونية أو صفحات الصحف الورقية.
· فمن يؤمن بمثل هذا الرأي لابد أن يكافح شرور النفس والأنا ويصغي لمنتقديه قبل أن يسمع لم يمدحونه ويهللون له.
· هذا هو الطريق الصحيح الذي يمكن أن يقودك إلى قيادة آمنة وناجحة لهلال الملايين.
· وتذكر دائماً أن العمل في مثل هذه الأندية الكبيرة شاق وصعب وما لم تعتمد على مجموعة من المخلصين سوف تتعب وتكتشف بعد فترة قصيرة أن الانسحاب أفضل بألف مرة.
· أما إن انتهجت الأساليب الصحيحة واستشرت أصحاب المعرفة الحقيقية وانجزتم في مجلسكم بعض المشاريع الاستثمارية الكبيرة التي يمكن أن تعينكم على تسيير العمل في النادي وتحمل الصرف الذي صار كبيراً، فسوف تسهلون على أنفسكم كثيراً وستجدون التكليف ممتعاً لا شاقاً.
· سبق أن سمعنا وعوداً بالاستثمار من العديد من رؤساء أنديتنا الكبيرة، لكنها لم تكن وعوداً جادة أو صادقة لأن الكثير من رجال المال يستمتعون بأن يكون الواحد منهم " الكل في الكل" وأن يقف الناس صفوفاً انتظاراً لهباته وعطاياه.
· لم يضيع الهلال في السنوات الأخيرة سوى رجل مال رفع سقف الصرف كثيراً دون أن ينتهج المؤسسية في الإدارة، لذلك سبح بعض السطحيين بحمده، ثم بعد حين حدث الانهيار الذي كان متوقعاً منذ الوهلة الأولى.
· شكراً جزيلاً على دعمكم للاعب الهلال السابق في عمليته التي تقرر أن تجرى خارج البلاد ونتوقع منكم السير على ذات النهج في كل ما من شأنه أن يرفع شأن الهلال ويؤكد على مكانته كنادِ رائد.
|
|
|
|
|
|